يعدّ تخفيض استثمارات الهيدروجين الأخضر وإرجاء خطط مشروعاته من بين الخيارات المعدودة أمام الشركات المطورة، لتجاوز تحديات المرحلة الصعبة التي مرّت بها الصناعة خلال العام الماضي 2024.
ولجأت شركة بريطانية إلى تقليص مخصصات الإنفاق على الهيدروجين، في محاولة لمسك العصا من منتصفها، بعدما طالب المساهمون بالتخلّي عن خطط التطوير تمامًا.
ووفق تحديثات خطط الشركات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تحتفظ شركة جونسون ماثي -التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها- بأنشطة الهيدروجين الأزرق مع محاولة تقليص الخسائر الناجمة عن تباطؤ نمو الوقود الأخضر.
ويعدّ قرار الشركة البريطانية بخفض استثمارات الهيدروجين استكمالًا لسلسلة من الاضطرابات التي واجهت المطورين العام الماضي، في ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج، واضطراب سلسلة التوريد، والفشل بتأمين اتفاقيات شراء طويلة الأمد.
استثمارات الهيدروجين
قررت شركة جونسون ماثي البريطانية تقليل حجم استثمارات الهيدروجين الأخضر بنسبة 83%، بدءًا من أبريل/نيسان المقبل.
وتخصص الشركة 5 ملايين جنيه إسترليني سنويًا (6.25 مليون دولارًا أميركيًا) لتطوير الهيدروجين، انخفاضًا عن التزامها السابق البالغ 30 مليون جنيهًا إسترلينيًا.
وتسعى الشركة العاملة في الكيماويات والتقنيات المستدامة، عبر هذه الخطوة، إلى احتواء مساهميها الراغبين في بيع أنشطة الهيدروجين، وفق موقع هيدروجين إنسايتس.
وضغطت شركة "ستاندرد إنفستمنتس" باتجاه خفض "جونسون ماثي" استثمارات الهيدروجين، وإعادة النظر في إستراتيجية مجلس إدارة الشركة وتعديلها، والتركيز على تنمية العائد النقدي، حسب موقع إنرجي نيوز.
وبالإضافة لذلك، لم تنجح الشركة في تلبية جلب العائدات والأرباح التي توقّعها المحللون، للنصف الأول من العام الماضي، حسب رويترز.
وتؤدي تخفيضات الاستثمارات إلى تعليق توسُّع الشركة في تطوير بعض التقنيات، ومن بينها: تصنيع أغشية المحفزات، وخلايا الوقود، وبعض مكونات المحللات الكهربائية العاملة بغشاء التبادل البروتوني.
ورغم فجوة التخفيض الكبيرة وتأثيرها في أعمال الشركة، فإن "جونسون ماثي" تستبعد بيع وحدتها المعنية بتطوير الهيدروجين الأخضر.
وسبق أن قلّصت الشركة بعض أعمال وحدة تقنيات الهيدروجين العام الماضي، ما أدى إلى إرجاء الإنتاج من محطة "سي سي إم" في رويستون بإنجلترا.
وتأتي هذه الانتكاسة بعدما كانت الشركة تتبنّى خططًا طموحة لرفع طاقة إنتاج المحطة، من 2 إلى 5 غيغاواط.
خطط شركات الهيدروجين
لم تكن شركة "جونسون ماثي" صاحبة سبق في تخفيض استثمارات الهيدروجين وتقليص خططه ومشروعاته، إذ سبقتها شركات أوروبية وأميركية وأسترالية عدّة خلال العام الماضي.
وخسرت شركة بلج باور (Plug Power) الأميركية 262.3 مليون دولار خلال الربع الثاني من العام الماضي، ما يعكس اتّساعًا لنطاق الخسائر بنسبة 11%.
وسجلت أسهم شركات الهيدروجين الأميركية والأوروبية تراجعًا إلى ما يقرب النصف مع تسجيل خسائر ربع سنوية، ومن بين هذه الشركات: بلج باور الأميركية، وبالارد باور سيستمز الكندية، وغرين هيدروجين سيستمز الدنماركية.
وهبطت أسهم شركات: (نيل النرويجية، وبلوم إنرجي الأميركية، وآي تي إم باور الأميركية) إلى الثلث.
وعلى صعيد المشروعات، فجّرت شركة إكوينور النرويجية مفاجأة بإلغاء مشروع خط أنابيب لنقل الهيدروجين إلى ألمانيا، بعد قفزة تكلفته من 3.3 إلى 6.70 مليار دولار، ضعف الطلب على الوقود النظيف.
وأعلنت شركة شل العالمية خطوة مماثلة، بإلغاء مشروع لإنتاج 1200 طن متري من الهيدروجين منخفض الكربون بحلول 2030، نظرًا لضعف الطلب العالمي وعدم الصناعة إلى "سوق واقعية".
وشهد العام الماضي أيضًا توقُّف مشروعات عدّة في أستراليا، منها: مشروع "هاي إنرجي" لشركة بروفينس ريسورسز، بسبب تأخُّر حكومة ولاية أستراليا الغربية في تخصيص الأراضي.
وتخارجت شركة من مشروع "هانتر فالي" بولاية نيو ساوث ويلز، في حين تخلّت شركة "وودسايد" عن مشروع في ولاية بنسلفانيا.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج الهيدروجين في بريطانيا.. إستراتيجية لخفض الانبعاثات وجذب الاستثمارات (تقرير)
- مشروعات الهيدروجين في 2024.. زخم متصاعد مع ضعف الالتزامات الاستثمارية
- سوق الهيدروجين الأوروبية في 2024.. خطط ومشروعات 5 شركات ترجع للخلف
اقرأ أيضًا..
- المفاعلات المعيارية الصغيرة تكتسب زخمًا.. دول أفريقية وعربية تنضم للسباق
- انخفاض إنتاج الغاز الطبيعي بـ4 دول عربية.. وزيادة في الجزائر (رسوم بيانية)
- كم تبلغ نسبة مصر في حقل ظهر؟
المصادر:
- خفض استثمارات الهيدروجين الأخضر لشركة جونسون ماثي البريطانية، من هيدروجين إنسايتس.
- مطالب المساهمين لشركة تقنيات الهيدروجين البريطانية، من إنرجي نيوز.
- فشل الشركة في تحقيق توقعات المحللين للإيرادات والأرباح، من رويترز.