أخبار الغازرئيسيةغاز

إمدادات الغاز في ألمانيا "آمنة".. ما دور روسيا؟ (تقرير)

أسماء السعداوي

أكدت مسؤولة حكومية أن إمدادات الغاز في ألمانيا مستقرة بعد زوال خطر أزمة المعروض الناتجة عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا قبل أكثر من 3 سنوات.

وبعد استقرار أسعار الغاز الآن، ألغت ألمانيا حالة التأهب في القطاع. كما أكدت أنه من غير الضروري إعادة ملء مرافق التخزين استعدادًا للشتاء المقبل.

ومنذ يونيو/حزيران (2022)، وضعت ألمانيا مؤشرًا من ثلاثة مستويات للتحذير ومراقبة أوضاع الغاز في ألمانيا، وهي الإنذار المبكر والتأهب والطوارئ، بحسب آخر تحديثات قطاع الطاقة الألماني لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتسبّب انقطاع إمدادات الغاز الروسي المنقول عبر الأنابيب في أزمة طاقة مريرة لدى ألمانيا التي تقول إنها توقفت عن استيراد الشحنات من موسكو بعد أن كانت أكبر المستوردين قبل الحرب.

لكن تقريرًا حديثًا كشف عن أن برلين تستعمل الغاز المسال الذي تشتريه دول، مثل بلجيكا وفرنسا وإسبانيا، بعد ضخه في شبكة الغاز الأوروبية.

إمدادات الغاز في ألمانيا

أعلنت وزيرة الاقتصاد كاترينا رايشه، أن الحكومة خفّضت مستوى التحذير بشأن أمن إمدادات الغاز في ألمانيا بعد انتهاء القيود على المعروض العالمي.

كما أنها ستُبقي على مستوى التحذير المبكر حاليًا من أجل مراقبة وضع المعروض من كثب، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وأرجعت الوزيرة الجديدة القرار إلى أن إمدادات الغاز الألمانية آمنة ومستقرة. كما انتهت الظروف التي أدت إلى رفع مستوى التحذير إلى حالة التأهب سابقًا.

وزيرة الاقتصاد الألمانية كاترينا رايشه
وزيرة الاقتصاد الألمانية كاترينا رايشه - الصورة من منصة "أب ستريم أونلاين"

وكان الوزير السابق روبرت هابيك هو من أعلن حالة التأهب في عام 2022 بعد الانخفاض المفاجئ في إمدادات الغاز الروسي في أعقاب غزو أوكرانيا.

وفي ضوء ذلك، قالت إنه لا حاجة إلى إعادة ملء مخزونات الغاز الألمانية في الوقت الراهن من خلال مركز تجارة الغاز رغم أنها تقل عن الأعوام الماضية بنسبة 50% تقريبًا.

إذ استقرت أسعار الغاز عند نحو 34 يورو (40.09 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، رغم أنها أعلى مرتَيْن من مستويات ما قبل الحرب الأوكرانية.

وتستعمل بعض الدول الأوروبية وحدتَي القياس تيراواط وغيغاواط في تعاملاتها الخاصة بالغاز، ويشير غيغاواط/ساعة إلى 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز، في حين يعادل تيراواط/ساعة 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز.

واردات ألمانيا من الغاز المسال الروسي

تقول الوزيرة كاترينا رايشه إن بلادها لا تستورد الغاز الطبيعي المنقول عبر الأنابيب أو الغاز المسال من روسيا.

لكن تحقيقًا حديثًا يحمل حقيقة صادمة؛ إذ إن شركة "إس إي إف إي" الألمانية المملوكة للدولة (SEFE) تواصل شراء كميات كبيرة من الغاز المسال الروسي.

كما من المتوقع أن تستورد أوروبا 50 شحنة على الأقل خلال عام 2025 الجاري بتكلفة تزيد على مليارَي يورو (2.35 مليار دولار).

ويصل الغاز المسال الروسي إلى مواني فرنسا وبلجيكا وإسبانيا، ثم يُضخ إلى شبكة الغاز في أوروبا ومنه إلى ألمانيا، وذلك بموجب عقود طويلة الأجل أُبرمت مع موسكو قبل اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وبررت الشركة الألمانية التي كانت في السابق جزءًا من غازبروم الروسية (Gazprom) المشتريات، بأن فسخ العقد سيؤدي إلى توقيع عقوبات مالية عليها، وسيسمح لروسيا بإعادة بيع الشحنات إلى دول أخرى.

وشركة نوفاتك الروسية (Novatek) هي مورّد رئيس للغاز المسال إلى أوروبا، لكنها في الوقت ذاته داعم رئيس لمجموعة شبه عسكرية شاركت في حربَي سوريا وأوكرانيا.

ورغم أنها مُدرجة على قوائم العقوبات الأميركية والكندية والبريطانية والأسترالية، فإنها غابت عن قوائم الاتحاد الأوروبي.

وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، كان الغاز الروسي بمنأى عن العقوبات الغربية على روسيا خلافًا للنفط ومشتقاته، لكن الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض حظر كامل على واردات الغاز المسال الروسي بنهاية عام 2027.

ورغم ذلك، ما زالت واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز المسال الروسي تدر على خزينة موسكو ملايين الدولارات، وهو ما يثير الشكوك بشأن قدرة الكتلة المكونة من 27 دولة على تحقيق استقلال الطاقة، وكذا التفافها على العقوبات.

وخلال الربع الأول من 2025 الجاري، حلّت روسيا في المركز الثاني بين أكبر مصدّري الغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي بعد الولايات المتحدة بإجمالي 4.49 مليون طن.

ويوضح الرسم الآتي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أكبر مصدري الغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي خلال الربع الأول من عام 2025:

أكبر مصدري الغاز المسال إلى الاتحاد الأوروبي خلال الربع الأول من 2025

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تصريح ويزرة الاقتصاد عن إمدادات الغاز في ألمانيا، من وكالة رويترز.
  2. شركة ألمانية تستورد الغاز المسال الروسي، من منصة "ذا إنسايدر".
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق