وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعات الطلب على النفط والمعروض في 2025
وتثبت تقديرات الطلب في 2026
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

رفعت وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العام الجاري (2025)، نتيجة ارتفاع الطلب في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، لا سيما أميركا وألمانيا وإيطاليا وكوريا الجنوبية، بينما أبقت تقديرات 2026 دون تغيير.
وأظهرت الوكالة في تقريرها الشهري لسوق النفط، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن الطلب العالمي على النفط في عام 2025 سيسجل نموًا قدره 740 ألف برميل يوميًا، ارتفاعًا من تقديراتها السابقة البالغة 685 ألفًا في تقرير الشهر الماضي، ليصل الإجمالي إلى 103.87 مليونًا.
أمّا لعام 2026، فقد أبقت وكالة الطاقة الدولية على توقعاتها لنمو الطلب عند 700 ألف برميل يوميًا، ليصل إجمالي الطلب المتوقع 104.57 مليونًا.
على الجانب الآخر، رفعت الوكالة توقعاتها لنمو إمدادات النفط العالمية، حيث رفعت تقديراتها بمقدار 190 ألف برميل يوميًا في 2025، ليصل النمو إلى 2.7 مليونًا، وبمقدار 150 ألف برميل يوميًا في 2026، ليبلغ 2.1 مليونًا.
ووفقًا للتقديرات، من المتوقع أن يصل إجمالي الإمدادات إلى 105.8 مليون برميل يوميًا في 2025، و107.9 مليونًا في 2026.
وعزت الوكالة رفع توقعاتها للإمدادات النفطية إلى زيادة إنتاج بعض الدول من خارج أوبك+ فوق المتوقع، منها البرازيل والأرجنتين والنرويج، إلى جانب الزيادات الأخيرة لبعض أعضاء تحالف أوبك+، مثل العراق وفنزويلا وليبيا والكويت.
معروض النفط العالمي
كشف تقرير وكالة الطاقة الدولية، الصادر اليوم الخميس 11 سبتمبر/أيلول (2025)، أن معروض النفط العالمي خلال شهر أغسطس/آب ارتفع إلى مستويات قياسية، ليلامس 106.9 مليون برميل يوميًا.
ويرجع ذلك إلى ارتفاع الإمدادات من تحالف أوبك+ مع استمرار إعادة كميات التخفيضات الطوعية، وبقاء المعروض من خارج التحالف قرب أعلى مستوياته.
ورغم التوقعات بوجود فائض في المعروض، حذّرت وكالة الطاقة الدولية من أن توازنات السوق قد تتغير بفعل المخاطر الجيوسياسية والسياسات، موضحةً أن العقوبات الصارمة على روسيا وإيران تهدد بانخفاض المعروض.
وأشارت إلى أن تشديد العقوبات الغربية كان أثرها حتى الآن محدودًا في تدفقات التجارة والمعروض، وإن كانت صادرات موسكو وطهران قد أظهرت منحنى هبوطيًا خلال الأشهر الأخيرة.

الإمدادات من أوبك+ وخارجه
تُظهر البيانات أن زيادة الإمدادات الفعلية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل ستظل أقل بكثير من المستهدف، إذ تضخ دول مثل العراق والإمارات والكويت وقازاخستان نحو 1.1 مليون برميل يوميًا فوق حصصها، في حين تواجه دول أخرى، منها روسيا، قيودًا على الطاقة الإنتاجية.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قررت السعودية و7 دول أعضاء في تحالف أوبك+ إضافة ما يقارب 137 ألف برميل يوميًا على أساس شهري، بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ولمدة 12 شهرًا، لإنهاء تخفيضاتها الطوعية البالغة 1.65 مليون برميل يوميًا.
وحتى سبتمبر/أيلول، سيكون تحالف أوبك+ قد رفع إنتاجه منذ الربع الأول من 2025 بقرابة 1.5 مليون برميل يوميًا، مقارنة بالهدف المُعلَن البالغ 2.5 مليونًا، وكان النصيب الأكبر من السعودية.
غير أن تتبُّع حركة الناقلات يكشف أن معظم هذه الزيادات استُهلكَ محليًا في التكرير وتوليد الكهرباء بدلًا من تدفّقها إلى خارج المنطقة.
ومن المتوقع أن يضيف تحالف أوبك+ نحو 1.3 مليون برميل يوميًا في 2025، ومليونًا في 2025.
في المقابل، يواصل المنتجون خارج أوبك+ النمو، حيث تسجل الولايات المتحدة والبرازيل وكندا وغايانا والأرجنتين مستويات إنتاج قياسية، في اتجاه لإضافة ما يقارب 1.4 مليون برميل يوميًا في 2025، وأكثر من مليون في 2026.
مخزونات النفط العالمية
أظهرت وكالة الطاقة الدولية أن مخزونات النفط العالمية واصلت ارتفاعها للشهر السادس على التوالي، مع تسجيل زيادة قدرها 26.5 مليون برميل في يوليو/تموز، ليرتفع الإجمالي منذ بداية العام إلى 187 مليونًا.
يأتي ذلك رغم بقاء المخزونات العالمية دون متوسط السنوات الـ5 الماضية بنحو 67 مليون برميل، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وسجلت مخزونات النفط التجارية بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية زيادة قدرها 6.9 مليون برميل، بما يتماشى مع الاتجاه الموسمي.
وأضافت الوكالة أن مخزونات النفط في الصين زادت بمقدار 106 ملايين برميل بين شهرَي فبراير/شباط وأغسطس/آب (2025)، وساعد ذلك على تحرُّك عقود خام عقود خام برنت الآجلة في نطاق محدود، إذ استقرت -تقريبًا- عند 67 دولارًا للبرميل.
وتشير التوقعات إلى ارتفاع المخزونات العالمية بمعدل 2.5 مليون برميل يوميًا في النصف الثاني من 2025، مع تجاوز المعروض للطلب، لكن موازين السوق قد تتغير نتيجة التوترات الجيوسياسية والسياسات التجارية والعقوبات الإضافية على روسيا وإيران.

إنتاج المصافي عالميًا
من جهة أخرى، كشف تقرير الوكالة أن إنتاج المصافي عالميًا قفز إلى مستويات قياسية في أغسطس/آب الماضي، بعدما سجل 85.1 مليون برميل يوميًا، بزيادة قدرها 400 ألفًا.
ورغم ذلك، تتوقع الوكالة تراجعًا في هذه الوتيرة بمقدار 3.5 مليون برميل يوميًا حتى أكتوبر/تشرين الأول، مع بدء أعمال الصيانة الموسمية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتشير التقديرات إلى أن متوسط إنتاج المصافي سيبلغ 83.5 مليون برميل يوميًا في 2025، ويرتفع إلى 84 مليونًا في 2026، لكن وتيرة النمو ستتباطأ من 580 ألف برميل يوميًا هذا العام إلى 540 ألفًا العام المقبل.
موضوعات متعلقة..
- توقعات الطلب على النفط في 2026.. وكالة الطاقة الدولية تخالف الاتجاه
- وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات الطلب على النفط.. وترفع تقديرات المعروض
- الطلب على النفط في أفريقيا ينتظر قفزة كبيرة.. وهذه توقعات الإنتاج
اقرأ أيضًا..
- توقعات بنمو الطلب على الغاز عالميًا 71 مليار متر مكعب بقيادة الشرق الأوسط
- 3 دول عربية تقتنص 10% من استثمارات الهيدروجين النظيف عالميًا
- 3 دول بينها إسرائيل.. أطول خط ربط كهرباء بحري في العالم مهدد بالانهيار
المصدر..