حقل بدر النفطي في مصر.. 500 مليون برميل احتياطيات تنتظر التطوير
أحمد بدر

على الرغم من عمره الذي يتجاوز 44 عامًا، ما زال حقل بدر النفطي، الواقع في الصحراء الغربية، يمثّل علامة مهمة بالنسبة لقطاع النفط المصري، مع استمرار مفاجآته التي تعد باحتياطيات لم تكن مكتشفة.
وتكثّف القاهرة جهودها لاستكشاف وإنتاج النفط الخام من الحقل البري العملاق، إذ تتواصل أعمال التنقيب في المنطقة التي تضم الحقل النفطي، الواقعة في خزان أبو رواش، الشهير بإمكاناته العملاقة من الهيدروكربونات.
وتتعاون مصر في سبيل تحقيق أقصى استفادة من حقل بدر النفطي مع شركة "تاج أويل" (Tag Oil) الكندية، التي كانت قد أعلنت في أواخر شهر نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023 أن عمليات الحفر التي بدأتها في أغسطس/آب من العام نفسه، أثمرت اكتشاف كميات جديدة من النفط الخام.
وكانت الشركة الكندية قد أشارت إلى التقدم الذي أحرزته بحفر البئر الأفقية "تي 100"، في خزان أبو رواش، بحقل بدر النفطي (BED-1) في الصحراء الغربية، أسفر عن اكتشاف كميات من النفط وصفتها بـ"الجيدة" بالإضافة إلى قراءات عالية للغاز، اللذين يوشكان على التدفق بسبب اتّساع مسام طبقات المنطقة.
وحسب قاعدة بيانات قطاع النفط المصري لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن شركة تاج أويل تخطط حاليًا لتطوير 500 مليون برميل من النفط الخام، موجودة في خزان أبو رواش.
اكتشافات النفط والغاز بالحقل
يعدّ حقل بدر النفطي أحد الأصول المهمة المنتجة للنفط، منذ اكتشافه للمرة الأولى على يد شركتي بابيتكو وشل في الصحراء الغربية في مصر عام 1981، إذ يتكون الحقل من 3 خزانات رئيسة، وهي "خاريطة" و"البحرية" و"أبو رواش".
وشهد الحقل في عام 1981 حفر أول بئر في منطقة الامتياز الخاصة به، وهي البئر "بدر 1-1"، التي حفرتها شركة "شل ويننغ" لتتأسس على إثر ذلك شركة "بدر الدين"، التي ظلت تدير الحقل لسنوات، وفق ما نشرته شركة "ويبكو".
وفي 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2012، تخلّت الشركتان "بابيتكو" و"شل" عن حقل بدر النفطي، وذلك بعد انتهاء اتفاقية الامتياز الموقّعة مع الهيئة المصرية العامة للبترول، لتكلّف الشركة بعدها شركة "ويبكو" بتولّي أنشطة الاستكشاف والتشغيل للحقل.

وبحلول مطلع عام 2013، كانت شركة ويبكو تتولى أنشطة التشغيل والاستكشاف في الحقل النفطي من مستوى سطح البحر، وصولًا إلى تكوين "خاريطة"، وفي عام 2022، أعلن وزير البترول المصري المهندس طارق الملا أن حقل بدر 1 النفطي قد أصبح مملوكًا بالكامل للدولة.
وتسهم شركة تاج أويل الكندية في أعمال التطوير بالحقل، الذي يقع في الصحراء الغربية، على حافة منخفض القطارة، الواقع على بعد 300 كيلومتر غرب القاهرة، و90 كيلومترًا جنوب مدينة العلمين، والمجاور لحقل أبو الغراديق النفطي.
وتُطَوَّر الآن منطقة بدر 3، بهدف إزالة الاختناقات وزيادة القدرة الاستيعابية، لزيادة طاقة معالجة النفط الخام والمياه لتصبح 30 ألف برميل يوميًا، وفق البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
كما تستهدف عمليات التطوير الجارية التخلص من المياه المصاحبة لإنتاج النفط الخام في حقل بدر النفطي، وذلك من خلال حقنها في الآبار طبقًا لاشتراطات بيئية، ومن خلال تنفيذ الأعمال الهندسية وأعمال التوريدات والأعمال الإنشائية وأعمال التشغيل، بتكلفة 57 مليون دولار، وفق ما نشره الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية.
وكانت بيانات لوزارة البترول والثروة المعدنية قد أشارت إلى أن مدة امتياز شركة تاج أويل ممتدة حتى عام 2032، مع إمكان التمديد 10 سنوات أخرى، وذلك ضمن جهود تطوير مشروع حقل بدر خلال 3 مراحل، هي التقييم والإنتاج التجريبي والإنتاج التجاري.
أعطال تضرب حقل بدر
في شهر يناير/كانون الثاني من عام 2024، واجهت أعمال تطوير حقل بدر لإنتاج النفط في مصر أزمة كبيرة، مع إعلان الشركة الكندية المطورة له مواجهة تحديات حالت دون إتمام عمليات حفر بئر استكشافية في المشروع.
وبدأت الشركة على الفور عمليات إصلاح لبعض المعدّات، وذلك لتسريع عمليات حفر بئر "بي إي دي1"، (BED1) النفطية، لا سيما أنها سبق أن رجّحت أن تتمّ عمليات الحفر لحقل النفط في ديسمبر/كانون الأول 2023، لولا مشكلات ميكانيكية في خزان أبو رواش، بحسب ما نشرته الشركة عبر موقعها الإلكتروني.
وعلى الرغم من أن هذه المشكلات قد عطّلت لمدة وجيزة خطط شركة تاج أويل لبدء عملية الحفر الجانبي، وإتمام أعمال حفر البئر الرئيسة، ضمن خطة تطوير حقل بدر النفطي، فإن الشركة تستهدف إتمام عمليات التطوير دون الاعتماد على منصة الحفر.

يشار إلى أن أزمة حقل بدر النفطي تمثّلت في أن عملية تغليف حفرة البئر شهدت صعوبات نتيجة مشكلات ميكانيكية في نظام منصة الحفر، لا سيما أن فتحة خزان أبو رواش تتشكّل من تكوين عالي الضغط، بالإضافة إلى طبقات كربونية وصخرية.
وتسببت هذه المشكلة في توقُّف الحفل وتعطُّل إنجاز الخزان، ما دعا الشركة إلى إجراء إصلاحات في أنظمة تشغيل منصة الحفر، استهدفت فصل الجزء المتعلق بخزان أبو رواش إي (ARE) وتثبيت بطانة التغليف في خزان إف.
يشار إلى أن وزير البترول المصري المهندس طارق الملا كان قد وجّه خلال الاجتماع الأخير لشركة بدر للبترول، في فبراير/شباط الماضي 2024، بضرورة وضع خطط طموحة لزيادة إنتاج حقل بدر-1 في الصحراء الغربية.
موضوعات متعلقة..
- حقل أتول في مصر.. حكاية اكتشاف غاز احتياطياته 1.5 تريليون قدم مكعبة
- حقل أبوماضي.. حكاية اكتشاف غاز في مصر عمره 57 عامًا
- مصادر: إنتاج الغاز من حقل النرجس الضخم في مصر خلال عامين