4 تسهيلات لدعم الهيدروجين الأخضر في الأردن
سامر أبووردة

تشهد مشروعات الهيدروجين الأخضر في الأردن دفعة قوية بعد موافقة الحكومة على حزمة واسعة من الحوافز والإعفاءات الضريبية والجمركية، تستهدف دعم تنفيذ هذه المشروعات خارج منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، في خطوة تعزّز تنافسية المملكة في سوق الطاقة النظيفة الإقليمية والعالمية.
ويضع القرار، الذي اتخذه مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور جعفر حسان، إطارًا ماليًا وتشريعيًا جديدًا من شأنه تخفيف أعباء الاستثمار، وتوفير بيئة جاذبة للشركات المحلية والدولية.
ووفقًا لبيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تشمل الإجراءات تخفيضات ضريبية وإعفاءات جمركية وخدماتية تمتد إلى مختلف مراحل تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر في الأردن، من التوريد وحتى التشغيل.
ويأتي هذا التحرك ضمن سياسة اقتصادية أوسع، تسعى الحكومة من خلالها إلى تحفيز الاستثمارات النوعية في قطاعات الطاقة المتجددة، مع منح الشركات العاملة في هذا المجال مزايا إضافية على غرار ما تقدمه دول منافسة في المنطقة.
ومن المتوقع أن يُسهم القرار في تحسين جدوى الاستثمار وتقليل مدد استرداد رأس المال.
وتتكامل هذه الحوافز الجديدة مع سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي وُقّعت خلال الأعوام الماضية مع شركات عالمية، بهدف تحويل الأردن إلى مركز إقليمي لإنتاج الطاقة الخضراء وتصديرها.
تفاصيل الحوافز
تشمل الحزمة تخفيض ضريبة الدخل إلى 5%، وإضافة 1% إسهامًا وطنيًا، وإعفاء المعدات والموجودات الثابتة جميعها الخاصة بالمشروعات، بما في ذلك المستوردة من الشركات المالكة أو المقاولين الرئيسين والفرعيين من الرسوم الجمركية والضرائب الأخرى ورسوم الاستيراد.
كما تمتد الإعفاءات إلى قطع الغيار اللازمة، والخدمات المحلية والدولية، والبضائع والمواد المرتبطة بالمشروعات، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتغطّي الإعفاءات أيضًا عقود الصيانة والتشغيل، واتفاقيات التمويل، والعقود الخاصة بتوريد المعدات وتركيبها (EPC)، بالإضافة إلى أي اتفاقيات تُبرم لتنفيذ المشروعات.

وتستفيد الشركات من إعفاءات لاحقة قد تُمنح للقطاع الصناعي، فضلًا عن الإعفاء من ضريبة الاقتطاع على الخدمات المستوردة.
ومنحت الحكومة مدة سماح تصل إلى 5 سنوات قبل بدء استيفاء بدل الإيجار للأراضي المملوكة للخزينة إلى حين تشغيل المشروع.
كما نص على عدم إخضاع الممولين غير المقيمين للضرائب على الفوائد والعوائد المتعلقة بالقروض الموجهة للمشروعات، طوال مدة الاتفاقيات أو أي تمديد لاحق.
مشروعات الهيدروجين الأخضر في الأردن
بالتوازي مع هذه الحوافز، تواصل المملكة العمل على 4 من أكبر المشروعات المرتقبة في قطاع الطاقة النظيفة، باستثمارات إجمالية تقترب من 28 مليار دولار حتى عام 2030، تتنوع بين شراكات مع شركات دولية كبرى واتفاقيات مع مستثمرين محليين، وهي:
- مشروع "هانزو هويدنغ نيو إنرجي": يستهدف إنتاج 400 ألف طن سنويًا من الأمونيا الخضراء، ويشكّل المرحلة الأولى من تعاون طويل الأمد مع شركة صينية متخصصة.
- مشروع "سي تي جي آي رينيوابل إنرجي": يهدف إلى إنتاج 200 ألف طن من الأمونيا الخضراء سنويًا، ويعتمد تقنيات متقدمة في إنتاج الهيدروجين بوصفه بديلًا مستدامًا للوقود الأحفوري.
- مشروع "ماس" للطاقة: بطاقة إنتاجية 180 ألف طن سنويًا، يُسهم في تعزيز القدرات التصديرية للمملكة في مجال الطاقة النظيفة.
- مشروع "فورتسكيو" الأسترالية: يركز على إنشاء منشآت لإنتاج الهيدروجين والأمونيا باستعمال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في العقبة، مع تمديد الاتفاقية حتى مارس/آذار 2026.

فرص اقتصادية وتنافسية
تُقدّر الحكومة أن يُسهم تنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر في الأردن في توفير آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وتوطين صناعات جديدة مرتبطة بالطاقة الخضراء، مثل إنتاج الأمونيا الخضراء والمكونات التقنية للمشروعات.
كما يعزّز ذلك قدرة الأردن على تصدير منتجاته إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية، مدعومًا بموقعه الجغرافي الإستراتيجي.
ويشير محللون إلى أن الدمج بين الحوافز المالية والاتفاقيات الاستثمارية الضخمة يشكّل ركيزة أساسية، لتحقيق رؤية الأردن في أن يصبح مركزًا محوريًا للطاقة النظيفة بحلول العقد المقبل.
كما أن اعتماد تقنيات متقدمة في إنتاج الهيدروجين والأمونيا يقلّل من الانبعاثات الكربونية ويدعم أهداف المملكة البيئية.
الخلاصة..
مع استمرار التوجه العالمي نحو خفض الانبعاثات، يتوقع أن يشهد قطاع الهيدروجين الأخضر في الأردن نموًا متسارعًا، ولا سيما مع الدعم المؤسسي والتمويل الدولي من جهات مثل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والبنك الدولي، اللذَيْن يشاركان في تطوير التشريعات وتسهيل التمويل.
وتؤكد المعطيات أن الجمع بين بيئة استثمارية تنافسية ومشروعات بنية تحتية متطورة سيجعل الأردن لاعبًا رئيسًا في السوق العالمية للهيدروجين الأخضر، بما يحقق تحولًا اقتصاديًا مستدامًا، ويعزّز موقع المملكة على خريطة الطاقة النظيفة العالمية.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن ينتعش بمذكرة تفاهم جديدة
- مسؤول: إنتاج الهيدروجين الأخضر في الأردن فرصة لاستقطاب الشركات العالمية
- صناعة الهيدروجين الأخضر في الأردن تستفيد من خبرات هولندا وبلجيكا
اقرأ أيضًا..
- 3 شحنات نفط روسية تسلك بديل قناة السويس.. القصة كاملة بالخرائط
- مخزونات النفط الأميركية ترتفع 3 ملايين برميل في أسبوع
- إيرادات صادرات الطاقة الروسية تنخفض.. والسعودية ضمن أكبر 5 مستوردين
المصدر: