الغسل الأخضر في زمن الذكاء الاصطناعي.. 3 طرق لردع مقاطع "التزييف العميق"
وحدة أبحاث الطاقة – مي مجدي

في خضم السباق العالمي نحو تحقيق الحياد الكربوني والتحوّل إلى الطاقة النظيفة، يظهر تهديد جديد يتسلل إلى المشهد، وهو الغسل الأخضر بالوسائط المزيفة.
ويشكّل ذلك مزيجًا مقلقًا بين الادعاءات البيئية الكاذبة والتزييف العميق المدعوم بالذكاء الاصطناعي؛ إذ يمكن دمج عدد من الصور ومقاطع فيديو عبر برامج الحاسوب لإنتاج مقطع فيديو جديد مفبرك.
وأشار تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، إلى مشاركة قرابة 1500 من قادة الشركات عام 2022 في استطلاع عالمي، وأقرّ أكثر من النصف بضلوعهم في الغسل الأخضر.
من جهة أخرى، كشف تقرير للمفوضية الأوروبية عن أن 40% من الادعاءات البيئية لا تستند إلى أي دليل.
الغسل الأخضر والتزييف العميق
أظهر التقرير الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي أن عدد مقاطع الفيديو المزيفة المنشورة على الإنترنت ارتفع إلى أكثر من 95 ألفًا في 2023، بزيادة قدرها 550% مقارنة بعام 2019، وبلغ عدد المقاطع -المسموعة والمرئية- المفبركة على مواقع التواصل الاجتماعي وحدها 500 ألف.
وتشير التقديرات إلى أن هذا الرقم قد يصل إلى 8 ملايين فيديو بحلول عام 2025، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبدأت أمثلة التزييف العميق تظهر من خلال فيديوهات مفبركة لناشطة المناخ غريتا تونبرغ، وهي تتحدث عن "الدبابات المستدامة" وغيرها، إلى جانب صور معدلة تُستعمل للطعن في جدوى مشروعات طاقة الرياح.
ومع تطور الذكاء الاصطناعي، تتسابق الحكومات لتطويق استعمالاته المقلقة، وعلى رأسها التزييف العميق الذي يُهدد بإغراق العالم في موجة جديدة من الغسل الأخضر.
وكان الاتحاد الأوروبي أول المبادرين؛ إذ أقرّ قانون الذكاء الاصطناعي الذي يُلزم بالإفصاح الصريح عن أي محتوى منتج بوساطة الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما في ذلك الصور ومقاطع الفيديو والصوت.
أما الولايات المتحدة فما تزال دون قوانين فيدرالية شاملة، لكن بدأت ولايات، مثل كولورادو وتينيسي وكاليفورنيا، في إقرار تشريعات خاصة، ستدخل حيز التنفيذ في عام 2026.
وفي الصين، جاءت إجراءات عام 2023 عبر "التدابير المؤقتة لإدارة خدمات الذكاء الاصطناعي التوليدي"، لتضع قيودًا صارمة على المحتوى المزيف.
ورغم إطلاق وكالة التنمية التابعة للاتحاد الأفريقي (AUDA-NEPAD) إستراتيجية قارية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، فإن غياب تشريع موحد يعكس تحديات الوحدة السياسية بين الدول الأعضاء.
ورغم أن موريشيوس ومصر أطلقتا إستراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي، فإنهما تفتقران حتى الآن إلى أي قوانين تعالج التزييف العميق أو الغسل الأخضر.

3 طرق لمنع الغسل الأخضر عبر التزييف العميق
في هذا السياق، حذّر التقرير من أن استمرار تأخر التشريعات سيؤدي إلى تصاعد الغسل الأخضر عبر الذكاء الاصطناعي؛ ما يجعل من الصعب قياس التقدم الحقيقي نحو الحياد الكربوني.
وسلّط الضوء على 3 خطوات مركزية يجب على الحكومات اتخاذها لاحتواء الخطر:
- نشر اتفاقيات ملزمة لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، خاصة في المناطق التي ما تزال بلا أطر قانونية، مثل القارة الأفريقية، كما يجب أن تتضمّن هذه الاتفاقيات عقوبات واضحة ضد استعمال التزييف العميق في التضليل البيئي.
- تعزيز التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات المناخية لصياغة تشريعات واقعية، تتناسب مع طبيعة كل قطاع، وتشمل جوانب استعمال الذكاء الاصطناعي كافة.
- تبني قوانين استشرافية طويلة الأمد، تتنبّأ بتطورات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لتضمن حماية التقدم المحرز في العمل المناخي.
موضوعات متعلقة..
- ما هو الغسل الأخضر؟
- الذكاء الاصطناعي لخفض البصمة الكربونية.. تحديات بيئية واقتصادية (مقال)
- دور الذكاء الاصطناعي في دعم الاستثمار الأخضر (مقال)
اقرأ أيضًا..
- إنتاج مصر من الغاز ينخفض 740 مليون متر مكعب خلال مايو
- أكبر الدول المصدرة للغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي.. ترتيب الجزائر يتراجع
- أكبر 10 دول مستوردة للغاز المسال عالميًا في النصف الأول من 2025
المصدر: