باكستان تخطط لإعادة التفاوض حول سعر الغاز القطري.. هل تستجيب الدوحة؟

2025-02-19

0 753

تخطط باكستان لإعادة التفاوض حول سعر صفقة الغاز القطري، في إطار الخطط الحكومية الرامية لخفض فاتورة الاستيراد، بالتزامن مع تراجع الطلب على الوقود في إسلام آباد.

وتسعى الحكومة الباكستانية، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لمراجعة سعر الغاز المسال بموجب عقد مدّته 15 عامًا مع شركة قطر للطاقة، بسبب الانخفاض الحادّ في استهلاك الكهرباء والصعوبات المالية التي تواجه البلاد.

وتسمح عقود الغاز المسال عادةً بشروط مختلفة، مثل إعادة التفاوض على الأسعار خلال أوقات معينة، ولكن لا يمكن القيام بذلك إلّا إذا كانت هناك تغييرات مبرّرة في ظروف السوق، وإذا وافق الطرفان.

وتخطط باكستان لإعادة التفاوض على هيكل الأسعار الأصلي، الذي وُقِّعَ عند 13.37% من سعر خام برنت، بسبب انخفاض الطلب على الطاقة، ووسط حملة لخفض استهلاك الكهرباء باهظة الثمن التي تُوَفَّر من المحطات التي تعمل بالغاز.

شحنات الغاز القطري

أرجأت الشركات الحكومية في باكستان 5 شحنات من الغاز القطري بموجب عقد طويل الأجل مع شركة قطر للطاقة، وتتوقع تأجيل المزيد من شحنات الغاز المسال في المستقبل.

من المقرر أن يكمل عقد الغاز المسال طويل الأجل -الذي أبرمته شركة "باكستان ستيت أويل" لمدة 15 عامًا مع شركة قطر للطاقة، بحجم 3.75 مليون طن متري سنويًا- 10 سنوات في عام 2026، وهو ما يمنح الأطراف خيار إعادة التفاوض على السعر أو إنهاء العقد.

وقالت مصادر في السوق، إنه في حين كون عقد الغاز المسال طويل الأجل يسمح بإعادة التفاوض على السعر عند 10 سنوات، فإنها ليست عملية واضحة، ويجب تقديم أسباب تجارية لتحفيز إعادة التفاوض.

ويتضمن عقد الغاز المسال أيضًا بنودًا أخرى تسمح للأطراف بالانسحاب إذا لم تنجح المفاوضات، أو تمديد العقد لمدة تصل إلى 20 عامًا عند مستوى سعر جديد.

محطة كهرباء عاملة بالغاز في باكستان -الصورة من ssgc

إلى جانب العقد لمدة 15 عامًا، أبرمت شركة النفط الباكستانية عقدًا مدّته 10 سنوات للغاز المسال مع شركة قطر للطاقة مقابل 3 ملايين طن متري سنويًا، وبدأت التوريد في عام 2022 عند 10.2% من خام برنت.

كما وقّعت شركة باكستان للغاز المسال عقدًا مدّته 15 عامًا مع شركة إيني الإيطالية بدءًا من عام 2017، عند 12.14% من خام برنت لإمدادات السنوات الـ10 الأخيرة.

وقالت المصادر، إن بند إعادة التفاوض مماثل للإطار الزمني البالغ 10 سنوات، وهناك إمكان لإعادة التفاوض مع إيني في عام 2026.

أسعار الغاز المسال

قال مراقبو السوق في سنغافورة، إن مراجعات أسعار الغاز المسال أصبحت شائعة بشكل متزايد بالنسبة للعقود طويلة الأجل، ومن المرجّح أن تزيد بسبب تحركات السوق الشديدة، إذ تسعى الأطراف المقابلة إلى الحفاظ على العلاقات التجارية.

ووقّعت باكستان أيضًا اتفاقية لاستيراد شحنة واحدة من الغاز المسال كل شهر، بموجب اتفاقية إطارية بين الحكومة مع شركة سوكار الأذربيجانية اعتمادًا على حالة الطلب والعرض، وكان سعر العقد أقل من العقود المحددة المدة مع قطر.

كان لدى باكستان للغاز المسال 5 عقود أخرى مع شركة غونفور (Gunvor) لمدة 5 سنوات تنتهي في عام 2022 عند 11.624% لخام برنت.

وهذا يعني أن عقد الغاز المسال الممتد لمدة 15 عامًا مع شركة قطر للطاقة كان من بين أغلى شحنات الغاز المسال التي تُشحَن إلى باكستان.

وتستورد باكستان عادةً ما بين 120 و140 شحنة من الغاز المسال سنويًا، ويأتي معظمها (85-100) شحنة بموجب عقود طويلة الأجل مع قطر، والباقي من اتفاقيات أخرى طويلة الأجل ومشتريات فورية.

وفي يناير/كانون الثاني، طلبت شركة "سوي نورثرن غاز" -أكبر موزع للغاز في باكستان- من شركة الغاز المسال الباكستانية تأجيل 11 شحنة من الغاز المسال من إيني في عام 2025، بسبب تعثُّر الطلب.

وأظهرت بيانات حكومية أن إجمالي توليد الكهرباء في باكستان انخفض بنسبة 3% إلى 66641 غيغاواط/ساعة في الأشهر الـ6 المنتهية في 31 ديسمبر/كانون الأول 2024.

ولم تستورد البلاد بضائع فورية منذ ما يقرب من عام، بسبب فائض الطاقة الكهربائية في النظام، وانخفاض الاستهلاك بما يتراوح بين 2% و18% في أشهر مختلفة.

وانخفضت واردات باكستان من الغاز المسال في الأشهر الستة المنتهية في 31 ديسمبر/كانون الأول 2024، بنسبة 4% إلى 2.002 مليار دولار، مقارنة بـ2.298 مليار دولار في المدة نفسها من العام الماضي، وفقًا لبيانات مكتب الإحصاءات الباكستاني.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..