التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

بيع ناقلة نفط ضخمة بسعر مغرٍ ومحاولات لإخفاء وجهتها.. أين ذهبت؟

هبة مصطفى

شهدت الآونة الأخيرة بيع ناقلة نفط ضخمة يصل عمرها إلى 18 عامًا بعائد مالي كبير، في صفقة تعكس استمرار الطلب وزخم هذه السوق.

وجرت العادة أن يبدأ طرح الناقلات للبيع بعد انتهاء عمرها التشغيلي، الذي يُقدّر بما يزيد على 25 عامًا في غالبية الأحيان.

وبِيعت "أتلانتيك لويالتي" -التي تنتمي إلى فئة الناقلات الكبيرة للغاية (VLCC)- بسعر عالٍ، مقارنة بأسعار الناقلات في فئتها العمرية، دون الكشف عن هوية المشتري، حسب تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

وأثارت صفقة بيع الناقلة التساؤلات حول سيناريو اقتناص روسيا لها، وضمها إلى أسطول الظل الذي تعوّل عليه موسكو في التغلب على العقوبات الغربية.

صفقة بيع ناقلة نفط ضخمة

لم يُكشف رسميًا -حتى الآن- عن تفاصيل بيع ناقلة نفط ضخمة بقيمة تفوق 44 مليون دولار، لكن يُعدّ عائد البيع قويًا بالنظر إلى قوة السوق وحجم الطلب.

ويبدو أن الطلب القوي على ناقلات النفط الخام القديمة عزّز نجاح الصفقة؛ إذ بُنيت "أتلانتيك لويالتي" عام 2007.

الناقلة أتلانتيك لويالتي
الناقلة أتلانتيك لويالتي - الصورة من فيسيل فايندر

وباع صندوق إدارة الأصول الحكومية في كوريا الجنوبية "كامكو" الناقلة، إلى صالح مشترٍ آسيوي أو من الشرق الأوسط، حسب تقديرات نشرها موقع تريد ويندس.

ورُصدت الناقلة في جنوب شرق آسيا في طريقها إلى ميناء سنغافورة، حسب ما أُبلغ به قبل 51 يومًا، بعد انطلاقها من ميناء صيني في 21 مايو/أيّار الماضي.

وقد تصل الناقلة إلى وجهتها بحلول اليوم (الإثنين 21 يوليو/تموز الجاري)، وفق تحديث مسارها على موقع تتبع السفن "فيسيل فايندر".

ويبدو أن ثمة بيانات أحدث كشفت عن أن موقع الناقلة الحالي هو بحر الصين الجنوبي، حسب تحديث منذ 11 ساعة (فجر الخميس 17 يوليو/تموز) نشره موقع تتبع السفن مارين ترافيك.

غموض مسار الناقلة أتلانتيك لويالتي

قد تُشير البيانات المتضاربة بشأن مسار الناقلة "أتلانتيك لويالتي" إلى محاولة حجب التتبع، ووقف نظام التعريف الآلي (AIS) رغم عدم الإفصاح رسميًا عن ذلك.

ويتيح هذا النظام الاطلاع على معلومات الشحن البحري وتبادلها بين الناقلات والمحطات المعنية، لضمان السلامة.

وبالنظر إلى أن بعض مواقع التتبع لم تحدّث مسار الناقلة منذ ما يزيد على 50 يومًا، تزداد قوة سيناريو إنهاء صفقة البيع لصالح أسطول الظل الروسي.

وهناك معطيات رئيسة عزّزت هذا السيناريو، نذكر منها:

  • الناقلة ذات الأعوام الـ18 قديمة نسبيًا مقارنة بالأسطول الأحدث.
  • بيع الناقلة بقيمة تزيد على 44 مليون دولار، رغم أنها غير مزودة بالتقنيات الحديثة.
  • البائع والمشتري في آسيا، وهي سوق خصبة لروسيا.
  • رغم قدم الناقلة فإنها تنتمي إلى فئة السفن الضخمة الملائمة لنقل كميات كبيرة من النفط الروسي.
إحدى ناقلات النفط التابعة لشركة روسنفط
إحدى ناقلات النفط التابعة لشركة روسنفط - الصورة من وكالة تاس الروسية

أسطول الظل الروسي

لجأت روسيا إلى تشكيل أسطول ناقلات يتغلّب على العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة عقب الحرب الأوكرانية، واعتمدت على أكثر من محور في هذا الشأن.

ويتضمن ذلك: جذب الناقلات الضخمة القديمة، وتغيير أسماء بعض الناقلات للتشويش على بياناتها الخاضعة للعقوبات، وإنشاء شركات وهمية -بالتنسيق مع كيانات غير خاضعة للعقوبات، وفي دول أخرى- لإدارة عملية الشحن والتأمين وتجهيز وثائق الناقلة.

وتتوافق مواصفات "أتلانتيك لويالتي" مع هذه الاعتبارات، فهي قديمة نسبيًا، ورغم ذلك حظيت بمقابل قوي لدى بيعها، بالإضافة إلى أنها مصنفة بوصفها "ضخمة"؛ إذ تصل حمولتها الساكنة إلى 307.300 ألف طن.

كما باعت المؤسسة الكورية الحكومية الناقلة إلى مشترٍ "مجهول" حتى الآن، غير أن ترجيحات تشير إلى أنه "آسيوي"؛ إذ تنتشر عدد من الشركات الوهمية ذات الصلة بأسطول الظل الروسي.

وترفع الناقلة علم جزر المارشال، ويبلغ طولها 332.84 مترًا، وعرضها 58 مترًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق