كهرباءتقارير الكهرباءرئيسية

شبح التجسس الصيني يسكن محولات الكهرباء في أميركا.. عواقب أمنية كارثية

أسماء السعداوي

كشف مسؤولون مطلعون النقاب عن واقعة مثيرة للجدل، بعد العثور على أجهزة اتصال مثيرة للشكوك داخل عدد من محولات الكهرباء في أميركا.

وتسمح محولات الكهرباء لشركات المرافق باختراقها أغراض التحديث والصيانة؛ لكن اكتُشف وجود أجهزة الاتصال غير موثقة.

ويقول خبراء إن تلك الأجهزة قادرة على اختراق محولات الكهرباء في أميركا عن بُعد وإغلاقها وتغيير إعداداتها، وهو ما يهدّد استقرار الشبكة وينتج عنه انقطاع واسع النطاق لإمدادات الكهرباء.

بدورها، بدأت السلطات الأميركية عملية إعادة التقييم لمخاطر تلك المحولات صينية الصنع واللازمة لربط محطات الطاقة المتجددة بالشبكة، حسب آخر تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ما محولات الكهرباء؟

محولات الكهرباء مكون رئيس يعمل على تحويل التيار الكهربائي المستمر الذي تولّده الألواح الشمسية -مثلًا- إلى تيار متردد يمكن استعماله بشكل متوافق مع نظام تغذية الشبكة.

وتستحوذ الصين على معظم صناعة محولات الكهرباء في العالم، وفي 2023 هيمنت على 50% من الصادرات العالمية.

محولات كهربائية أسفل ألواح شمسية
محولات كهربائية أسفل ألواح شمسية - الصورة من شركة "SolarEdge"

وتُستعمل تلك المعدات في ربط محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بشبكات الكهرباء الرئيسة، كما توجد في بطاريات تخزين الكهرباء والمضخات الحرارية وأجهزة شحن بطاريات السيارات الكهربائية.

ويُسمح بالوصول إلى قلب محولات الكهرباء عن بُعد من أجل التحديثات والصيانة، لكن شركات المرافق تركّب برمجيات حماية لمنع إعادة الاتصال بالشركات المصنّعة في الصين.

محاولة اختراق محوّلات الكهرباء في أميركا؟

بدأت رحلة الشك في اختراق الصين محولات الكهرباء في أميركا على يد خبراء فكّكوا محولات طاقة شمسية متصلة بالشبكة لأغراض أمنية.

ووفق ما ذكره مسؤولان مطلعان على تفاصيل الواقعة، فإن أجهزة الاتصال المريبة التي عُثر عليها لم تكن مُدرجة في مستندات المنتج المستورد من بكين.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد وقعت حوادث مماثلة خلال الأشهر التسعة الماضية، عندما عُثر على أجهزة اتصال غير موثّقة تحتوي على نظام اتصال خلوي داخل بعض البطاريات المستوردة من شركات صينية متعددة.

وتكمن الخطورة في أن تلك الأجهزة قادرة على فتح قنوات اتصال إضافية وسرية قد تسمح باختراق برمجيات الحماية عن بُعد، وهو ما ينطوي على عواقب كارثية.

ويقول خبراء إن أجهزة الاتصال غير الشرعية يمكنها الالتفاف على برمجيات الحماية وإغلاق محولات الكهرباء الأميركية عن بُعد أو تغيير إعداداتها، وهو ما يعرّض استقرار الشبكات للخطر ويدمّر البنية الأساسية للطاقة وتنتج عنه انقطاعات للكهرباء على نطاق واسع.

وأوضح أحدهم أن العثور على أجهزة الاتصال الزائدة "يعني فعلًا أن هناك طريقة مدمجة لتدمير الشبكة"، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة نقلاً عن وكالة رويترز.

بدوره، أشار متحدث بلسان وزارة الطاقة الأميركية إلى تحديات كبرى تواجهها عند مطالبة المصنعين بالكشف وتوثيق السمات الوظيفية للأجهزة.

وأوضح أنه من الحاسم أن يكون لدى مشتري تلك الأجهزة الفهم الكامل لقدرتها، ولو كانت تخلو من أي "نيات سيئة".

وأضاف أن الوزارة مستمرة في تقييم المخاطر ذات الصلة، كما أن العمل جارٍ لسد أي فجوات في الإفصاحات من خلال طرق مختلفة.

وأكد أيضًا مساعي تعزيز سلسلة الإمداد المحلية، لتوفير فرص إضافية لدمج محولات الكهرباء في أميركا الموثوقة بشبكة الكهرباء.

الصين بين الاتهام والنفي

اتهم المدير السابق لوكالة الأمن القومي الأميركية، مايك روجرز، الصين بتعريض بعض عناصر مرافق البنية الأساسية لخطر التدمير أو التعطيل، كونها ترى أن ثمة قيمة في ذلك.

وأضاف: "أعتقد أن الصينيين يأملون -جزئيًا- في أن يحدّ الاستعمال واسع النطاق لمحولات الكهرباء من الخيارات المتاحة أمام الغرب للتعامل مع المسألة الأمنية".

محولات الكهرباء الأميركية

بدوره، انتقد المتحدث باسم السفارة الصينية ما سمّاه "تعميم مفهوم الأمن القومي وتلطيخ سمعة إنجازات البنية الأساسية الصينية".

وقبل أزمة محولات الكهرباء في أميركا، أعادت واشنطن تقييم دور الصين في مرافق البنية الأساسية الإستراتيجية؛ بسبب المخاوف من تعرضها لمخاطر أمنية محتملة.

وفي فبراير/شباط (2025)، اقترح اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي حظر شراء وزارة الأمن الداخلي لبطاريات صينية بدءًا من أكتوبر/تشرين الأول (2027).

كما تستعد مرافق كهرباء لحظر واردات محولات الكهرباء في أميركا من الصين، وأعلنت شركات منها "فلوريدا باور آند لايت" (Florida Power & Light Company) محاولة تقليل استعمال محولات الكهرباء الصينية عبر الشراء من أماكن أخرى.

وخارج الولايات المتحدة، أعلنت شركة الطاقة الشمسية في ألمانيا "1 كوما 5" (1Komma5) أنها لا تشتري المحولات الكهربائية من إنتاج شركة هواوي الصينية بسبب المخاطر الأمنية.

والشركة الصينية هي أكبر مورّد عالمي للمحولات الكهربائية واستحوذت على 29% من الصادرات العالمية في عام 2022، تليها مواطنتاها "صن غرو" (Sungrow) و"غينلونغ سوليس" (Ginlong Solis).

وأيضًا، رصدت منصة الطاقة المتخصصة منع بريطانيا استعمال هواتف شركة هواوي في شبكة الجيل الخامس، كما أمرت مستثمرًا صينيًا ببيع حصة الأغلبية في شركة محلية لتصنيع الرقائق الإلكترونية.

وفي فبراير/شباط الماضي (2025)، فُتح تحقيق لتقييم آثار تقنيات الكهرباء الصينية خشية مشاركة بيانات حساسة مع بكين أو سيطرة شركات صينية على أصول الطاقة الإستراتيجية البريطانية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. العثور على أجهزة اتصال في محولات الكهرباء في أميركا من وكالة رويترز.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق