رئيسيةأخبار الكهرباءكهرباء

أعمق خط ربط كهربائي بحري في العالم يحصل على الضوء الأخضر

محمد عبد السند

حصلت خطط مشروع أعمق خط ربط كهربائي بحري في العالم على الضوء الأخضر، ليفتح الباب أمام مزيد من مشروعات مماثلة تستهدف استغلال فائض الطاقة لدى الدول في تحقيق توزان في أسعار السوق.

ويُتوقع أن يلامس عمق خط الربط الكهربائي الذي سيربط بين أستراليا ونيوزيلندا، 5 كيلومترات تحت سطح البحر، ويعوَّل عليه في تعزيز معدلات توليد الكهرباء وسعة النقل وإمدادات الطاقة بالجملة في كلتا السوقين.

كما يُتوقع أن يسهم المشروع الذي يحمل اسم تاسلينك (Taslink) بزيادة سعة شبكة الكهرباء في نيوزيلندا بما يعادل 40% من الطلب النهاري للبلاد؛ ما يسمح بمزيد من التوليد والأحمال، واستقرار الشبكة، من خلال توفير الوصول إلى الجيل البديل للطاقة الكهرومائية في الجزيرة.

وخضع تاسلينك لدراسات جدوى هندسية على مدى أكثر من عامين، جرى خلالها التشاور مع فريق من خبراء التيار المستمر عالي الجهد العالميين وواحدة من أكبر الشركات المصنّعة في العالم لضمان إمكان وضع الخط البحري على العمق والمسافة المطلوبين.

خط ربك كهربائي عالي الجهد

كشف مؤسسو شركة تطوير الطاقة الشمسية فار نورث سولار فارم (Far North Solar Farm) النقاب عن خطة طموحة لبناء خط ربط كهربائي بحري للتيار المستمر عالي الجهد تتراوح سعته من 2 إلى 3 غيغاواط بين نيوزيلندا وأستراليا.

*(الدولار الأسترالي = 1.58 دولارًا أميركيًا).

ومن المخطط أن تلامس الكلفة الإجمالي للمشروع 10.85 مليار دولار أسترالي (6.7 مليار دولار أمريكي)، وسيربط البلدين من نقطة جنوب أوكلاند في شمال نورث آيلاند في نيوزيلندا بمدينة نيوكاسل على الساحل الأوسط لولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية.

ويستهدف خط الربط الكهربائي البحري تسهيل تدفُّق تجارة الكهرباء بين البدين، وسيمتد بطول 2600 كيلومتر عبر بحر تسمان -بحر هامشي من جنوب المحيط الهادئ، ويقع بين أستراليا ونيوزيلندا- وسيساعد كذلك في زيادة معدلات توليد الكهرباء وسعة النقل في كلتا السوقين المهمتين.

كما سيدعم المشروع زيادة الإمدادات بالجملة والمنافسة في قطاع التجزئة، وتسريع تطوير الطاقة المتجددة في البلدين، مستغلًا القرب الجغرافي والزمني للبلدين.

ويُعدّ تاسلينك من أفكار الأسترالي جون تلفر والنيوزيلندي ريتشارد هوموود اللذين أسّسا شركة فار نورث سولار في عام 2019.

وإلى جانب كونه أعمق خط ربط كهربائي في العالم، سيكون المشروع -كذلك- الأطول من نوعه عالميًا.

وقال مدير القطاع النيوزيلندي من المشروع ريتشارد هوموود : "الشيء الذي يجب أن نعرفه عن نيوزيلندا وأستراليا هو أن لدينا فارق توقيت مدّته ساعتان بين البلدين، ولذلك فإن لدينا ذروة صباح في نيوزيلندا، تليها بساعتين ذروة صباح في أستراليا"، وفق تصريحات أدلى بها إلى راديو نيوزيلندا، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف هوموود: "لدينا كذلك ذروة طلب في فصل الشتاء (أغراض التدفئة)، حينما يكون الشتاء باردًا وجافًا، بينما تمتلك أستراليا أعلى معدل طلب في الأيام الحارة في فصل الصيف (أغراض التبريد)".

خط ربط كهربائي بحري
خط ربط كهربائي بحري - الصورة من إنرجي فويس

تبادل تجارة الكهرباء

تدفع أوجه الاحتياج في البلدين المؤسسين لمشروع تاسلينك إلى شراء الكهرباء من بلد بسعر أرخص وبيعها إلى بلد آخر، والسماح بتداول الكهرباء الأسترالية الفائضة إلى نيوزيلندا عندما تكون هناك حاجة إليها، والعكس صحيح.

وفي هذا الصدد قال هوموود: "سنشتري الكهرباء من الأسواق في كلتا الدولتين، وسيكون لدينا مولدات في نيوزيلندا تنتج الكهرباء التي يمكن شراؤها عبر تاسلينك، وبيعها في السوق الأسترالية".

وتابع: "وبالطريقة نفسها بمقدورك أن يكون لديك مولدات في أستراليا، ولتكن طاقة شمسية؛ لأن أستراليا لديها وفرة في الطاقة الشمسية في النهار".

ويعتقد هوموود -كذلك- أن أعمق خط ربط كهربائي بحري في العالم قد يكون أنسب حل لخفض أسعار الكهرباء المتزايدة بمعدلات مطّردة، وفق تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وضرب هوموود مثالًا من عام 2024 لتوضح الأمر، قائلًا: "إذا أخذنا العام الماضي مثالًا، ونظرنا -فقط- إلى شهر أغسطس/آب، فيما يتعلق بتلك المدة، فإننا نرى أن مشروع تاسلينك كان بمقدوره توفير 400 مليون دولار على النيوزيلنديين من تكاليف الطاقة في شهر أغسطس/آب وحده".

وسلّط ريتشارد هوموود الضوء على الكيفية التي يتصور بها نجاح ملكية هذا المشروع الضخم، قائلًا: "من منظور الملكية، ينصبّ تركيزنا دائمًا على ضمان أن الخط يقدر على تمويل نفسه ذاتيًا".

وواصل: "نحن لا نطلب التمويل الحكومي، ولكننا ندرك حقيقة مفادها أن هذا المشروع سوف يصبح جزءًا لا يتجزأ من سوقي الكهرباء في نيوزيلندا وأستراليا، وقد تكون هناك رغبة في ملكية الحكومة به بشكل أو بآخر، ولكننا -مجددًا- لا نطلب ذلك، بل نحرص على أن يكون المشروع قائمًا بذاته".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

1.أعمق خط ربط كهربائي بحري في العالم من موقع رينيو إيكونومي

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق