تستكشف السعودية فرصًا لتصدير الهيدروجين إلى 3 دول أوروبية، في إطار مساعي المملكة إلى أداء دور حيوي في إمدادات جميع أنواع مصادر الطاقة في المستقبل.
وفي هذا الإطار، وقّعت الرياض وروما مذكرة تفاهم على هامش زيارة رئيسة وزراء إيطاليا إلى المملكة للتعاون في مجالي الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.
وتهدف مذكرة التفاهم التي وقّعتها شركات متخصصة في كلا البلدين، وفق بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إلى استكشاف سبل التعاون الممكنة وفرص الاستثمار المشترك بهدف إنشاء سلسلة توريد دولية توفر إمدادات موثوقة وفعالة من حيث التكلفة من الهيدروجين الأخضر وتمتد من السعودية إلى الاتحاد الأوروبي.
وتتمتع المملكة بموارد هائلة من الطاقة المتجددة، ومكانة مميزة لإنتاج الهيدروجين الأخضر والهيدروجين الأزرق عبر تقنية احتجاز الكربون واستعماله وتخزينه؛ إذ تستهدف إنتاج ما يقرب من 2.9 مليون طن من الهيدروجين بحلول عام 2030، بتكاليف تنافسية للاستعمال المحلي والتصدير.
تصدير الهيدروجين الأخضر من السعودية
يتضمن التعاون بين الرياض وروما دراسة إمكان تطوير محطة لاستيراد الأمونيا الخضراء في إيطاليا لتسهيل تصدير الهيدروجين الأخضر من السعودية إلى الاتحاد الأوروبي عبر ممر الهيدروجين الجنوبي (South H2) وهو مشروع يبلغ طوله 3300 كيلومتر، ويصل إلى وسط أوروبا ممتدًا عبر إيطاليا والنمسا وألمانيا.
وتهدف "سنام"؛ وهي شركة إيطالية متعددة الجنسيات رائدة في مجال تطوير البنية الأساسية للغاز الطبيعي، إلى تطوير بنية تحتية متعددة الأنماط على مستوى القارة الأوروبية؛ بما يُسهم في تعزيز أمن الطاقة، وتسريع مسار التحوّل نحو تحقيق الحياد الكربوني.
وستتولى الشركات السعودية في إطار هذه الشراكة دور المطور والمستثمر والمشغل لمرافق إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء في المملكة.
وتتطلّب أهداف الاتحاد الأوروبي الطموحة لإزالة الكربون اتخاذ إجراءاتٍ حاسمة في جميع قطاعات الإنتاج، والتي تنطوي على الاستعمال العملي والفعال والسريع لجميع التقنيات المتاحة.
ويؤدي الهيدروجين دورًا محوريًا في تحقيق هذه الأهداف؛ لذا تعمل إيطاليا على متابعة فرص التطوير في هذا المجال من خلال اتفاقياتٍ تهدف إلى تطوير محطة استيراد الأمونيا وتتوافق مع تطوير مشروع ممر الهيدروجين الجنوبي (SouthH2).
مشروع نيوم
تعوّل المملكة على مشروع نيوم بوصفه أكبر منشأة في العالم لإنتاج الهيدروجين الأخضر تعمل المملكة على تطويرها؛ إذ من المتوقع أن يلبّي 10% من المستهدفات العالمية لإنتاج الهيدروجين، بما يتماشى مع أهداف مبادرة السعودية الخضراء لتعزيز مصادر الطاقة النظيفة وتقليل انبعاثات الكربون.
وتأتي مذكرة التفاهم الجديدة بعد أيام من توقيع وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، مذكرة تفاهم مع وزير البيئة وأمن الطاقة في إيطاليا جيلبرتو بيكيتو فراتين، تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
وتركز مذكرة التفاهم على مجالات حيوية تشمل تحولات وأمن الطاقة، والطاقة المتجددة، والربط الكهربائي، وكفاءة الطاقة، والطاقة الحرارية الأرضية، إلى جانب الحد من انبعاثات الميثان، وتعزيز حلول تخزين الكهرباء والنفط والغاز والوقود التقليدي والانتقالي.
كما تتناول المذكرة تعزيز استقرار وموثوقية أسواق البترول والغاز الطبيعي وتقليل التقلبات فيها، وتحسين أمن إمدادات الطاقة وسلاسل الإمداد.
وتشمل المذكرة أيضًا مجالات الابتكار والتكنولوجيا مثل تطوير مشروعات الهيدروجين، وتنفيذ الحلول المتعلقة بالحد من آثار تغير المناخ، بما في ذلك الاقتصاد الدائري للكربون، واحتجاز الكربون واستعماله وتخزينه.
وكان وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، قد أكد، في تصريحات مؤخرًا، أن هدف المملكة من التحول الذي تنفذه في قطاع الطاقة هو الوصول إلى إنتاج وتصدير جميع أنواع الطاقة والمواد المصنعة، لتعزيز التنوع الاقتصادي وتعظيم القيمة الاقتصادية للموارد التي تملكها، وتعزيز مرونة سلاسل الإمداد، من خلال تطبيق نهج شامل يتمثّل في الاقتصاد الدائري للكربون.
وقال، حول خطط المملكة للريادة في إنتاج الهيدروجين وتصديره: "المملكة في الواقع أكبر مصدر للهيدروجين، وحاليًا يجوب مسؤولو شركاتها العالم لتسويق هذا المنتج، ولا تزال السعودية تملك قدرات إضافية للتصدير"، مشددًا على أن بلاده جاهزة لتصدير الكهرباء النظيفة والهيدروجين الأخضر بأي حجم كان.
موضوعات متعلقة..
- خبراء: نقل الهيدروجين في أنابيب النفط والغاز يحمل 4 مخاطر كارثية
- نقل الهيدروجين في أنابيب الغاز يواجه تحديات.. والجزائر والمغرب يترقبان التجربة
اقرأ أيضًا..
- كم تبلغ نسبة مصر في حقل ظهر؟
- انخفاض إنتاج الغاز الطبيعي بـ4 دول عربية.. وزيادة في الجزائر (رسوم بيانية)
- أسعار ألواح الطاقة الشمسية في السعودية 2025 (خاص)
