التقارير تقارير الطاقة المتجددة تقارير دورية رئيسية طاقة متجددة وحدة أبحاث الطاقة

سوق الطاقة الحيوية في الهند قد تكون الأسرع نموًا بالعالم (تحليل)

الطلب قد يرتفع 45%

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

2025-02-16

0 486

شهد الطلب على الطاقة الحيوية في الهند نموًا متسارعًا خلال السنوات الأخيرة، في إطار توجهات حكومية للتوسع بمصادر الطاقة النظيفة لخفض الانبعاثات.

في هذا السياق، توقّع تحليل حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة ومقرها واشنطن- ارتفاع طلب الهند على الطاقة الحيوية بمصادرها المختلفة بنسبة 45% بحلول عام 2030.

ويمثل الطلب على الطاقة الحيوية في الهند -حاليًا- قرابة 13% من إجمالي استهلاك الطاقة النهائي لأكبر بلد من حيث عدد السكان في العالم (1.428 مليار نسمة).

وتخطط الحكومة الهندية للتوسع في تطوير مصادر الطاقة الحيوية، في إطار سياسات خفض واردات الوقود الأحفوري، وتحسين جودة الهواء، والحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

الطلب العالمي على الطاقة الحيوية

يشير التحليل المنشور على موقع وكالة الطاقة الدولية إلى أن الهند ستُصبح أسرع الأسواق نموًا للطاقة الحيوية على مستوى العالم خلال السنوات الـ8 الممتدة من 2023 إلى 2030.

استنادًا إلى ذلك؛ فإن الطلب على الطاقة الحيوية في الهند سيستحوذ على ثلث النمو العالمي المتوقع بحلول عام 2030، تليها أوروبا وأميركا الجنوبية والمناطق الأخرى بالحصص التالية:

أوروبا: 15%
أميركا الجنوبية: 14%
أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى: 11%
أميركا الشمالية: 10%.
بقية العالم: 15%.

الطلب على الطاقة الحيوية في الهند

تتنوع أشكال الطلب على الطاقة الحيوية في الهند حسب المصادر؛ إذ تستهلك البلاد كميات متفاوتة من الكتلة الحيوية الصلبة، وسوائل الوقود الحيوي، والغاز الحيوي الذي يُطلق عليه الميثان الحيوي -أيضًا-.

وشكّل الطلب على الكتلة الحيوية الصلبة قرابة 3.65 إكساغول من إجمالي استهلاك الطاقة النهائي في الهند خلال عام 2023، ومن المتوقع ارتفاعه إلى 4.98 إكساغول بحلول عام 2030.

وبلغ الطلب على سوائل الوقود الحيوي في الهند قرابة 0.12 إكساغول في عام 2023، يتوقع ارتفاعه إلى 0.46 إكساغول بحلول نهاية العقد الحالي.

ويوضح الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، أن الهند سادس أكبر الدول المنتجة للوقود الحيوي في العالم:

أكثر 10 دول إنتاجًا للوقود الحيوي عالميًا

كما وصل الطلب على الغاز الحيوي إلى 0.14 إكساغول من إجمالي استهلاك الطاقة النهائي عام 2023، ومن المتوقع ارتفاعه إلى 0.17 إكساغول بحلول عام 2030، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

على الجانب الآخر، بلغ حجم الطلب على المواد الخام المستعملة بإنتاج الطاقة الحيوية في الهند قرابة 180 مليون طن خلال عام 2023، وأغلبها يأتي من قصب السكر والذرة ومخلفات الزراعة والنفايات الصلبة والسائلة.

ومن المتوقع ارتفاع حجم الطلب على المواد الخام إلى 267 مليون طن سنويًا بحلول عام 2030، لتلبية متطلبات إنتاج أنواع الوقود الحيوي السائل، والغاز الحيوي، والكتلة الحيوية الصلبة.

سياسات دعم الطاقة الحيوية

تعمل الهند على تعزيز إنتاج مصادر الطاقة الحيوية عبر مجموعة من الإجراءات الداعمة، من أبرزها التسعير المضمون، ودعم رأس المال للمشروعات الجديد، وتطوير المعايير الفنية اللازمة للصناعة.

وحددت الهند بعض المتطلبات الإلزامية لخلط مصادر الطاقة الحيوية بغيرها في قطاعات الاستعمالات الرئيسة للطاقة في البلاد، ولا سيما النقل والمباني.

وتضم هذه الالتزامات، المتوقع تطبيقها على مستوى الهند، خلط 20% من الإيثانول بالوقود التقليدي بحلول 2025-2026، و5% من الديزل الحيوي بحلول عام 2030.

وتشمل -أيضًا- خلط 5% من الغاز الحيوي بحلول 2028-2029، إضافة إلى مزج 7% من الكتلة الحيوية الصلبة في محطات الكهرباء العاملة بالفحم بحلول عام 2026.

ومن المقرر مزج 2% من الوقود الحيوي مع وقود الطائرات التقليدي بحلول عام 2028، بحسب بيانات الخطط الهندية التي رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

استنادًا إلى ذلك، من المتوقّع توسع الطلب على الطاقة الحيوية في الهند بجميع قطاعات الاستهلاك النهائي بحلول عام 2030، خاصة في ظل الأهداف الطموحة التي وضعتها الحكومة.

وإذا تحققت هذه الأهداف؛ فمن المتوقع تضاعف الطلب على الوقود الحيوي السائل؛ بما في ذلك الإيثانول والديزل الحيوي ووقود الطيران المستدام، 4 مرات بحلول نهاية العقد الحالي.

كما يتوقع ارتفاع الطلب على الغاز الحيوي بنسبة 25% بحلول عام 2030، بحسب تحليل وكالة الطاقة الدولية.

ورغم توافر المواد الخام نسبيًا في الهند خلافًا لدول أخرى؛ فإنها ستظل بحاجة إلى أساليب مبتكرة وموسعة في جمعها والوصول إليها، خاصة زيت الطهي المستعمل في إنتاج الديزل الحيوي ووقود الطيران المستدام.

وتحتاج النفايات العضوية الأخرى والمخلفات إلى نماذج أعمال جديدة لجمعها وخلطها بالمواد الأخرى اللازمة لإنتاج الغاز الحيوي على نطاق تجاري واسع.