أسطول محطات الطاقة النووية الأكبر عالميًا يعزّز إنتاجه من الكهرباء
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

عزّز أسطول محطات الطاقة النووية الأكبر في العالم إنتاج الكهرباء خلال العام الماضي (2024)، مع وصول قدرته إلى 97 غيغاواط.
وتتربع أميركا على عرش الطاقة النووية في العالم بتشغيل نحو 94 مفاعلًا نوويًا، ويشكّل ذلك نحو 19% من إجمالي إنتاج الكهرباء في البلاد، بحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وتُظهر البيانات أن إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية في أميركا بلغ 782 تيراواط/ساعة خلال العام الماضي، مقارنة بـ774 تيراواط/ساعة في العام السابق له.
وكان توليد الكهرباء من الطاقة النووية قد سجّل أعلى مستوياته في عام 2019 عند 809 تيراواط/ساعة.
في المقابل، تلاحق فرنسا والصين وروسيا والولايات المتحدة في هذا المجال، إذ تمتلك فرنسا 57 مفاعلًا بقدرة 63 غيغاواط، في حين تمتلك الصين العدد نفسه من المفاعلات بقدرة 55.3 غيغاواط، وتأتي بعدها روسيا بـ36 مفاعلًا بقدرة 28.6 غيغاواط.
أسطول محطات الطاقة النووية في أميركا
يتميّز أسطول محطات الطاقة النووية في أميركا بالتنوع في الحجم والسعة، إذ يشمل 54 محطة موزعة على 28 ولاية، ويتراوح عدد المفاعلات فيها بين 1 و4 وحدات قيد التشغيل.
وتتفوّق ولاية إلينوي في قطاع الطاقة النووية الأميركية، إذ تمتلك 11 مفاعلًا، وهو العدد الأكبر بين الولايات.
وتصل قدرتها الإجمالية لتوليد الكهرباء إلى 12.415 غيغاواط، أي ما يعادل 12% من إجمالي قدرة توليد الكهرباء من الطاقة النووية في البلاد.
وفي ولاية جورجيا، تتمركز محطة فوغتل لتكون أكبر محطات الطاقة النووية في أميركا، بقدرة توليد تصل إلى 4.5 غيغاواط، بفضل مفاعلاتها الـ4، بحسب التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة، الخميس 24 أبريل/نيسان (2025).
فقد شهدت المحطة توسعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة بعد إضافة مفاعلَيْن جديدَيْن في عامَي 2023 و2024، بقدرة توليد 1.1 غيغاواط لكل منهما.
وقبل هذه الإضافات، كانت محطة "بالو فيردي" في ولاية أريزونا تتربع على عرش أسطول محطات الطاقة النووية في أميركا بقدرة تبلغ 3.9 غيغاواط.
وتُعدّ محطة "آر إي جينا" في نيويورك أصغر المحطات في البلاد مع مفاعل واحد فقط بقدرة 0.6 غيغاواط.

تحديات تواجه قطاع الطاقة النووية
منذ عام 1996، لم تُضف البلاد أي مفاعلات نووية جديدة باستثناء مفاعلَيْن في محطة فوغتل وآخر في محطة "واتس بار" في تينيسي.
من جهة أخرى، أغلقت الولايات المتحدة نحو 12 محطة نووية على نحو دائم منذ عام 2013، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ورغم ذلك، استطاع مشغلو محطات الطاقة النووية في أميركا الحفاظ على أداء قوي من خلال مستويات عالية من "عوامل القدرة السنوية"، وهي مؤشرات لقياس مدة تشغيل المفاعلات.
وعلى الرغم من التحديات، مثل فترات الصيانة والتزود بالوقود، شهدت عوامل القدرة زيادة ملحوظة بفضل تحسينات في العمليات التشغيلية.
ويوضح الرسم البياني الآتي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- أن الولايات المتحدة تحتل المرتبة التاسعة في قائمة أكبر الدول المطورة لمشروعات الطاقة النووية عالميًا:
دعم أسطول محطات الطاقة النووية في أميركا
في الوقت نفسه، أطلقت الحكومة سياسات جديدة لدعم استمرار تشغيل أسطول محطات الطاقة النووية في أميركا.
ففي يناير/كانون الثاني 2024، قدمت وزارة الطاقة الأميركية ائتمانات لدعم استمرار تشغيل محطة "ديابلو كانيون باور" في كاليفورنيا، التي أنتجت 2.2 غيغاواط من الكهرباء، ما يعادل 9% من إجمالي إنتاج الكهرباء في ولاية كاليفورنيا.
أما في ميشيغان فقد منحت الوزارة قرضًا لدعم إعادة تشغيل محطة باليساديس النووية، وفي حال إنجازها فستصبح أول محطة نووية أميركية مغلقة تعود إلى العمل.
ورغم أن إدارة ترمب تتبنى الوقود الأحفوري بقوة، فإنها لا تتوانى عن دعم الطاقة النووية، التي تحظى بتأييد مستمر من الحزبَيْن.
يأتي هذا الدعم في وقت حاسم للقطاع الذي يعاني تكاليف مرتفعة، وتدهور سلاسل الإمداد، وتقلّص في القوى العاملة.
ومع ازدياد الطلب على الكهرباء وتركيز ترمب على "الهيمنة في قطاع الطاقة"، تجد الصناعة نفسها أمام فرصة جديدة للنمو، مع إعادة تشغيل المحطات الحالية وتطوير تقنيات مفاعلات نووية جديدة، بفضل دعم شركات تقنية عملاقة مثل غوغل وأمازون.
موضوعات متعلقة..
- مناجم اليورانيوم الخاملة في تكساس.. سلاح أميركا لتحريك قطاع الطاقة النووية
- محطات الطاقة النووية في أميركا تستورد 99% من اليورانيوم.. و5 دول مهيمنة
- الكشف عن خُطط لزيادة سعة الطاقة النووية في أميركا 3 أضعاف
اقرأ أيضًا..
- واردات الاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب تهبط 10%.. وانتعاشة للصادرات الجزائرية
- أكثر 10 دول توليدًا للكهرباء بالغاز خلال 2024.. السعودية ومصر في القائمة
- مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الأول (ملف خاص)
المصدر: