أكبر مستثمر بتصنيع تقنيات الطاقة النظيفة عالميًا يتوسع في 54 دولة (تقرير)
أسماء السعداوي
كشفت بيانات حديثة النقاب عن هوية وحجم تأثير الدولة صاحبة أكبر استثمارات بقطاع تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة عالميًا، التي امتدّت إلى 54 دولة.
ورصد باحثو مركز أبحاث "نت زيرو بوليسي لاب" التابع لجامعة جونز هوبكينز الأميركية (NZIPL) تسارُع وتيرة استثمارات الصين بقطاعات الطاقة الشمسية والرياح وبطاريات تخزين الكهرباء وسيارات الطاقة الجديدة والهيدروجين الأخضر "لتعيد تشكيل" ملامح قطاع الطاقة العالمي.
ومنذ عام 2011، طورت الشركات الصينية في 461 مشروعًا لتصنيع تقنيات الطاقة النظيفة خارج حدودها، لتصل إلى 227 مليار دولار منذ عام 2022 حتى منتصف 2025 الجاري، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ولا تعود تلك المشروعات بالنفع على الصين وحدها، بل على اقتصادات والالتزامات المناخية الدول المستفيدة، وخاصة رابطة آسيان التي كان لها نصيب الأسد من استثمارات بكين العالمية.
استثمارات الصين في تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة عالميًا
وصف باحثو مركز أبحاث "نت زيرو بوليسي لاب" تسارع وتيرة استثمارات الصين في تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة عالميًا بـ"غير المسبوق"، وبأنها "تعيد تشكيل ملامح" القطاع.
وعلى مدار مدة البحث بين عامي 2011 ومنتصف العام الجاري (2025)، استثمرت الشركات الصينية في 461 مشروعًا لتصنيع تقنيات الطاقة النظيفة.
وعلى نحو خاص، كان ثمة ارتفاع ملحوظ في استثمارات الشركات خلال السنوات الثلاث الماضية خاصة؛ إذ منذ عام 2022 وحتى يونيو/حزيران أُطلق أكثر من 80% من إجمالي المشروعات المرصودة بعدد 387 ليتجاوز حجم الاستثمارات 227 مليار دولار.
ومنذ عام 2022 أيضًا حتى تاريخه، تجاوز حجم الاستثمارات الموعودة سنويًا كل رأس مال المشروعات في العقد الماضي بالكامل.
وشهد العام الماضي (2024) رقمًا قياسيًا بإعلان 165 مشروعًا، وتعهدت الشركات بضخ استثمارات بقيمة 210 مليارات دولار، وهو ما يشكّل 88% من كل رأس المال المُعلَن في هذا الصدد.
تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة حسب القطاع والمنطقة
يقول التحليل، إن قطاع تقنيات الطاقة الشمسية هيمن على استثمارات الصين بقطاع تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة عالميًا خلال المدة التي سبقت تفشّي فيروس كورونا.
ومنذ عام 2021، تدفَّق رأس المال على صناعة مواد البطاريات ومحطات البطاريات الكاملة والسيارات الكهربائية ومعدّات الشحن والرياح والمراحل المبكرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر.
وتلقّت دول الجنوب العالمي أكثر من 75% من الاستثمارات منذ عام 2011، وتفصيليًا، استقبلت دول رابطة دول جنوب شرق آسيا "أسيان" معظم الاستثمارات الصينية، كما كانت أوروبا سوقًا رئيسة لاستثمارات تجميع الحزم والدمج وإعادة التدوير للبطاريات.
وخلال عام 2024 وحده، قفزت الاستثمارات المسجلة في دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 20%.
وبحسب التقرير، تفتح تلك الاستثمارات فرصة للدول الأخرى للاستفادة من فرص النمو الاقتصادي التي يجلبها تحول الطاقة.
وبفضل تلك "الطفرة" في الاستثمارات الصينية، تعرّفت دول مختلفة على تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة، أو أحرزت تقدمًا في سلسلة القيمة الخاصة بها.
وعلى نحو خاص، تمثّل تلك الاستثمارات فرصة لدعم جهود الدول النامية في منطقة الجنوب العالمي لتعزيز الاقتصاد ودعم الالتزامات المناخية وضمان الوصول لتقنيات خضراء ميسورة التكلفة ومبتكرة.
استثمارات الطاقة النظيفة في الصينية
لا يُسهم تحول الصين المتسارع إلى مصادر الطاقة النظيفة في إعادة تشكيل ملامح قطاع الطاقة والتقنيات الخضراء فحسب، بل يقلّل التكاليف بصورة كبيرة، ويسرّع وتيرة انتشارها في الدول الأخرى.
وفي عام 2024، أضافت استثمارات الطاقة النظيفة 1.9 تريليون دولار (10%) لإجمالي الناتج المحلي في الصين، كما ينمو القطاع بوتيرة أسرع 3 مرات من اقتصاد البلاد عمومًا.
وفي تقرير له بمطلع سبتمبر/أيلول الجاري، قال مركز إمبر لأبحاث الطاقة، إن الصين فتحت الباب أمام مستقبل جديد للطاقة عبر بناء تقنيات كهربائية على نطاق شاسع، بما خفّض التكاليف ورفع سقف الإمكانات.
وجاء في تقرير المركز الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة الإنجازات التالية:
- لبّت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الطلب على الكهرباء في الصين بنسبة 84% في عام 2024 الماضي.
- خلال النصف الأول من عام 2025، تجاوز إنتاج الشمس والرياح من الكهرباء الطلب، لينخفض استعمال الوقود الأحفوري بنسبة 2%.
- كما انخفض استعمال مصادر الوقود الأحفوري في المباني والصناعة والنقل بنسبة 1.7% خلال المدة بين عامي 2015 و2023.
- تزيد توقعات سعة تصنيع الطاقة الشمسية في الصين بحلول عام 2030 بنسبة 65% عن الإنتاج العالمي بحلول الموعد نفسه.
- ارتفعت استثمارات بطاريات تخزين الكهرباء بنسبة 69% بين النصف الأول من 2024، ونظيره في 2025.
- استحوذت الشركات الصينية على نحو 75% من كل براءات الاختراع العالمية بمجال تصنيع الطاقة النظيفة صعودًا من 5% في عام 2000.
- ساعدت التقنيات الصينية "الرخيصة" 25% من الأسواق الناشئة في تجاوز الولايات المتحدة بمجال كهربة قطاعات الاستهلاك النهائي.
وإجمالًا، توقعت وكالة الطاقة الدولية في يونيو/حزيران الماضي أن ترتفع استثمارات الطاقة العالمية خلال هذا العام إلى 3.3 تريليون دولار، رغم التوترات الجيوسياسية وحالة عدم اليقين الاقتصادي.
وبحسب تقرير الوكالة، تتصدر الصين قائمة المستثمرين في قطاع الطاقة عالميًا، في حين تحتلّ الطاقة الشمسية الكهروضوئية المركز الأول بين أكثر التقنيات استقطابًا للاستثمارات العالمية.
موضوعات متعلقة..
- استثمارات تصنيع تقنيات الطاقة النظيفة عالميًا تقفز إلى 200 مليار دولار
- تحوّل أستراليا إلى الطاقة النظيفة يصطدم باعتراضات مجتمعية (تقرير)
- قانون ترمب يعيد رسم قطاع الطاقة الأميركي.. كيف يهدد الذكاء الاصطناعي والتقنيات النظيفة؟
اقرأ أيضًا..
- أكبر مصفاة نفط في أفريقيا تواجه شبح التوقف
- أكبر محطة كهرباء تعمل بخلايا وقود الهيدروجين.. أين تقع؟
- واردات مصر من الألواح الشمسية الصينية تقفز لأعلى مستوى في 7 سنوات
- مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية.. مراحل تطور المشروع الإماراتي العملاق (إنفوغرافيك)
المصدر:
