إنتاج الطاقة المتجددة في البرازيل مهدد بانتكاسة ضخمة بحلول 2035
وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

تواجه مشروعات الطاقة المتجددة في البرازيل مخاطر زيادة مطالبات تقليص إنتاجها من قبل مشغّلي الشبكات خلال السنوات الـ10 المقبلة، وسط مخاوف من ضعف قدرة خطوط نقل الكهرباء على استيعاب الربط المتزايد مع القدرات الجديدة.
وبحسب تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة، مقرّها واشنطن- من المتوقع ارتفاع متوسط الخفض الإلزامي لإنتاج الطاقة الشمسية والرياح في البرازيل إلى 8% بحلول عام 2035.
ويضطر مشغّلو الشبكات لمطالبة أصحاب مشروعات الطاقة المتجددة في البرازيل بخفض توليدها مؤقتًا في أوقات ازدحام الشبكات، ورغم ذلك، فإن هذه المطالبات لم تكن كبيرة خلال السنوات الماضية.
ويحذّر التقرير من أنّ تزايُد معدلات الربط البيني مع عشرات الآلاف من المشروعات الجديدة خلال السنوات الـ10 المقبلة قد يؤدي إلى توسع مطالبات تقليص الإنتاج وسط ضعف البنية التحتية للشبكات واحتياجاتها إلى استثمارات كبيرة للتوسع.
خطط الطاقة المتجددة في البرازيل
تشجع الحكومة على توسّع مشروعات الطاقة المتجددة في البرازيل عبر سلسلة من الحوافز والخصومات المقررة في تعرفات نقل الكهرباء وتوزيعها على مستوى البلاد.
وبحسب تقديرات شركة أبحاث الطاقة وود ماكنزي، من المتوقع إضافة 76 غيغاواط من مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح البرية الجديدة في البرازيل خلال السنوات الـ10 المقبلة، حتى عام 2035.
ويُتوقع تسارع تركيبات قطاع الطاقة الشمسية الموزعة على الأسطح بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 5.5% خلال المدة، لكونه أحد أكبر القطاعات المستفيدة من الحوافز الحكومية.

ورغم التوسع الكبير المخطط للطاقة المتجددة في البلاد، فإن نموها قد يتباطأ بحلول عام 2035، بسبب تحديات سوقية متعددة، أبرزها ارتفاع معدلات التقليص المحتملة للإنتاج، وزيادة تعرفات الوحدات الكهروضوئية، وارتفاع الرسوم الجديدة لاستعمال الشبكة.
ومن شأن هذه التحديات أن تقلل عوائد الاستثمار بقطاع الطاقة المتجددة في البرازيل، خاصةً مشكلة التقليص الإلزامي للإنتاج المتوقع ارتفاع متوسطه إلى 4% بحلول عام 2029، ثم إلى 8% بحلول عام 2035.
وتتفاوت معدلات التقليص حسب المناطق، إذ يُتوقع أن تواجه مشروعات الشمال الشرقي معدلات تصل إلى 11%، بينما ستواجه مشروعات الجنوب الشرقي والوسط الغربي معدلات في حدود 2%، بحسب التقرير.
ولا تقتصر مشكلة التقليص الإلزامي للطاقة المتجددة على البرازيل وحدها، بل هي محل شكوى متزايدة في البلدان المتسارعة نحو المصادر المتجددة، مثل إسبانيا وهولندا وبعض الولايات الأميركية، مثل كاليفورنيا وتكساس.
وتمثّل هذه الظاهرة هدرًا للطاقة الإنتاجية للكهرباء النظيفة، كما تهدد اقتصادات التشغيل لمشروعات الطاقة المتجددة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
حلول تقليص إنتاج الطاقة المتجددة
تخطط الحكومة البرازيلية لتوسعة قدرة نقل الكهرباء بنحو 11 غيغاواط بحلول عام 2029، لكن هذه الخطط لن تكون كافية لمواكبة فائض القدرة المتوقعة هذا العقد، خاصة خلال ساعات ذروة توليد الطاقة الشمسية بين الساعة 8 صباحًا و5 مساءًا، ما يرجح استمرار طلبات تقليص الإنتاج بمعدلات مرتفعة، بحسب تقديرات وود ماكنزي.
وترى شركة الأبحاث أن التوسع في نشر أنظمة بطاريات تخزين الكهرباء إلى جانب توسيع شبكات النقل بداية من عام 2030، يمكنه أن يحدّ من مشكلة تقليص الإنتاج وآثارها السلبية.

وتستطيع أنظمة البطاريات تخزين فائض الطاقة المتجددة في البرازيل عندما تكون ظروف الطقس ملائمة، مع إعادة استعمالها في أوقات زيادة الطلب على الكهرباء، خاصة خلال أوقات الذروة المسائية.
ورغم الفوائد التي يمكن تحقيقها من تخزين الفائض المُهدَر، سواء على مستوى الدولة أو المنتجين، فإن تشجيع نشر أنظمة البطاريات ما زال يحتاج إلى حوافز تنظيمية بسبب ارتفاع تكاليفها الرأسمالية، حسب التقرير.
موضوعات متعلقة..
- شركات الطاقة المتجددة في البرازيل أمام أزمة قيود الشبكة.. كيف تواجهها؟
- الطلب على الكهرباء في البرازيل يتضاعف بحلول 2060.. 3 تقنيات داعمة (دراسة)
- تركيبات الطاقة الشمسية في البرازيل تجعلها ثالث أكبر سوق عالمية خلال 2023
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: رغبة ترمب في خفض أسعار النفط "كارثة" لدول الخليج وأميركا
- إمكانات الطاقة الشمسية في أفريقيا تُقدر بـ482 تيراواط.. وهذه أكبر 10 دول
- ارتفاع سعة تكرير النفط العالمية في 2024.. ودولة عربية ضمن الـ10 الكبار
- أوروبا تشتري أرصدة الكربون من الدول النامية.. لأول مرة
المصدر:
تحليل تحديات تقليص إنتاج الطاقة المتجددة في البرازيل، من وود ماكنزي