يواجه قطاع الكهرباء في غزة أزمة حادة تفاقمت خلال السنوات الأخيرة، ما دفع الجهات الرسمية والمؤسسات الدولية إلى وضع خطة شاملة لإعادة تأهيله على 3 مراحل.
وتأتي هذه الخطوة ضمن الجهود المستمرة لاستعادة خدمات الكهرباء وضمان توفير الطاقة لسكان القطاع، من خلال مشروعات تنموية تدعمها جهات دولية، أبرزها البنك الدولي والاتحاد الأوروبي.
ووفقًا لبيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، التقى القائم بأعمال رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، المهندس أيمن إسماعيل، الأربعاء 5 مارس/آذار 2025، وفدًا من البنك الدولي برئاسة الرئيس الإقليمي للبنك، إستيفان أمبلاد، لمناقشة خطة إعادة الإعمار.
وأكد الطرفان أهمية تنفيذ المشروعات وفق رؤية إستراتيجية تهدف إلى تحسين استدامة البنية التحتية للطاقة، بما يضمن تزويد القطاع بالكهرباء بانتظام، لا سيما في ظل التحديات المستمرة التي تواجهه.
وتشمل خطة إعادة الإعمار تنفيذ المشروعات 3 مراحل رئيسة:
- إصلاح البنية التحتية القائمة.
- تحسين كفاءة الشبكة الكهربائية.
- تنفيذ مشروعات طويلة الأمد تركّز على مصادر الطاقة المتجددة.
ويُتوقع أن تسهم هذه الخطوات في تعزيز قدرة القطاع على مواجهة الطلب المتزايد على الكهرباء وتحسين جودة الخدمات المقدمة للسكان.
وفي سياق متصل، أكد "إسماعيل" ضرورة دعم جهود إعادة تأهيل قطاع الكهرباء في غزة من خلال التمويل الدولي، مشيرًا إلى أن المشروعات الممولة من البنك الدولي تسهم مباشرةً في تحسين الاستدامة البيئية وزيادة كفاءة إنتاج وتوزيع الكهرباء.
كما أكد أهمية استمرار الجهود لضمان وصول الكهرباء إلى جميع المناطق في القطاع، بما يخدم الاحتياجات الإنسانية والتنموية.
تشغيل المغذيات الكهربائية لغزة
إلى جانب المشروعات التطويرية، تواصل سلطة الطاقة جهودها مع الجهات الدولية للضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل إعادة تشغيل المغذيات الكهربائية المغذّية لغزة، التي توقفت بفعل الحصار والقيود المفروضة.
وفي هذا السياق، استقبل المهندس إسماعيل، الثلاثاء 4 مارس/آذار 2025، وفدًا من الاتحاد الأوروبي برئاسة رئيس التعاون في الاتحاد الأوروبي بفلسطين، إبراهيم العافية، لبحث سبل تعزيز صمود أهالي غزة من خلال مشروعات الطاقة.
وخلال اللقاء، طالبَ "إسماعيل" الاتحاد الأوروبي والدول الصديقة بممارسة ضغوط سياسية ودبلوماسية على تل أبيب، لإعادة تشغيل خطوط الكهرباء، والسماح بإدخال أنظمة الطاقة المتجددة والتخزين للمرافق الحيوية.
وأشار إلى أن هذه الإجراءات ضرورية لدعم قطاع الكهرباء في غزة، إذ تضمن استقرار الشبكة الكهربائية وتُحسّن قدرة القطاع على تلبية الطلب المتزايد على الطاقة، ولا سيما مع الاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة البديلة.
الكهرباء في فلسطين
في إطار الجهود الرامية إلى تحسين واقع الكهرباء في فلسطين، أعلنت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية، في 3 مارس/آذار 2025، طرح مناقصة لإنشاء وتشغيل محطات كهرباء جديدة، تركّز على استعمال الطاقة الشمسية الكهروضوئية.
وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز إنتاج الكهرباء النظيفة وتخفيف الضغط عن الشبكة الكهربائية، في ظل النقص المزمن في الكهرباء، الذي تفاقم منذ بداية الحرب في غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وبحسب بيان صادر عن الوزارة، حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة، تشمل المناقصة تصميم وبناء وتشغيل وصيانة محطات كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية، بقدرة إجمالية تبلغ 20 ميغاواط، موزعة على عدّة مواقع.
وأكدت الوزارة أن التأهيل المسبق للمقاولين هو شرط أساس للمشاركة في المناقصة، وفقًا لأحكام قانون الشراء العام رقم 8 لسنة 2014.
ويتيح المشروع الفرصة للشركات المؤهلة لتقديم طلبات التأهيل المسبق، تمهيدًا للمنافسة على تنفيذ هذه المحطات، التي من يُتوقع أن تسهم في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وتعزيز استعمال الطاقة المتجددة في البلاد.
وأوضحت الوزارة أن الموعد النهائي لتقديم الطلبات هو 14 أبريل/نيسان 2025، إذ ستُعلَن الشركات المؤهلة لاحقًا.
الطاقة المتجددة في فلسطين
تسعى الحكومة إلى تعزيز دور الطاقة المتجددة في فلسطين، بصفتها جزءًا من إستراتيجيتها لتحقيق الاستدامة في قطاع الطاقة.
وفي هذا السياق، منحت سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، في يناير/كانون الثاني 2025، أول رخصة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والتخزين لشركة "العصر الآتي"، ما يمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الكهرباء.
وستعمل محطة توليد الكهرباء الجديدة في محافظة طوباس بقدرة إنتاجية تصل إلى 5.36 ميغاواط، مع قدرة تخزين تبلغ 12.2 ميغاواط/ساعة يوميًا، ويُتوقع أن تسهم هذه التقنية في تحسين كفاءة الشبكات الكهربائية، من خلال تخزين الكهرباء وضخّها خلال أوقات الذروة، ما يحدّ من مشكلات انقطاع التيار الكهربائي.
مستقبل قطاع الكهرباء في غزة
تشكّل هذه الجهود المتكاملة، سواء عبر دعم البنك الدولي، أو الضغط الأوروبي، أو المشروعات الحكومية، جزءًا من خطة طويلة الأمد لإنعاش قطاع الكهرباء في غزة.
ورغم التحديات القائمة، فإن هذه المشروعات تمثّل بارقة أمل نحو تحسين جودة الخدمات الكهربائية وتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
كما أن استمرار الجهود الدولية لدعم قطاع الكهرباء في غزة، والضغط على إسرائيل لإعادة تشغيل المغذيات، سيكون له دور محوري في تحقيق الاستقرار الكهربائي في القطاع.
وفي ظل التوجه نحو الطاقة النظيفة، تتطلع فلسطين إلى تحقيق طفرة نوعية في مجال إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030، من خلال تبنّي مشروعات تعتمد على تقنيات الطاقة الشمسية والتخزين.
ومع تنفيذ خطة إعادة الإعمار على مراحل، ودخول مشروعات الطاقة المتجددة حيز التنفيذ، فإن مستقبل قطاع الكهرباء في غزة يبدو أكثر استقرارًا، مع آمال بإنهاء أزمة الكهرباء التي أثّرت بمختلف جوانب الحياة في القطاع لسنوات طويلة.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- موعد توزيع أرباح أرامكو الربع الرابع 2024.. تفاصيل المبالغ والمستفيدين
- مخزونات النفط الأميركية ترتفع بأكثر من التوقعات
- شركة هيدروجين أخضر تخسر 2.1 مليار دولار.. وخطة إنقاذ عاجلة
- تأخر إبحار أول شحنة غاز مسال من موريتانيا.. هل تسرب الغاز السبب؟
المصادر..
- إعادة اعمار قطاع الكهرباء في غزة ، من بيان سلطة الطاقة والموارد الطبيعية في فيسبوك.
-
مشروعات تطوير البنية التحتية لقطاع الكهرباء في غزة من موقع سلطة الطاقة.
