أخبار الغازرئيسيةغاز

حقل عكاز الضخم في العراق يثير الجدل بصفقة جديدة وفسخ عقد

الطاقة

عاد حقل عكاز العراقي للغاز الطبيعي إلى إثارة الجدل من جديد، بصفقة مهمة مع شركة عالمية، أدت إلى فسخ التعاقد القديم مع شركة أوكرانية، وهو الأمر الذي يتكرر للمرة الثانية خلال عام واحد.

وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أعلنت وزارة النفط العراقية، اليوم الثلاثاء 22 يوليو/تموز (2025)، توقيع عقد جديد لتطوير الحقل الغازي الواقع في محافظة الأنبار، مع شركة "شلمبرجيه".

وجاءت هذه الخطوة بعد إنهاء الشراكة السابقة مع شركة "يوكرزم ريسورس" الأوكرانية، إذ إن الصفقة الجديدة تأتي ضمن رؤية الحكومة لتعزيز استثمارات الغاز وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

ويمثّل مشروع تطوير حقل عكاز للغاز الطبيعي في العراق نقلة نوعية بمسار استغلال ثروات البلاد الطبيعية، لا سيما في ظل مساعي الدولة لتنمية إمكاناتها وقدراتها، لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز والكهرباء خلال سنوات قليلة.

تفاصيل الصفقة الجديدة

أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط العراقي المهندس حيان عبد الغني أن شركة نفط الوسط، التابعة للوزارة، تولّت مسؤولية تنفيذ مشروع تطوير حقل عكاز، من خلال التعاقد مع شركة شلمبرجيه الأميركية.

ويستهدف التعاون بين الشركتين حفر الآبار وزيادة الإنتاج إلى 100 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، موضحًا أن العقد مع الشركة الأوكرانية السابقة قد أُلغِيَ رسميًا، في ضوء إعادة تقييم الخطط الفنية والتنفيذية.

وتشمل المرحلة التالية من المشروع توقيع عقود إضافية، أبرزها إنشاء المنشآت السطحية ومعالجة الغاز المنتج، إلى جانب عقد موازٍ مع شركة المشروعات النفطية لإنشاء شبكة أنابيب لربط الآبار بوحدات المعالجة المركزية.

جانب من توقيع الاتفاق بين شركة نفط الوسط وشلمبرجيه
جانب من توقيع الاتفاق بين شركة نفط الوسط وشلمبرجيه- الصورة من الشركة

ومن المقرر أن يُستعمل الغاز المنتج لتغذية "محطة الأنبار المركبة"، التي تتولى وزارة الكهرباء تنفيذها حاليًا، وفق ما جاء في البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ولفت الوزير إلى أن المشروع سيوفر طاقة غازية جديدة تُقدَّر بـ60 مليون قدم مكعبة قياسية يوميًا، لترتفع الكمية المستثمرة من حقل عكاز إلى 100 مليون قدم مكعبة قياسية، من 400 مليون قدم مكعبة، وهي السعة الإنتاجية المستهدفة.

في الوقت نفسه، وجّه وزير الطاقة العراقي المهندس حيان عبدالغني الشركة الأميركية إلى ضرورة الالتزام بالتوقيتات التعاقدية، نظرًا للحاجة الملحّة إلى الغاز المحلي، لتجاوز أزمة البلاد المرتبطة بالطاقة.

شراكة أميركية تؤكد ثقة المستثمرين

من جهته، أشاد رئيس شركة شلمبرجيه للمشروعات غوخان ياريم بتوقيع العقد الجديد مع العراق، مشددًا على التزام شركته بتنفيذ المشروع وفق الجداول الزمنية المحددة، وتطلُّعها لمزيد من التعاون في المستقبل.

بدوره، أكد وكيل وزارة النفط لشؤون الاستخراج، باسم محمد خضير، أن صفقة حقل عكاز تُمثّل إنجازًا مهمًا في تطوير قطاع الغاز العراقي، خاصة أنها تجري بالتعاون مع شركة أميركية عريقة لها سجلّ طويل من الشراكة مع العراق.

جانب من توقيع الاتفاق بين شركة نفط الوسط وشلمبرجيه
جانب من توقيع الاتفاق بين شركة نفط الوسط وشلمبرجيه- الصورة من الشركة

وأضاف أن المشروع يأتي ضمن خطة شاملة لتطوير الحقول الغازية، ومن بينها حقلا عكاز والمنصورية، بما يسهم في إغلاق ملف الغاز المحروق، وإضافة طاقات إنتاجية جديدة، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

من جانبه، قال مدير عام شركة نفط الوسط، محمد ياسين، إن العقد يحمل أبعادًا اقتصادية وإستراتيجية كبيرة، سواء من حيث حجم الغاز المنتج أو نوعية الاستثمار والنموذج الاقتصادي المعتمد.

وأوضح أن مشروع تطوير حقل عكاز يتيح فرصة أكبر أمام شركات الخدمات النفطية للمشاركة بفعالية في تطوير الحقول من خلال التعاقد المباشر، ما يعكس توجّهًا جديدًا في الإدارة الوطنية للثروات.

احتياطيات حقل عكاز

تشير التقديرات الرسمية إلى أن احتياطيات حقل عكاز للغاز تبلغ نحو 5.6 تريليون قدم مكعبة، ومع ذلك فهو أحد أكثر المشروعات إثارة للجدل في قطاع الطاقة العراقي، إذ شهد خلال السنوات الأخيرة سلسلة من التغييرات في مسار تطويره.

فبعد إلغاء عقد سابق مع شركة كورية، أعلنت وزارة النفط في سبتمبر/أيلول 2023 نيّتها إسناد المشروع إلى شركة أوكرانية، وبالفعل، وُقِّع عقد رسمي في أبريل/نيسان 2024 مع شركة "يوكرزم ريسورس"، التي تقدّمت بعرض رسمي حاز قبول دائرة العقود والتراخيص النفطية.

جانب من توقيع الاتفاق بين شركة نفط الوسط وشلمبرجيه
جانب من توقيع الاتفاق بين شركة نفط الوسط وشلمبرجيه- الصورة من الشركة

غير أن تعليقات جرى تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي زعزعت الثقة في الشركة، وأُثيرت شكوك بشأن أهليتها لتنفيذ المشروع بمفردها.

ورغم نفي ما تردَّد حول كونها "وهمية"، فإن التصريحات المؤكدة أشارت إلى محدودية إمكاناتها، واحتمال استعانتها بشركات أخرى من الباطن لتقاسم أعباء التنفيذ، ما زاد من حدّة الجدل حول جدوى استمرار التعاقد معها.

من جانبها، دافعت وزارة النفط عن خيارها، مؤكدةً أن الشركة الأوكرانية كانت الوحيدة التي استوفت المتطلبات الفنّية لعقد الخدمة الخاص بتطوير الحقل.

لكن في نهاية المطاف، اتُّخذ قرار بإلغاء التعاقد والتوجّه نحو شراكة جديدة أكثر موثوقية، تمثلت في الصفقة الموقّعة مع "شلمبرجيه" الأميركية، بما يعكس توجّهًا لإعادة ضبط بوصلة الاستثمار في هذا الحقل الحيوي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق