أنبوب الغاز الجزائري النيجيري يشهد تطورًا مهمًا.. وعرقاب: سيُنفَّذ بأعلى المعايير

2025-02-11

0 312

شهد مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري تطورًا مهمًا من شأنه كسر الجمود والمضي قدمًا في تنفيذ المشروع العملاق، الذي يهدف لزيادة صادرات الغاز من أفريقيا إلى أوروبا.

واحتضنت الجزائر، اليوم الثلاثاء 11 فبراير/شباط (2025)، أعمال الاجتماع الوزاري الرابع للّجنة التوجيهية لمشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، التي شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات.

تمّ خلال الاجتماع، تقييم التقدم المُحرَز في تنفيذ خريطة طريق مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري المعتمدة خلال الاجتماعات السابقة في نيامي، وأبوجا، والجزائر.

وركّزت المناقشات، وفق بيان اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، على عدّة نقاط أساسية، أبرزها تحديث دراسة الجدوى، إذ تمّت المصادقة على تعيين مكتب الدراسات "بنسبن" (PENSPEN) لتنفيذ هذه المهمة.

أنبوب الغاز العابر للصحراء

تمّ خلال الاجتماع توقيع اتفاقيات تمويل وتنسيق مهمة من أجل المضي قدمًا في تنفيذ أنبوب الغاز العابر للصحراء، تضمنت تقاسم الدول الثلاث تكاليف تحديث دراسة الجدوى بالتساوي، مع ضمان تنفيذ المدفوعات بشفافية.

كما وقّعت الدول الثلاث اتفاقية عدم الإفصاح لضمان سرّية البيانات والمعلومات المتعلقة بمشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري.

وشارك في الاجتماع وزراء الطاقة والنفط للدول الثلاث المعنية بالمشروع:

وزير الطاقة والمناجم والطاقات المتجددة الجزائري محمد عرقاب
زير النفط في النيجر صحابي عومارو.
وزير الدولة لشؤون النفط وموارد الغاز في نيجيريا إكبيريكبي إيكبو.

كما حضر الاجتماع المدير العام لشركة "سوناطراك" الجزائرية، رشيد حشيشي، إلى جانب ممثلي شركة "سونيداب" النيجرية وشركة النفط الوطنية النيجرية "NNPC"، بالإضافة إلى فرق العمل التقنية والخبراء من الدول الثلاث، الذين عقدوا اجتماعًا تنسيقيًا تحضيريًا قبيل الاجتماع الوزاري.

أكد وزير الطاقة والمناجم الجزائري أن مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء يمثّل رؤية إستراتيجية تعكس التزام الدول الـ3 بالتعاون لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز أمن الطاقة على المستويين الإقليمي والعالمي.

وقال، إن المشروع ليس مجرد خط لنقل الغاز، بل هو مبادرة إستراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون بين الدول الثلاث، وتخدم شعوب المنطقة من خلال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما أنه يمثّل خطوة مهمة نحو ترسيخ مكانة أفريقيا بصفتها موردًا رئيسًا للطاقة على الساحة الدولية.

أنبوب الغاز النيجيري الجزائري

أشار الوزير عرقاب إلى أن مشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري سيتيح نقل ما بين 20 و30 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنويًا عبر خط أنابيب يمتد لأكثر من 4000 كيلومتر، يربط بين نيجيريا والنيجر والجزائر.

ويمتد الأنبوب من مدينة واري في جنوب نيجيريا عبر النيجر إلى مركز توزيع الغاز بمنطقة حاسي الرمل في الجزائر، وتصل ميزانيته إلى أكثر من 13 مليار دولار.

وأضاف: "بفضل البنية التحتية المتطورة التي تتمتع بها الجزائر، وخبراتها في مجالات نقل الغاز وإنتاجه، سنسهم بفعالية في إنجاح المشروع وفق أعلى المعايير التقنية".

جانب من أعمال الاجتماع الوزاري لجنة مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء — جانب من أعمال الاجتماع الوزاري للجنة مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء- الصورة من وزارة الطاقة الجزائرية

وسلّط عرقاب الضوء على الفوائد الكبيرة التي سيجلبها المشروع لسكان المناطق التي يعبرها خط الأنبوب، مشيرًا إلى أنه سيُسهم في فك العزلة عن هذه المناطق، وتعزيز البنى التحتية فيها.

وأكد أن المشروع سيخلق فرص عمل جديدة، ويسهم في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، إلى جانب تأمين احتياجات الطاقة على المستوى العالمي.

وجدّد وزراء الطاقة والنفط في الجزائر والنيجر ونيجيريا التزامهم الراسخ بالمضي قدمًا في تنفيذ المشروع الطموح، الذي يعكس رؤية مشتركة لتعزيز التكامل الإقليمي ودعم التنمية الاقتصادية في أفريقيا، مع تعزيز مكانة القارة بصفتها مصدرًا أساسًا للطاقة على الصعيد الدولي.

كانت الجزائر قد وقّعت في يوليو/تموز 2022 مذكرة تفاهم مع نيجيريا والنيجر لإنجاز دراسة الجدوى وتعميق الدراسات لإنجاز مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء.