التقاريرالحرب الإسرائيلية الإيرانيةتقارير النفطرئيسيةنفط

القصف يشعل أزمة الوقود في إسرائيل.. والواردات تواجه اختبارًا قاسيًا

هبة مصطفى

تتفاقم أزمة الوقود في إسرائيل بعد توقف أكبر مصفاة في البلاد عن العمل، إثر تعرّض مرافقها لأضرار ناجمة عن قصف إيراني لها بصاروخ فرط صوتي.

ويزداد الطلب في توقيت حرج للغاية؛ إذ يتعطل إنتاج المصافي بين التوقف والصيانة، في حين تساور المحللين شكوكًا حول قدرة المواني والبنية التحتية على استيعاب مخزونات الواردات.

وكانت شركة بازان المشغلة لمجمع يحمل الاسم ذاته قد أعلنت، منذ أيام، إغلاق مصفاة رئيسة، ولم تحدد الشركة موعدًا لاستئناف التشغيل، حسب معلومات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

ويؤدي توقف مصفاة بازان (المعروفة أيضًا باسم مصفاة حيفا) إلى شلل نشاط التكرير المحلي بالكامل، وتظل الواردات الخيار الوحيد المتاح لتلبية الطلب، لكنه خيار محاط بالتحديات أيضًا.

التكرير في إسرائيل

تأثرت إمدادات الوقود في إسرائيل بتوقف مرافق التكرير؛ إذ يبدو أن عودة مصفاة بازان "حيفا" للعمل غير مرهون بسقف زمني، كما أن مصفاة أشدود تخضع لعملية صيانة حاليًا.

ويُرجِّح وزير الطاقة والبنية التحتية إيلي كوهين، أن استئناف تشغيل مصفاة "بازان" قد يستغرق أسابيع، في حين أكّد متحدث باسم مجموعة "بازان" أن لا يوجد إطار زمني لعودة عمل المصفاة حتى الآن، وأن تقييم الأضرار لا يزال جاريًا.

وأدى القصف الإيراني إلى تعطل خطوط الأنابيب والنقل وبعض مرافق التكرير الثانوية في المصفاة، وأُغلق مجمع الكيماويات الملحق بها بعد الإعلان عن مقتل 3 من موظفي شركة بازان خلال الهجوم.

وطال القصف محطة كهرباء تزود المصفاة بالإمدادات اللازمة لعملياتها.

ألسنة اللهب تتصاعد في مدينة حيفا قرب مواقع نفطية
ألسنة اللهب تتصاعد في مدينة حيفا قرب مواقع نفطية - الصورة من تايمز أوف إسرائيل

وقبل تعرضها للقصف الصاروخي الإيراني، كانت مصفاة بازان تعمل بنسبة 85% من طاقتها المقدرة بنحو 197 ألف برميل يوميًا.

وتلبي إمدادات المصفاة -الأكبر في البلاد والواقعة في مدينة حيفا المستهدفة من إيران- 60% من الطلب المحلي على الديزل، و50% من البنزين.

أما مصفاة أشدود فهي أصغر بالنسبة للطاقة الإنتاجية التي تبلغ 110 آلاف برميل يوميًا، وقد يعاد تشغيلها في غضون أسبوعين بعد انتهاء أعمال الصيانة.

خيار الواردات

أكدت وزارة الطاقة الإسرائيلية أن مرافق تكرير إضافية (لم توضحها)، والواردات، يمكنهما تلبية الطلب المحلي على الوقود.

ولا يمكن لمجمع بازان الواقع في مدينة حيفا أن يضمن إمدادات وقود كافية، كما تسبب القصف الإيراني في توقف الإنتاج من حقلي "كاريش" و"ليفياثان".

وبالنظر إلى الوضع الداخلي، يتجه الطلب على الديزل للارتفاع في ظل الاضطرار لتشغيل مولدات إضافية والحفاظ على الشبكة.

وتُشير هذه المتغيرات إلى أن الاستيراد بات الخيار الوحيد المتاح أمام تل أبيب لتحجيم أزمة نقص الإمدادات.

وتحتاج إسرائيل إلى زيادة واردات الوقود، بما قدره محللو إس بي غلوبال بنحو 5 أو 6 أضعاف المعدلات المعتادة:

  • زيادة واردات البنزين من 10 آلاف برميل يوميًا، إلى 50 ألف برميل يوميًا.
  • زيادة واردات الديزل من 10 آلاف برميل يوميًا، إلى 60 ألف برميل يوميًا.

مأزق المواني والبنية التحتية

في حين أن المواني المتاحة لاستقبال ناقلات المشتقات هي: "ميناء عسقلان، وأشدود، وحيفا"، فإن إسرائيل تكون قد وقعت في مأزق آخر.

ويرجع ذلك إلى أن معدل الواردات المطلوب يسبب تكدسًا في حركة الشحن البحري وأرصفة الرسو، وضغطًا على مرافق التخزين وخطوط الأنابيب.

كما أن ميناء حيفا كان ضمن أبرز البنية التحتية الأساسية المتضررة من القصف الإيراني، ويصعب التعويل عليه كثيرًا.

مواقع نفطية إسرائيلية متضررة من القصف الإيراني
مواقع نفطية إسرائيلية متضررة من القصف الإيراني - الصورة من رويترز

ويواجه موقع أشدود (ميناء ومصفاة) أيضًا تحديات لوجستية تعيق استقباله للواردات، وتعويضه لإمدادات مصفاة بازان "حيفا" المغلقة،

وفي الأحوال العادية، كان الميناء يستقبل ما متوسطه 25 ألف برميل يوميًا، ولم يسبق أن استقبل أكثر من 87 ألف برميل يوميًا (سجلها في ديسمبر/كانون الأول 2023 مع اشتعال الحرب على قطاع غزة).

وحتى بافتراض استقبال الميناء للواردات؛ فإن الموقع إجمالًا يفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لتسليم المشتقات؛ إذ ينقل خط الأنابيب المتاح في اتجاه واحد (من عسقلان إلى حيفا) النفط الخام فقط ولا يغطي مناطق الاستهلاك.

سابقة وقود الطائرات

رغم عدم جاهزية البنية التحتية الإسرائيلية لاستقبال واردات المشتقات النفطية بكميات أكبر، وضخها لمواقع استهلاك مختلفة، إلا أن تل أبيب كثفت وارداتها بالفعل وركزت على وقود الطائرات والبنزين والديزل، حسب بيانات لتتبع السفن.

وطلبت شركة بازان استيراد 60 ألف طن متري من وقود الطائرات، لكنها واجهت معضلة تكدس مخزون النفط الخام في مرافق التخزين، وتدرس بيعه لتوفير مساحة للواردات.

واضطرت تل أبيب إلى استيراد أول شحنة وقود طائرات منذ أشهر لتوفير الإمدادات للأغراض العسكرية، رغم أن الواردات كانت تقتصر فيما سبق على شحنة واحدة كل 3 أو 4 أشهر، طبقًا لبيانات كبلر.

وبعد توقف مصفاة بازان قد تقفز واردات وقود الطائرات المنقولة بحرًا إلى 10 آلاف برميل يوميًا.

ولجأت إسرائيل أيضًا لحلفائها الغربيين لتوفير إمدادات طارئة، عبر طائرات التزود بالوقود جوًا، لمواجهة "حالات الطوارئ".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق