كهرباءتقارير الكهرباءرئيسية

إصلاحات قطاع الكهرباء في نيجيريا لم تصل للمستهلكين.. حبر على ورق (تقرير)

بنك التنمية الأفريقي: قانون جيد ونتائج غير ملموسة

حياة حسين

على الرغم من أن قوانين إصلاح قطاع الكهرباء في نيجيريا -التي صدرت في عام 2023- كان بعضها يستهدف تحمل الولايات مسؤولية الشبكات وتعزيز الإمدادات؛ فلم تتجاوز تلك الإصلاحات مرحلة الحبر على الورق.

فبحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لقطاع الطاقة النيجيري؛ ظلت نسبة عدم وصول المستهلكين إلى الكهرباء عند 43%، بما يعادل 85 مليون شخص، وأيّد ذلك تقرير لبنك التنمية الأفريقي.

ولا يحصل ما يقرب من نصف سكان أكبر منتج للنفط في أفريقيا، البالغ عددهم 200 مليون نسمة على الكهرباء، وهي أكبر نسبة لفجوة الوصول إلى الكهرباء في العالم، إذ يصل معدل توليد الكهرباء في نيجيريا إلى 12-13.5 ألف ميغاواط، إلا أن الكمية التي تُضَخ في الشبكة الوطنية أقل من ذلك.

وفي 2023، ولّدت نيجيريا نحو 4 آلاف و500 ميغاواط لنحو 200 مليون نسمة، وبمقارنتها مع دولة مثل إثيوبيا، يظهر حجم الأزمة؛ إذ أضافت أديس أبابا، التي يبلغ عدد سكانها 132 مليون نسمة، نحو 6 آلاف ميغاواط، وحجم التوليد الإضافي قبل ذلك كان 5 آلاف و200 ميغاواط.

وتواجه الكهرباء في نيجيريا تحديات النقل عبر الشبكة، بسبب مشكلات عدة ترتبط بعدم الكفاءة التقنية، وتقادم البنية التحتية، إضافة إلى عمليات التخريب.

وكان قانون إصلاح قطاع الكهرباء في نيجيريا الصادر قبل عامين، يستهدف علاج هذه المشكلات وأخرى معها، مثل زيادة كفاءة القطاع، ودمج الطاقة المتجددة معها.

قانون الكهرباء في نيجيريا يسمح للولايات بشبكات وتوزيع داخلي

سمح قانون إصلاح قطاع الكهرباء في نيجيريا، الصادر عام 2023، لأول مرة، لحكومات الولايات الـ36، بالتوليد والنقل والتوزيع داخل حدود تلك الولايات.

وبحلول يوليو/تموز 2025، كانت 10 ولايات قد قدمت قانون سوق الكهرباء الخاص بها، كما بدأت في إنشاء هيئات تنظيمية وأطر عمل للإشراف على عمليات الكهرباء داخل حدودها.

وحتى يبدأ تفعيل تلك القوانين داخل الولايات النيجيرية، ستواصل هيئة تنظيم الكهرباء النيجيرية تنظيم القطاع، لكن التحول من السيطرة الفيدرالية إلى حلول كهربائية محلية يثير تساؤلات حول التنسيق والوضوح التنظيمي وقدرة كل ولاية على حدة.

واستعرض بنك التنمية الأفريقي الخاص بمؤشر تنظيم الكهرباء لعام 2024، الذي غطى القطاع في 43 دولة بالقارة السمراء؛ تحديات الكهرباء في نيجيريا.

وبصورة عامة، احتلت نيجيريا المركز رقم 15 بين 43 دولة شملها التقرير من ناحية القواعد المنظمة للقطاع، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

إلا أن التقرير أشار إلى أن إصلاحات قطاع الكهرباء في نيجيريا "تبدو صلبة على الورق لكن نتائجها على أرض الواقع متأخرة؛ لأن القطاع لا يبدو جاهزًا لتحقيق تلك الإصلاحات بصورة موحدة".

وأضاف التقرير أنه على الرغم من وجود قواعد، وأن الهيئة التنظيمية لا تبدأ من الصفر؛ فإن النيجيريين ما زالوا يفتقرون إلى إلى كهرباء بأسعار معقولة وموثوقة.

مولدات كهرباء في نيجيريا بسبب انقطاع التيار المتكرر
مولدات كهرباء في نيجيريا بسبب انقطاع التيار المتكرر - الصورة من بلومبرغ

شفافية مفقودة

وجّه بنك التنمية الأفريقي رسالة إلى قطاع الكهرباء في نيجيريا خلال تقريره عن مؤشر تنظيم الطاقة لـ43 دولة لعام 2024، مفادها ضرورة أن تتسم المرافق بالشفافية والاستدامة المالية.

وحصلت نيجيريا على مستوى جيد في مؤشر حوكمة القطاع في تقرير البنك، وبلغ 0.897، وهو معدل مرتفع، ما يعكس تفويضًا قانونيًا واضحًا ومحددًا للجهة التنظيمية وعمليات اتخاذ القرار الرسمية، كما يؤكد أن أُطر تنظيم الكهرباء في نيجيريا تتسم بالصلابة نسبيًا وفق المعايير القارية.

يُذكر أنه لا يسبق نيجيريا في هذا التصنيف سوى أوغندا وتنزانيا والسنغال وكينيا ورواندا إضافة إلى جنوب أفريقيا.

إلا أن التقرير أشار إلى ضعف شفافية قطاع الطاقة؛ بسبب عدم نشر أي وثائق قانونية أو قرارات باستمرار، ويشارك نيجيريا في ذلك كل من غانا وبوروندي وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأشار التقرير إلى صلابة تشريع الدولة الأفريقية، وسجلت 0.843؛ إذ يتوافر العديد من الأدوات الأساسية، مثل منهجيات التعرفة، وأطر الترخيص، وقوانين الشبكة، وقواعد حماية المستهلك، وتشاركها المستوى: رواندا وأوغندا والسنغال وكينيا.

غير أن مستوى النتائج النهائية على أرض الواقع كان ضعيفًا؛ إذ سجلت نيجيريا 0.642، وهو مركز متأخر؛ خاصة على مستوى جودة الخدمات.

كما سلَط التقرير الضوء على ضعف موثوقية الكهرباء في نيجيريا؛ إذ أشارت بعض المسوحات إلى معدل انقطاع للتيار بنحو 32 مرة شهريًا، ورغم أنه لم تتضح مدة الانقطاع؛ فإن ذلك يؤثر سلبًا في الاقتصاد الكلي، ويؤخر نشاط الأعمال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق