قطاع الكهرباء في بنغلاديش يواجه أزمة الوقود المستورد.. وهذه أبرز الحلول
الواردات تشكل 65% من إجمالي إمدادات الكهرباء
وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

يواجه قطاع الكهرباء في بنغلاديش اختبارًا صعبًا، لا سيما أن تعزيز القدرات الإنتاجية في السنوات الأخيرة لم يواكب ارتفاع واردات الوقود الأحفوري.
ففي السنة المالية 2024-2025، شكّلت الواردات قرابة 65% من إجمالي إمدادات الكهرباء، بما في ذلك واردات الكهرباء والوقود اللازم للتوليد.
وزاد الاعتماد على الواردات بنسبة 63% بين السنة المالية 2019-2020 و2024-2025، وهو معدل يفوق القدرة الإنتاجية التي لم تتجاوز 43% خلال المدة نفسها، بحسب تقرير حديث لمعهد اقتصادات الطاقة، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.
كما تدفع واردات الوقود الأحفوري المقوّمة بالدولار البلاد لاتخاذ تدابير عاجلة، مثل تخفيف الأحمال أو تشغيل محطات الكهرباء العاملة بالنفط المكلفة، بينما يبقى نقص الوقود عائقًا أمام تشغيل محطات الكهرباء بالغاز.
ومع استعداد بنغلاديش للخروج من قائمة الدول الأقل نموًا في 2026، فقد تواجه منافسة شديدة في الأسواق الدولية، وهو ما يتطلب إصلاح قطاع الكهرباء الهش وتقليل الاعتماد على الواردات.
الطلب على الكهرباء في بنغلاديش
اتخذت الحكومة تدابير احترازية لإدارة الأحمال لمواجهة ارتفاع الطلب المتوقع على الكهرباء في بنغلاديش خلال صيف 2025، مع توقُّع بلوغ ذروة الاستهلاك عند 18 غيغاواط، مقارنة بـ17.2 غيغاواط في 29 أبريل/نيسان 2024.
غير أن الأمطار المتكررة أبقت درجات الحرارة منخفضة نسبيًا، وساعدّ ذلك في الحدّ من استعمال الأجهزة كثيفة الاستهلاك للطاقة.
وسجلت ذروة الاستهلاك 17.1 غيغاواط في 23 يوليو/تموز (2025)، وفق التقرير الصادر عن معهد اقتصادات الطاقة والتحليل المالي.
وعلى صعيد إمدادات الكهرباء في بنغلاديش، تحسَّن الوضع خلال المدة من أبريل/نيسان إلى أغسطس/آب (2025)، مقارنة بصيف 2024 الذي شهد انقطاعات حادة.
وفي بعض الأحيان، تجاوز عجز الإمدادات 500 ميغاواط، باستثناء الانخفاض الحادّ في الأحمال البالغ 2353 ميغاواط يوم 26 أبريل/نيسان الماضي.
أمّا متوسط انخفاض الأحمال الشهري خلال ساعات الذروة، فتراوحَ بين 44 و127 ميغاواط، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ومع بداية شهر سبتمبر/أيلول المنصرم، عاد انخفاض الأحمال للارتفاع خلال أول أسبوعين، وبلغ متوسط انخفاض الأحمال 404 ميغاواط خلال ساعات الذروة.
يرجع ذلك إلى نقص إمدادات الفحم وصيانة المحطات، فضلًا عن نقص إمدادات الغاز، إذ ارتفع عدد المحطات المتأثرة من 12 إلى 19 بين 31 أغسطس/آب و11 سبتمبر/أيلول، ما يكشف هشاشة قطاع الكهرباء في بنغلاديش واعتماده على الوقود المستورد.

مواجهة أزمة الكهرباء في بنغلاديش
أوضح تقرير معهد اقتصادات الطاقة أنه يمكن لكبرى القطاعات المستهلكة للطاقة، مثل الصناعات والمباني التجارية والفنادق، خفض الاستهلاك من خلال أنظمة إدارة الطاقة.
وتعمل هذه الأنظمة على مراجعة أنماط الاستهلاك، وتطبيق إجراءات عملية لخفض الاستهلاك، إضافة إلى متابعة النتائج، ويساعد ذلك في تحقيق وفورات مع تعزيز الاستدامة.
وفي هذا السياق، تشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن هذه الأنظمة تحقّق وفورات بنسبة 11% في السنة الأولى من التطبيق، وتصل -أحيانًا- إلى 30%.
وبدأت بنغلاديش فرض عمليات تدقيق إلزامية للطاقة على 189 كيان من كبار المستهلكين بدءًا من 2025، في خطوة تمهّد الطريق لتبنّي هذه الأنظمة.
غير أن التحدي الحقيقي يكمن في القدرة الفنية والمالية، إذ تبرز الحاجة إلى تدخُّل حكومي وشراكات مع وكالات التنمية متعددة وثنائية الأطراف، عبر برنامج دعم تشرف عليه هيئة تنمية الطاقة المستدامة والمتجددة (SREDA).

كفاءة محطات الكهرباء الأسيرة
على الجانب الآخر، قطعت الصناعات شوطًا مهمًا في تحسين كفاءة توليد الكهرباء الأسيرة بين عامي 2012 و2024، لكن هذا التقدم لم يشمل الجميع.
ومحطات الكهرباء الأسيرة هي قدرة توليد الكهرباء التي تستغلها المنشآت الصناعية التجارية لتلبية احتياجاتها الخاصة، ويمكن لهذه المحطات العمل خارج الشبكة الرئيسة، أو توصيلها بالشبكة لتبادل القدرات الفائضة.
وكشف تقرير معهد اقتصادات الطاقة أن هذه الصناعات يمكنها الاستفادة من الحرارة المُهدَرة واستبدال مولّداتها القديمة، لتوفير قرابة 50 مليار قدم مكعبة من الغاز المسال المستورد.
ومن شأن استمرار الاعتماد على محطات الكهرباء الأسيرة، استنزاف الغاز، وتعطيل بعض المحطات الجديدة عالية الكفاءة، خلال شح الإمدادات، ونتيجة لذلك يرتفع استهلاك الغاز وتزيد مدفوعات السعة، إلى جانب الأضرار الفنية جراء طول مدة التوقف.
ويتعين على الحكومة اتخاذ خيارات تقوم على أسس تقنية ومالية، وتحفّز الصناعات للاعتماد على شبكة الكهرباء، مع تحديث بُنيتها التحتية لدمج الطاقة المتجددة، والإبقاء على المحطات الأسيرة خيارًا احتياطيًا، بحسب توصيات التقرير.
موضوعات متعلقة..
- بنغلاديش تستعد لشراء شحنة غاز مسال من أرامكو.. وصفقة أسمدة مع المغرب
- أزمة غاز حادة في بنغلاديش.. هل تشكّل شحنات المسال انفراجة؟
- الطاقة الشمسية في بنغلاديش تستعد لخطة توسعات تاريخية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- توليد الكهرباء من الطاقة الحيوية في أفريقيا.. دولة عربية ضمن قائمة الكبار
- جدل حول مشروع خط أنابيب غاز في شمال شرق أميركا.. ما القصة؟ (تقرير)
- إنتاج النفط والغاز في أفريقيا قد يصل إلى 13.6 مليون برميل نفط مكافئ يوميًا
المصدر..