مشروعات توليد الكهرباء قيد التطوير في الهند ما تزال في قبضة الفحم
وحدة أبحاث الطاقة - مي مجدي

تشهد مشروعات توليد الكهرباء قيد التطوير في الهند حراكًا واسعًا، في محاولة لمواجهة تنامي الطلب، وتوفير الإمدادات لتلبية النمو الاقتصادي المتسارع.
ورغم جهود نيودلهي لتعزيز استقرار شبكة الكهرباء من خلال تنويع مصادر التوليد، يظل الفحم العمود الفقري لهذه المنظومة.
وأظهرت أحدث البيانات، التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن إجمالي سعة مشروعات توليد الكهرباء قيد التطوير في الهند -تشمل المشروعات المعلنة وما قبل الإنشاء وقيد الإنشاء- يبلغ 381.6 غيغاواط، ويستحوذ منها الفحم على 111 غيغاواط، بحصّة 30%.
في المقابل، تحاول مصادر الطاقة النظيفة مجاراة هذا الزخم، وعلى رأسها مشروعات الطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية والطاقة النووية.
مشروعات توليد الكهرباء قيد التطوير في الهند حسب المصدر
تبلغ سعة مشروعات توليد الكهرباء قيد التطوير في الهند الخاصة بالفحم نحو 111 غيغاواط، منها 29.5 غيغاواط قيد الإنشاء، ونحو 54.4 غيغاواط في مرحلة ما قبل الإنشاء، والباقي مشروعات معلنة (27 غيغاواط)، بحسب بيانات منصة غلوبال إنرجي مونيتور.
وتتماشى هذه الخطوة مع خطط وزارة الطاقة لإضافة 80 غيغاواط أخرى بحلول العام المالي 3031-2032.
في الوقت نفسه، تزاحم الطاقة الشمسية على نطاق المرافق مشروعات الفحم، لتصل سعة المشروعات قيد التطوير إلى 103 غيغاواط، 30 غيغاواط منها في مرحلة الإنشاء.
أمّا طاقة الرياح -البرية والبحرية- فتسير بخطى أكثر بطئًا، إذ لم تتجاوز سعة مشروعات توليد الكهرباء قيد التطوير في الهند الخاصة بهذا المصدر المتجدد نحو 20 غيغاواط، إلّا أن السعة المقرر تشغيلها في 2025 قد تمثّل تحولًا لافتًا إذا ما التزمت بالجدول الزمني.
وتكشف أحدث البيانات أن أكثر من 30% من مشروعات الرياح والطاقة الشمسية على نطاق المرافق في الهند قد بلغت مرحلة الإنشاء، ما يضعها في مصافّ الدول الأسرع نموًا في قطاع الطاقة المتجددة عالميًا.

بالإضافة إلى ذلك، تتسارع وتيرة بناء مشروعات الطاقة الكهرومائية والتخزين بالضخ، ومن المتوقع أن تضيف البلاد 17 غيغاواط من المشروعات قيد الإنشاء بحلول عام 2030، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وفي موازاة ذلك، تمضي البلاد قُدمًا في خططها النووية، مستهدفة إضافة 11 غيغاواط من السعة الجديدة بحلول العام نفسه، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
توليد الكهرباء في الهند حسب الولايات
فيما يخصّ توليد الكهرباء في الهند حسب الولايات، تتجلى ملامح سباق غير متكافئ بين مصادر الطاقة المتجددة والفحم، حيث ترسم كل ولاية هندية مسارها الخاص.
وفي غرب البلاد، تستحوذ الولايات التي يكثر فيها هبوب الرياح على نصيب الأسد من مزارع الرياح، مع تمركُز نصف القدرة التشغيلية على مستوى البلاد في ولايتي غوجارات (12.5 غيغاواط) وتاميل نادو (11.4 غيغاواط).
وعلى صعيد الطاقة الشمسية ضمن نطاق المرافق، تقود راجستان بشمال غرب البلاد المشهد بضمّ قرابة 27% (26.5 غيغاواط) من إجمالي قدرة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في الهند.
ورغم هذا التوسع الملحوظ، ما تزال المناطق الشمالية والشمالية الشرقية بعيدة عن هذا الزخم، إذ تشكّل الجبال الشاهقة وانخفاض سرعة الرياح وقلة الأيام المشمسة عقبات أمام انتشار مشروعات الرياح والطاقة الشمسية.
ومع ذلك، تؤدي الطاقة الكهرومائية دورًا رئيسًا في هذه المناطق، حيث تشكّل أكثر من 80% من إجمالي سعة الكهرباء في 5 ولايات شمالية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ورغم التقدم الذي أحرزته الولايات الرائدة في نشر مصادر الطاقة المتجددة، أظهر تقرير غلوبال إنرجي مونيتور أن هيمنة الوقود الأحفوري ما تزال عصيّة على التراجع.
فقد كشفت بيانات هيئة الكهرباء المركزية أن مصادر الوقود الأحفوري كانت مسؤولة عن ثلثي الزيادة السنوية بتوليد الكهرباء في الهند، ما حافظ على حصة 75% من إجمالي الإنتاج.
ويرجع هذا النمو إلى زيادة الاعتماد على محطات الفحم الحالية، حيث بلغ متوسط معدلات الاستعمال قرابة 70% طوال العام، وهو أعلى مستوى لها خلال عقد كامل.
وفي المقابل، أسهمت الطاقة الشمسية بنحو خُمس الزيادة في توليد الكهرباء خلال عام 2024، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
بينما بقي إنتاج طاقة الرياح -تقريبًا- عند مستوى العام السابق نفسه، على الرغم من ارتفاع القدرة التشغيلية للرياح في الهند بنسبة 8% مقارنة بعام 2023، ويُعزى ذلك على الأرجح إلى ضعف الرياح الموسمية خلال شهر أغسطس/آب 2024.
موضوعات متعلقة..
- ازدهار الطاقة المتجددة في الهند لم يسرّع إزالة الكربون من شبكة الكهرباء
- تشغيل محطات توليد الكهرباء بالفحم في الهند بأقصى طاقتها
- توليد الكهرباء بالفحم في الهند يتوسع بمحطات جديدة
اقرأ أيضًا..
- أمين عام أوبك يكتب للطاقة عن اجتماعات قمة المناخ.. ويُطلق تحذيرات مهمة
- احتياطيات النفط والغاز في الدول العربية وحصتها عالميًا (6 رسوم بيانية)
- اكتشافات النفط والغاز في 2024.. الحقول البحرية تهيمن بقيادة دولة عربية
المصادر: