أنسيات الطاقةالتقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

هل يتكرر سيناريو أسعار النفط السالبة في 2020؟ أنس الحجي يجيب

أحمد بدر

تتزايد المخاوف مؤخرًا مع التراجع الذي شهدته الأسواق، من تكرار سيناريو أسعار النفط السالبة، الذي سبق أن شهده العالم في عام 2020، والذي أسهمت فيه الكثير من العوامل، وأبرزها الانهيار الاقتصادي.

وقال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن الجميع تعلّموا الدرس، حتى الشركات التي كانت تملك خزانات فارغة تعلمت الدرس.

وأوضح أنه إذا كانت تكلفة استئجار خزان تبلغ 1000 دولار يوميًا، فيمكن للشركات أن تطلب 10 آلاف أو حتى 100 ألف دولار ممن يحتاجون إلى استئجار هذه الخزانات، ويستفيدون ليومَيْن، ولكن هذا لم يحدث.

لذلك، فإن الجميع تعلّموا دروسهم، ومن ثم من الصعب أن يتكرر سيناريو أسعار النفط السالبة، ولكن بناء على الوضع القانوني لعقود خام غرب تكساس فمن الممكن أن يتكرر هذا الوضع.

جاءت تصريحات الحجي خلال حلقة جديدة من برنامجه "أنسيّات الطاقة"، الذي يقدمه يوم الثلاثاء من كل أسبوع على مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، وجاءت هذا الأسبوع بعنوان: "اليوم التاريخي في صناعة النفط العالمية.. 20 أبريل".

سيناريو أسعار النفط السالبة

قال أنس الحجي إن سيناريو أسعار النفط السالبة يمكن أن يتكرر على المستوى النظري، ولكن تكراره صعب فعليًا، إذ كان ما حدث في 2020 هو التجربة الوحيدة، ومن الواضح تمامًا أن الصناعة تعلّمت منها الكثير.

وأضاف: "هنا أريد أن أوضح أمورًا عديدة، منها أنه لم يُبع أي برميل نفط من المنتجين على الإطلاق، والنفط الذي جرى بيعه -إذ تقول بعض التقارير إن حجمه 23 مليون برميل بالسالب- كان ضمن التجار فقط وليس بين المنتجين".

إنتاج النفط الأميركي

وأوضح مستشار تحرير منصة الطاقة، أن الاقتصاد يفرّق بين التكاليف الكلية أو الثابتة والتكاليف المتغيرة، والفرق بينهما أن التكاليف الثابتة -في حال حفر بئر نفطية- سواء خرج النفط أم لا، وسواء كان هناك برميل واحد أو مليون برميل، تكون التكاليف نفسها ولن يتغيّر شيء، فهذه تكاليف ثابتة.

ولكن التكاليف المتغيرة، هي -مثلًا- أجور العمال، وتكلفة تشغيل الكهرباء أو تصريف المياه، لذلك فإن التكاليف المتغيرة -في ذلك الوقت- كان متوسطها بين 18 و24 دولارًا، فعندما انخفضت الأسعار تحت 18 إلى 12 دولارًا ثم وصلت إلى أسعار النفط السالبة، أغلق المنتجون الآبار.

وتابع: "تسبّب إغلاق الآبار في انخفاض إنتاج النفط الأميركي بنحو 3 ملايين برميل يوميًا، ولكن لاحقًا، عندما ارتفعت أسعار النفط، أعادوا هذه الآبار، لذلك -بعبارة أخرى- أميركا لم تكن عضوة في أوبك أو أوبك+، لكنها خفّضت الإنتاج كما لو كانت أحد الأعضاء".

أسعار النفط

أثر سلبي في صناعة النفط الأميركي

قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أسعار النفط السالبة وإغلاق الآبار كان لهما أثر سلبي في صناعة النفط الأميركية من نواحٍ عدة، لأن هناك شركات غاز أفلست نتيجة هذا الأمر، لا سيما أن أسعار الغاز كانت في الأصل منخفضة، ثم انخفضت بصورة أكبر.

ولفت إلى أن من يعملون في الأسهم ويتعاملون بها -أيضًا- ممن باعوا خلال هذه المدة حققوا خسائر كبيرة، لذلك فإن خلاصة الأمر أن أسعار النفط السالبة حدثت للمرة الأولى في التاريخ بسبب نوعية العقود المستقبلية من جهة، وبسبب البرامج الحاسوبية من جهة أخرى.

أسهم شركات النفط الكبرى

وأوضح أنس الحجي أن البرامج الحاسوبية لم تتمكن من حساب أسعار النفط السالبة، لأنها لم تكن مبرمجة على هذا الأساس، فكان المتابعون يجلسون أمام الشاشات التي تعرض لهم الرقم "صفر"، في حين الأسعار وصلت إلى تحت الصفر بكثير.

وأشار إلى وصول أسعار النفط السالبة خلال هذه المدة إلى 37 دولارًا تحت الصفر، فكان من يشتري مليون برميل من النفط الخام، يحصل عليها مجانًا، ويحصل فوقها على مبلغ 37 مليون دولار من أجل تحميلها والخروج بها.

وأكد أن من بين الأسباب المباشرة لحدوث أسعار النفط السالبة، هو أن مجموعة من الشباب الغربيين الذين ظنوا أنهم أكثر ذكاء من غيرهم، حاولوا الحصول على مكاسب كبيرة من النظام، ما تسبّب في أنهم حققوا خسائر ضخمة بسبب ذلك.

وتابع: "هؤلاء الشباب تصوّروا أن بإمكانهم تسلّم النفط -من خام غرب تكساس- بسعر 12 دولارًا للبرميل، وتخزينه ليومَيْن ثم بيعه بقيمة 20 دولارًا للبرميل، ولكنهم لم يجدوا مكانًا لتخزينه، وخفّضوا سعره حتى وصلوا إلى أسعار النفط السالبة".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق