تقديرات المعادن النادرة في أوكرانيا تبلغ 15 تريليون دولار.. ترمب يريدها مقايضة (تقرير)

ثار الجدل حول تقديرات المعادن النادرة في أوكرانيا، بعد مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالحصول على نظير المساعدات المالية الأميركية المقدّمة لكييف منذ الغزو الروسي لأراضيها عام 2022.

في هذا السياق، قدّر تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- قيمة المعادن النادرة والحيوية في أوكرانيا بأكثر من 12 تريليون جنيه إسترليني (14.8 تريليون دولار).

واشتعل الجدل حول المعادن النادرة في أوكرانيا، بعد مطالبة دونالد ترمب -مؤخرًا- نظيره الأوكراني فلوديمير زيلينسكي بإمداد الولايات المتحدة بما يعادل 500 مليار دولار من هذه المعادن، في إطار صفقة مقترحة لتسوية المساعدات الأميركية التي قدّرها ترمب في وقت سابق بنحو 300 مليار دولار منذ الغزو الروسي.

وقال ترمب في تصريحات مع قناة فوكس نيوز الأميركية -الإثنين 10 فبراير/شباط 2025-، إنه أخبر الأوكرانيين بما يريده في صفقة المعادن النادرة، وقد وافقوا على إبرامها.

وكثيرًا ما انتقد ترمب المساعدات العسكرية السخية التي قدّمتها إدارة بايدن لأوكرانيا خلال السنوات الماضية، كما هدّد بوقفها إذا لم يستجب الرئيس الأوكراني لمساعيه في وقف الحرب مع بوتين.

خريطة المعادن النادرة في أوكرانيا

تمتلك أوكرانيا احتياطيات كبيرة من المعادن النادرة والحيوية اللازمة لصناعات الطاقة والدفاع والطيران وغيرها، وأبرزها الليثيوم والغرافيت واليورانيوم والغاليوم والتينانيوم والبريليوم، وغيرها.

وتشير تقديرات نشرتها صحيفة إندبندنت البريطانية -مؤخرًا- إلى امتلاك أوكرانيا احتياطيات كبيرة من 20 معدنًا مصنّفة ضمن المعادن الأرضية النادرة أو الحيوية في العالم.

على سبيل المثال، تبلغ تقديرات احتياطيات الليثيوم في أوكرانيا قرابة 500 ألف طن، وهو معدن نادر مستعمَل في صناعة البطاريات، ولا غنى عنه لقطاع السيارات الكهربائية.

وحاليًا لا تستخرج أوكرانيا الليثيوم، لكنها قد تصبح أكبر مورّد للاتحاد الأوروبي إذا نجحت في استغلال رواسبه الموجودة في 4 مناطق رئيسة بالبلاد.

على الجانب الآخر، تُصنّف احتياطيات الغرافيت في أوكرانيا ضمن أكبر 5 احتياطيات في العالم، كما تنتج 6 مواقع غنية بهذا المعدن قرابة 5500 طن سنويًا في الوقت الحالي.

وتبلغ احتياطيات أوكرانيا من الغرافيت قرابة 13.7 مليون طن، وهو معدن مهم لصناعة البطاريات والمفاعلات النووية، بحسب تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأوكرانية.

احتياطيات البريليوم واليورانيوم والغاليوم

تشمل قائمة المعادن النادرة في أوكرانيا عنصر البريليوم، وهو أخفّ المعادن على وجه الأرض، كما أنه نادر للغاية، وذو أهمية كبيرة لصناعات الطيران والدفاع والطب والاتصالات والنقل والطاقة النووية.

ويُستخرج هذا المعدن في عدد قليل من بلدان العالم، أبرزها: الولايات المتحدة وقازاخستان والصين، إلى جانب أوكرانيا.

وتبلغ احتياطيات أوكرانيا من أكسيد البريليوم (Beo) قرابة 15.3 ألف طن، ما قد يلبي احتياجات العالم من هذا المعدن لمدة 40 عامًا، بحسب تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأوكرانية التي نقلها موقع روبريكا المحلي (Rubryka).

على الجانب الآخر، تمتلك أوكرانيا أكبر احتياطيات لليورانيوم في أوروبا، كما تُصنَّف ضمن أكبر 10 منتجين للمعدن في العالم، وتستخرجه من 3 مناجم في منطقة كيروفوهراد.

ويُصنَّف اليورانيوم ضمن أكبر المعادن كفاءة في توليد الطاقة منخفضة الكربون، إذ يمكن للكيلوغرام الواحد منه أن يولّد طاقة تعادل ما يولده 3 آلاف طن من الفحم، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

كما تُصنَّف أوكرانيا في المرتبة الخامسة بقائمة منتجي الغاليوم في العالم، وهو معدن نادر وبديل غير سام للزئبق، ويتميز بخصائص فيزيائية فريدة، ويمكن استعماله محل السيليكون في الهواتف الذكية وأجهزة الاستشعار، لقدرته على تحويل الكهرباء إلى الضوء والعكس.

ويكتسب الغاليوم أهمية متزايدة في صناعة مغناطيسات توربينات الرياح والألواح الشمسية، كما تُجرى تجارب على استعماله في صناعة البطاريات الهجينة بدلًا من بطاريات الليثيوم.

وحظرت الولايات المتحدة -مؤخرًا- واردات الغاليوم من الصين، كما بدأت الدول الغربية في البحث عن مستوردين آخرين، ما قد يجعل أوكرانيا البديل الأقرب والأكثر جذبًا للأسواق الأوروبية.

نصف رواسب المعادن خاضعة للجيش الروسي

خططت أوكرانيا عام 2021 للتوسع في استغلال المعادن النادرة عبر حزمة من الإعفاءات الضريبية للمستثمرين للأجانب، لكن الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية عطّل كل الخطط.

ويقع أكثر من نصف رواسب المعادن النادرة في أوكرانيا -حاليًا- في مناطق تسيطر عليها القوات الروسية منذ عام 2022، إضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014.

وتُقدَّر قيمة احتياطيات الموارد المعدنية الموجودة في مناطق الجيش الروسي بأكثر من 6 تريليونات جنيه إسترليني (7.4 تريليون دولار)، ما يعادل 53% من إجمالي ثروات البلاد من المعادن.

كما تحتوي منطقة دنبرو القريبة من مواقع تقدُّم الجيش الروسي على 2.8 تريليون جنيه إسترليني (3.5 تريليون دولار) من الموارد المعدنية الإضافية.

وتُقدَّر قيمة المعادن التي تضمّها منطقة شبه جزيرة القرم وحدها قرابة 165 مليار جنيه أسترليني (204.4 مليار دولار)، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المتوقع أن تواجَه أيّ عمليات لتطوير واستغلال المعادن النادرة في أوكرانيا، بتحديات الوجود العسكري الروسي في هذه المناطق؛ ما قد يجعل استثمارات الشركات محفوفة بمخاطر عالية التصنيف.

ملخص:

تُقدَّر احتياطيات المعادن النادرة في أوكرانيا بنحو 15 تريليون دولار، لكن أكثر من نصفها يقع في مناطق يسيطر عليه الجيش الروسي ويصعب استغلالها، ومن أبرز هذه المعادن الليثيوم والغرافيت واليورانيوم والغاليوم.

موضوعات متعلقة..

• المعادن الحيوية في أوكرانيا تدعم تعافيها اقتصاديًا بعد الحرب (مقال)
• خسائر قطاع الكهرباء في أوكرانيا من حرب روسيا تقارب 9 مليارات دولار (تقرير)
• لعنة الوقود الأحفوري تصيب المعادن النادرة.. كم دعوى حقوقية في 12 عامًا؟ (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• مناقصة التنقيب عن النفط والغاز في الجزائر تجذب 36 شركة.. وتوقعات بإنتاج ضخم
• أسعار الغاز في أوروبا تصعد إلى أعلى مستوى خلال عامين
• العراق يكشف مصير 3 مشروعات طاقة بعد تهديدات ترمب (خاص)
• أكثر الدول العربية استيرادًا للألواح الشمسية الصينية في 2024

المصادر:

1. تقدير قيمة المعادن النادرة في أوكرانيا من إندبندنت البريطانية.
2. احتياطيات المعادن النادرة في أوكرانيا من موقع روبريكا المحلي.