قدرات الكهرباء النظيفة في جنوب أفريقيا تؤهلها لتصدير الهيدروجين الأخضر (تقرير)
نوار صبح

- يمكن للهيدروجين الأخضر تعزيز قدرات قطاع الطاقة المتجددة في جنوب أفريقيا.
- متوسط سطوع الشمس السنوي في جنوب أفريقيا يقدَّر بـ2500 ساعة.
- منتجات مشتقات الهيدروجين الأخضر أغلى من بدائلها من الوقود الأحفوري.
- الهيدروجين الأخضر قد يؤدي دورًا مهمًا في برنامج تحول الطاقة العادل.
يمكن لقدرات توليد الكهرباء النظيفة في جنوب أفريقيا أن تؤهلها لإنتاج الهيدروجين الأخضر وتصديره؛ بما يخدم الأهداف البيئية والاقتصادية للبلاد.
وحسب تحديثات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يتمتع الهيدروجين الأخضر بالقدرة على تعزيز قطاع الطاقة المتجددة المحلية والبنية التحتية لتوليد الكهرباء من خلال الاستفادة من مرونة الإنتاج والقدرة على توسيع المنشآت لبيع الكهرباء إلى الشبكة الوطنية.
جاء ذلك خلال دراسة تستكشف "إمكانات منتجي الهيدروجين الأخضر في جنوب أفريقيا"، أعدها باحثون من المملكة المتحدة وألمانيا وخبراء محليون.
وأبرزت الدراسة إمكان إرساء دورة نموٍّ مُعزِّزة للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر؛ ما سيُسهم في تخفيف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، ودعم الاقتصاد المحلي والمجتمع بوجه عام.
الهيدروجين الأخضر في جنوب أفريقيا
أوضحت الدراسة أن جنوب أفريقيا في وضعٍ جيد لإنتاج كمياتٍ كافية من الهيدروجين بتكاليف تنافسية للأسواق المحلية وأسواق التصدير، ويعود ذلك أساسًا إلى مواردها الواسعة من الطاقة المتجددة، وتوافر الأراضي، وخبرتها التقنية المُتَّبَعة.
وأفادت بأن "متوسط سطوع الشمس السنوي يُقدَّر بـ2500 ساعة، بالإضافة إلى مستويات الإشعاع العالية؛ ما يجعل البلاد مثالية لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية".

وأضافت: "يُقدَّر إجمالي إمكانات طاقة الرياح بنحو 6700 غيغاواط، وهو ما يُعادل تقريبًا إمكانات الطاقة الشمسية".
وأردفت: "تتمتع البلاد بمساحات مفتوحة واسعة لبناء البنية التحتية، مع وجود العديد من المواقع المفتوحة بالقرب من الساحل؛ ما يتيح فرصة استعمال مياه البحر لإنتاج الهيدروجين، وإن كان ذلك يتطلب إنشاء بنية تحتية لتحلية المياه وتنقيتها قبل التحليل الكهربائي".
دور جنوب أفريقيا في إزالة الكربون
أشار البحث إلى أنه إذا تمكّنت جنوب أفريقيا من اغتنام الفرصة؛ بما في ذلك تأمين الأسواق والاستثمارات اللازمة، فيمكنها أن تؤدي دورًا مهمًا في جهود إزالة الكربون العالمية.
ووفقًا للبحث؛ فإن الهيدروجين الأخضر المنتج في أجهزة التحليل الكهربائي باستعمال مصادر الطاقة المتجددة أغلى حاليًا من الهيدروجين الرمادي المنتج من الغاز الطبيعي والهيدروجين الأسود المنتج من الفحم.
ومن ثم؛ فإن منتجات مشتقات الهيدروجين الأخضر تُعد أغلى من بدائلها من الوقود الأحفوري، حسب مصادر تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأبرز البحث إمكان تحقيق تكافؤ تكلفة الهيدروجين الأخضر في جنوب أفريقيا بحلول عام 2030 تقريبًا (بافتراض زيادة ضريبة الكربون)، وبعد عام 2040 فقط لمشتقات الهيدروجين الأخضر؛ بما في ذلك الأمونيا والفولاذ الأخضر والميثانول الأخضر ووقود الطيران المستدام.
بتسليط الضوء على الدور المحتمل للهيدروجين الأخضر ببرنامج تحول الطاقة العادل في جنوب أفريقيا، أشار البحث إلى أن الهيدروجين الأخضر قد يكون له دورٌ مهم في إنجاح البرنامج.
وأوضح أن مشروعات الهيدروجين الأخضر يُمكن أن تُوفر فرص عمل في المناطق التي تعتمد حاليًا على الوقود الأحفوري، وفي المناطق ذات معدلات البطالة المرتفعة، نظرًا إلى توافر موارد الطاقة المتجددة غالبًا في المناطق الريفية والنامية.
من ناحية ثانية، يُمكن أن يُسهم الهيدروجين الأخضر بشكل كبير في التنمية الصناعية المحلية والإيرادات الأجنبية من بيع هذا الوقود ومشتقاته في سوق التصدير.
وفي الوقت نفسه، يُتيح الهيدروجين الأخضر فرصةً لتجنب الأصول العالقة لدى برنامج تحول الطاقة العادل.

أزمة إمدادات الكهرباء المحلية
في إشارة إلى المخاطر التي تواجه صناعة الهيدروجين الأخضر، حذّر البحث من أن الدعم الاجتماعي والسياسي لهذا القطاع قد يتأثر سلبًا في غياب حلّ أزمة إمدادات الكهرباء المحلية.
وأضاف أن استثمارات الطاقة المتجددة لدعم إنتاج الهيدروجين الأخضر قد تُحوِّل الكهرباء بعيدًا عن احتياجات المستهلكين المحليين والقطاع الصناعي والخدمات الأساسية.
ولاستبعاد هذا التصور، يجب تصميم مشروعات الهيدروجين الأخضر بطريقة تُتيح توفير إمدادات كهرباء إضافية للشبكة.
يأتي ذلك، على سبيل المثال، من خلال زيادة سعة الطاقة المتجددة بشكل كبير لتمكين بيع فائض الكهرباء مع ضرورة توضيح هذه الفائدة في أثناء دراسة المشروعات.
موضوعات متعلقة..
- خطوة جديدة لتطوير صناعة الهيدروجين الأخضر في جنوب أفريقيا
- ألمانيا تدعم قطاع الهيدروجين الأخضر في جنوب أفريقيا
- الجامعات الخضراء في أفريقيا.. كيف تتصدى لآثار تغير المناخ؟ (مقال)
اقرأ أيضًا..
- الصحراء الغربية في مصر.. اكتشافات متواصلة تعزّز الثروة النفطية منذ السبعينيات
- إنتاج الغاز في بوليفيا يتراجع 41% خلال عقد.. والانتخابات قد تُغيّر المسار (تقرير)
- خاص - صادرات النفط العراقي في يوليو ترتفع 83 ألف برميل يوميًا
المصدر..