التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةعاجلغازوحدة أبحاث الطاقة

سفن إعادة التغويز تنتشر في 3 دول عربية.. والعراق والمغرب ينضمان قريبًا

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • مصر تقفز بقدرة إعادة التغويز مع استيراد كميات قياسية من الغاز المسال.
  • الأردن يشترك مع مصر في وحدة عائمة لمواجهة طوارئ الطلب المتزايد على الكهرباء.
  • البحرين أحدث المنضمين لقائمة الدول العربية المستوردة للغاز المسال.
  • العراق يبدأ أولى خطواته لإنشاء وحدة تغويز عائمة لمواجهة أزمة إمدادات الغاز.
  • المغرب يتفاوض مع تركيا لتأجير سفينة إعادة تغويز عائمة مثل مصر.

تشهد المنطقة العربية سباقًا محمومًا لتعزيز أمنها الطاقي؛ إذ برزت سفن إعادة التغويز بوصفها أحد أهم الحلول الإستراتيجية لتنويع إمدادات الغاز وتلبية الطلب المتصاعد، خاصة في قطاع الكهرباء.

وتكتسب هذه الوحدات العائمة أهميتها لكونها حلًا سريع التنفيذ وأقل تكلفة بكثير من المنشآت البرية؛ ما يمنح الدول مرونة أكبر في إدارة احتياجاتها الموسمية والطارئة من الغاز المسال، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

وجاء انتشار سفن إعادة التغويز ليؤكد تحولات جذرية في خريطة الطاقة العربية، تضمّنت عودة مصر لاستيراد الغاز لتغطية الفجوة بين الإنتاج والطلب، ودخول البحرين مجال الاستيراد لأول مرة في تاريخها.

وترسم وحدة أبحاث الطاقة -في هذا التقرير- خريطة الانتشار الفعلي والمحتمل لهذه السفن في المنطقة العربية، وسط ترقب لدخول العراق والمغرب إلى المجال -قريبًا- مع منح حكومة بغداد شركة أميركية عقدًا لتطوير محطة للغاز المسال، ودخول الرباط في مفاوضات لاستئجار سفينة عائمة من تركيا.

سفن إعادة التغويز تنشط في مصر

نجحت مصر في رفع قدرتها على إعادة التغويز بصورة لافتة -مؤخرًا- مستوردةً كميات قياسية من الغاز المسال، وهو ما أسهم في تجاوز تحديات صيف 2025 دون مشكلات كبيرة بقطاع الكهرباء، رغم ارتفاع درجات الحرارة القياسية.

وتصل القدرة الإجمالية الحالية لسفن إعادة تغويز الغاز في المواني المصرية إلى 2.25 مليار قدم مكعبة يوميًا مع وجود 3 وحدات عائمة، وجاء تعزيز القدرة عبر استقدام السفن التالية:

  • هوج غاليون

أول وحدة استقبلتها مصر (يوليو/تموز 2024) في ميناء سوميد بالعين السخنة، بسعة 750 مليون قدم مكعبة يوميًا، بموجب اتفاقية استئجار تمتد حتى فبراير/شباط 2026 مع شركة غاليون النرويجية.

  • إنرغوس باور

ثاني وحدة استقبلتها القاهرة في يوليو/تموز 2025 في ميناء سونكر بالعين السخنة، بسعة 750 مليون قدم مكعبة يوميًا، ضمن اتفاقية مع شركة "نيو فورتريس" الأميركية.

  • إنرغوس إسكيمو

ثالث وحدة وصلت إلى مصر في يوليو 2025، قادمة من ميناء العقبة الأردني إلى ميناء سوميد في العين السخنة، بسعة 750 مليون قدم مكعبة يوميًا بموجب عقد استئجار طويل الأجل يمتد لـ10 سنوات مع "نيو فورتريس".

وحدة إنرغوس إسكيمو
سفينة إعادة التغويز "إنرغوس إسكيمو" - الصورة من وزارة البترول المصرية

ويُظهر هذا التوسع قفزة قياسية في واردات مصر من الغاز المسال؛ فبحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة، ارتفع إجمالي الواردات خلال الأشهر الـ8 الأولى من العام الجاري إلى 4.66 مليون طن، بزيادة سنوية ضخمة عن العام الماضي.

وجاء ذلك بعد تسجيل معدل تاريخي بلغ 1.27 مليون طن في شهر أغسطس/آب الماضي وحده.

الأردن يوفر قدرات إضافية للقاهرة

استقبل الأردن إحدى سفن إعادة التغويز الجديدة، خلال عام 2025، بعد انتقال سفينة إنرغوس إسكيمو إلى مصر، ضمن جهود مشتركة مع القاهرة لتوفير قدرات إضافية تساعد الدولتين على الاستجابة لأي طوارئ وتلبية الطلب المتزايد.

وفي شهر أغسطس/آب الماضي، وصلت إلى ميناء العقبة الأردني سفينة إنرغوس فورس بقدرة 750 مليون قدم مكعبة يوميًا، بناءً على اتفاق تفاوضت عليه شركتا نيبكو الأردنية، وإيجاس المصرية، مع شركة Deutsche Energy Terminal (DET) الألمانية.

وتظهر بيانات وحدة أبحاث الطاقة أن الأردن توقف عن استيراد الغاز المسال خلال شهري يونيو/حزيران ويوليو/تموز الماضيين مع انتقال سفينة إنرغوس إسكيمو إلى مصر، ثم عادت البلاد للاستيراد مرة أخرى خلال شهر أغسطس/آب الماضي مع وصول الوحدة العائمة الجديدة.

واستورد الأردن نحو 147 ألف طن من الغاز المسال خلال أغسطس/آب 2025، مقابل أكثر من 193 ألف طن خلال الشهر نفسه من العام الماضي، وذلك من خلال شحنتين لصالح شركة الكهرباء الأردنية.

وإجمالًا، ارتفعت واردات البلاد من الغاز المسال لأكثر من 677 ألف طن خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى أغسطس/آب 2025، مقابل 612 ألف طن في المدة نفسها من العام الماضي، مع اعتبار أن جزءًا من واردات العام الماضي جاء لصالح مصر.

ويرصد الإنفوغرافيك التالي -أعدته وحدة أبحاث الطاقة- سفن إعادة التغويز العائمة في مصر والأردن:

سفن إعادة التغويز العائمة في مصر

محطات إعادة التغويز في البحرين والكويت

تمتلك البحرين سفينة تخزين وإعادة تغويز عائمة تُعرف باسم سيبيك بحرين (Seapeak Bahrain) بقدرة 800 مليون قدم مكعبة يوميًا، وتوجد في ميناء خليفة بن سلمان بمنطقة الحد منذ أواخر 2019، لكنها لا تعمل بانتظام بكامل طاقتها إلا العام الجاري.

وكانت السفينة قد استقبلت شحنة غاز مسال تشغيلية من أبوظبي في أواخر عام 2019، ثم توقفت عن العمل فعليًا بسبب ضعف الطلب المحلي وتفشي جائحة كورونا مطلع عام 2020.

وفي مقابل ذلك، تظهر البيانات الحديثة تحولًا كبيرًا؛ إذ استقبلت البحرين أول شحنة غاز مسال بصورة رسمية في تاريخها من السوق العالمية خلال شهر مايو/أيار 2025.

وتوالت الواردات ضمن مخطط الاعتماد على الشحنات الفورية وإبرام عقود توريد لتلبية الاحتياجات المتزايدة، ليبلغ إجمالي الواردات نحو 503 آلاف طن خلال المدة من مايو/أيار حتى أغسطس/آب 2025، وجاءت كالآتي:

  • مايو/أيار: 71 ألف طن.
  • يونيو/حزيران: 143 ألف طن.
  • يوليو/تموز: 67 ألف طن.
  • أغسطس/آب: 222 ألف طن.

على الجانب الآخر، تعتمد الكويت منذ يوليو/تموز 2021 على محطة الزور للغاز المسال -المشغلة منذ هذا التاريخ- وهي محطة برية برية دائمة تديرها الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة ()، وهي أكبر محطة من نوعها في العالم.

وتضم هذه المحطة الكبيرة 8 صهاريج لتخزين الغاز المسال تبلغ سعة كل واحد منها 225 ألف متر مكعب، إضافة إلى منشأة إعادة التغويز بطاقة تسييل تصل إلى 22 مليون طن سنويًا أو ما يعادل 30 مليار متر مكعب سنويًا.

وفي الأشهر الـ8 الأولى من العام الجاري، ارتفعت واردات البلاد من الغاز المسال إلى 4.96 مليون طن، مقابل 4.86 مليون طن في المدة نفسها من العام الماضي.

العراق والمغرب يتجهان إلى سفن إعادة التغويز

بدأ العراق أولى خطواته نحو سفن إعادة التغويز اللازمة لاستيراد الغاز المسال من السوق العالمية، بوصفها أحد الحلول المهمة أمام البلاد لتنويع إمداداته من ذلك الوقود، خاصة في ظل مشكلات استيراده عبر الأنابيب من إيران وتركمانستان.

وبحسب تصريحات لشركة "إكسيليريت إنرجي" (Excelerate Energy) الأميركية في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2025، تلقّت الشركة إشعارًا رسميًا من حكومة بغداد بفوزها بعقد تطوير محطة عائمة متكاملة للغاز المسال.

ومع ذلك، لم يتضمن بيان الشركة أي تفاصيل حول بنود العقد المزمع تنفيذه ومواعيد وتكلفة التنفيذ، خاصة أن تنفيذ العقد ما زال مرهونًا باتفاقيات تجارية ملزمة.

إحدى سفن إعادة التغويز العائمة التابعة لشركة شركة "إكسيليريت إنرجي"
إحدى سفن إعادة التغويز العائمة التابعة لشركة شركة "إكسيليريت إنرجي" - الصورة من موقع الشركة

وجاء ذلك ضمن توجيهات حكومية في يوليو/تموز (2025)، باستيراد ما بين 500 و700 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، لإضافة نحو 2000 ميغاواط لتوليد الكهرباء.

وثمة أسباب عديدة دفعت العراق إلى خيار سفن إعادة التغويز؛ من بينها زيادة ضغوط تنويع مصادر الطاقة، بعد إنهاء الولايات المتحدة الإعفاءات الممنوحة للعراق لشراء الكهرباء من إيران، إضافة إلى معوقات استيراد الغاز التركمانستاني الذي يحتاج إلى موافقة أميركية هو الآخر.

على الجانب الآخر، يجري المغرب محادثات مع تركيا لاستئجار إحدى سفن إعادة التغويز العائمة، بحسب تصريحات لوزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار -مؤخرًا-.

وتأتي هذه المفاوضات بعد أشهر قليلة من توقيع شركة الطاقة الحكومية التركية "بوتاش" صفقة مماثلة (مايو/أيار 2025)، مع مصر لتأجير سفينة عائمة لتخزين وإعادة تغويز الغاز (FSRU).

ولم يفصح وزير الطاقة التركي عن أي تفاصيل إضافية حول المفاوضات مع المغرب سواء من ناحية طبيعة التعاقد أو القيمة المالية أو الإطار الزمني لإرسال السفينة إلى الرباط، بحسب متابعات وحدة أبحاث الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق