التقاريرتقارير الكهرباءسلايدر الرئيسيةكهرباء

تحول الطاقة في أفريقيا مُهدد.. وهذه 3 مشروعات "زومبي"

هبة مصطفى

يواجه تحول الطاقة في أفريقيا تحديات جمة تجعله متأخرًا عن الركب العالمي، رغم الموارد الهائلة التي تمتلكها القارة للاندفاع نحو الطاقة المتجددة.

ومن بين عوامل ضاغطة عدّة، برز تهالك قطاع الكهرباء وتحوّله إلى ما يشبه "الزومبي" في صدارة هذه العوامل.

ويُقصد بمصطلح "زومبي" في الأساطير "الميت الحي"، إشارةً إلى أن قطاع الكهرباء قائم نظريًا، لكنه فعليًا يحتاج إلى خطة "إنعاش".

ولا يقتصر الأمر على توليد الكهرباء فقط، إذ كشفت ورقة بحثية اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) أن غالبية عناصر أنظمة الطاقة تعاني الأعراض ذاتها، بما يشمل: محطات التوليد، وشبكات وخطوط النقل، والأجهزة الكهربائية المستوردة والمستعملة.

واستشهدت الورقة البحثية بنماذج لنحو 3 مشروعات كهرباء أفريقية لا تؤدي مهمتها بالقدر المنوط بها، تجعلها مطابقة لمصطلح "المشروعات الزومبي".

تحول الطاقة في أفريقيا

يرتبط نجاح تحول الطاقة في أفريقيا بقدرة القارة السمراء على تجاوز تحديات قطاع الكهرباء بالكامل، عبر التخلص من المشروعات المتهالكة أو إجراء تطوير "فعلي" للبنية التحتية.

وفي خطوة أولى، يحتاج القطاع إلى تقييم نظام الطاقة بالكامل لحسم أمر أدواته القديمة، سواء بوقف عملها والتخلص منها نهائيًا أو صيانتها، خاصة أنها في الآونة الأخيرة تحولت إلى مصدر ضرر للبيئة والأهداف المناخية.

طفلان في الظلام خلال انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا
طفلان في الظلام خلال انقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا - الصورة من "thetimes"

ومن أمثلة ذلك: محطات الكهرباء العاملة بموارد الوقود الأحفوري مثل الفحم، والسدود القديمة المستعملة في توليد الطاقة الكهرومائية، أو شبكات الكهرباء وخطوط النقل، وكذلك الأجهزة المنزلية التي تُستورَد "مستعملة" من أوروبا وغيرها ولا تعمل بالكفاءة المطلوبة لتجنُّب الضغط على الشبكة.

ويشكّل استمرار عمل هذه الأدوات وفق حالتها الحالية إهدارًا للموارد، فضلًا عن ضررها البيئي المؤثّر سلبًا في تأخير تحقيق الأهداف المناخية، ما يجعلها عبئًا على مسيرة تحول الطاقة في أفريقيا، وفق الورقة التي أعدّها مركز كلين إير تاسك فورس (CATF)، وهو مؤسسة بحثية بيئية داعمة لسياسات المناخ.

وتعكس مواصلة العمل بهذه المرافق "فجوة" بين مساعي تلبية الطلب والأهداف البيئية للتحول، خاصة في ظل ضعف مهارات وإمكانات التخطيط والتنفيذ وإدارة الموارد.

3 مشروعات كهرباء أفريقية "زومبي"

استعانت مؤسسة "كلين إير تاسك فورس" في تقريرها بـ3 مشروعات كهرباء أفريقية، بوصفها مثالًا على أنظمة الطاقة "الزومبي".

  • سد كاريبا

يعدّ مشروع سد كاريبا مشتركًا لإنتاج الطاقة الكهرومائية بين كل من زيمبابوي وزامبيا.

ورغم أهمية المشروع، فإن تعرُّضه لأعطال فنية وحاجته المتواصلة إلى الصيانة وتطوير التقنيات القديمة، قلّصت فاعليته وإنتاجه، ومؤخرًا زادت مشكلات مشروع سد كاريبا مع فشله في الصمود أمام موجات الجفاف.

ويعكس هذا الفشل ضرورة عدم الاعتماد على بنية تحتية متهالكة وشديدة التأثر بالتغيرات المناخية، وفق موقع إي إس آي أفريكا.

تحديثات في سد كاريبا
تحديثات في سد كاريبا - الصورة من Studio Pietrangeli
  • شبكة الكهرباء النيجيرية

تمثّل شبكة الكهرباء النيجيرية نموذجًا لسوء الإدارة والتخطيط، إذ تبلغ قدرة الخطوط على نقل الإمدادات 7.5 غيغاواط فقط من الكهرباء، رغم ضم الشبكة قدرة توليد تصل إلى 16 غيغاواط.

ورغم توافر القدرة الكهربائية، لم تفلح الشبكة في التعامل مع ضعف قدرة النقل، ما أدى في نهاية المطاف إلى عدم الاستفادة بشكل جيد من الإمدادات المتوفرة.

وواجهت الشبكة النيجيرية 222 انهيارًا (جزئيًا وكليًا)، خلال المدة من يناير/كانون الثاني 2010 حتى يونيو/حزيران 2022.

  • محطات الفحم الجنوب أفريقية

تفتقر محطات توليد الكهرباء بالفحم في جنوب أفريقيا إلى الخضوع للصيانة، ما يؤدي إلى استمرار الانقطاعات وتخفيف الأحمال.

وخلال عام 2023 وحده، تراوح انقطاع الكهرباء في البلاد بين ساعتين و12 ساعة يوميًا.

وانخفض توافر الكهرباء لدى مرفق "إسكوم" الحكومي، من 75% عام 2014 إلى 58% في 2023.

وتشكّل نسبة المحطات القديمة والمتهالكة منخفض الكفاءة التشغيلية 85% من محطات الفحم الجنوب أفريقية.

إنقاذ أنظمة الكهرباء الأفريقية

قدّمت الورقة البحثية "وصفة" لإنقاذ أنظمة الكهرباء الأفريقية ونشر الطاقة النظيفة عبر الآتي:

  1. الاهتمام بالإطار التنظيمي والرقابة، لضمان المحاسبة وكفاءة التشغيل.
  2. نشر مبادرات كفاءة الطاقة والتطوير الصناعي ومنع هدر الإمدادات.
  3. توفير التمويل اللازم لتطوير الشبكة وتحديثها وتعزيزها بمصادر الطاقة المتجددة عبر وسائل مبتكرة، مثل: السندات الخضراء، والشراكات بين القطاع العام والخاص.

وذكر التقرير أن دعم مسيرة تحول الطاقة في أفريقيا، عبر التعامل مع أنظمة الكهرباء المتهالكة، يوفر الاستثمارات ويقلّص الانبعاثات.

وخاضت غانا تجربة ثرية في هذا الشأن عبر تقسيم الأجهزة حسب قدرتها وكفاءتها، ما جنَّب بنية الكهرباء التحتية خسائر قد تصل إلى 105 ملايين دولار، ووفَّر ما يزيد على 120 ميغاواط، بجانب تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمعدل 110 ألف طن سنويًا.

وتتضمن خطة الإنقاذ التوازن بين تحديث البنية التحتية وأهداف التطوير، وبحث الحلول غير المركزية مثل الشبكات الصغيرة (مثل كينيا) لكهربة الريف، بالإضافة إلى نشر الأجهزة الموفرة للاستهلاك.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تحول الطاقة في أفريقيا مع تهالك أنظمة الكهرباء، من ورقة مركز "كلين إير تاسك فورس" البحثية.
  2. مشروعات كهرباء أفريقية متعثرة في البنية التحتية والإنتاج، من إي إس آي أفريكا.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق