وحدة أبحاث الطاقةالتقاريرتقارير دوريةرئيسية

4 أسباب تجعل السعودية دولة محورية في صناعة طاقة المستقبل

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • الغاز يؤدي دورًا رئيسًا في تطوير قطاع الهيدروجين بالسعودية
  • المملكة تنفّذ أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًا
  • السعودية تطلق مشروعات للطاقة الشمسية ضمن الأكبر عالميًا
  • المملكة تعثر على مكامن جديدة للمعادن مع جذبها الشركات العالمية

تمتلك السعودية موارد وإمكانات هائلة جعلت منها منذ دخول عصر النفط دولةً ذات دور محوري ومؤثّر بصورة رئيسة في تحركات سوق الطاقة العالمية.

ومع وجودها ضمن أكبر منتجي النفط ومصدّريه عالميًا، تسير البلاد نحو مواصلة الدور المحوري في صناعة طاقة المستقبل مع استغلال ثرواتها في ضخ استثمارات ضخمة بمجال الطاقة النظيفة.

وتسعى أكبر شركة نفط في العالم "أرامكو السعودية" إلى تحقيق الحياد الكربوني والحدّ من الانبعاثات الغازية المسبّبة للاحتباس الحراري في أعمالها التشغيلية بحلول عام 2050، وتحويل 4 ملايين برميل يوميًا من السوائل إلى مواد كيماوية بحلول 2030.

وترصد وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن) أبرز الأسباب التي تجعل من السعودية ذات دور محوري في صناعة طاقة المستقبل.

1- تطوير موارد الغاز خصوصًا غير التقليدي

تكثّف المملكة جهودها نحو استكشاف المزيد من موارد الغاز، خصوصًا تطوير مكامن النوع غير التقليدي، وهو ما يدعم زيادة الإنتاج لتلبية الطلب المحلي على الطاقة منخفضة الانبعاثات، والتصدير للخارج.

ويُنظر إلى الغاز الطبيعي بأنه وقود انتقالي لعصر الطاقة النظيفة، بالإضافة أنه يؤدي دورًا رئيسًا في تطوير قطاع الهيدروجين الأزرق والأمونيا بالسعودية، فضلًا عن دعم صناعة الكيميائيات عالية القيمة.

وفي عام 2023، ارتفع إجمالي طاقة معالجة الغاز الخام التقليدي وغير التقليدي في السعودية إلى 19.1 مليار قدم مكعبة يوميًا، مقابل 18.3 مليار قدم مكعبة يوميًا خلال 2022.

وكان حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2024 قد رصدَ نجاح المملكة في إضافة نحو 15 تريليون قدم مكعبة إلى الاحتياطيات المؤكدة لحقل الجافورة الضخم، لتصل إلى 229 تريليون قدم مكعبة، ويرصد الإنفوغرافيك التالي أبرز المعلومات عن الحقل:

حقل الجافورة السعودي

ويشار إلى أن حقل شمال المملكة هو أول مشروعات البلاد بمجال الغاز غير التقليدي، الذي يعود تشغيله رسميًا إلى عام 2018، وينتج نحو 240 مليون قدم مكعبة يوميًا للعملاء في مدينة وعد الشمال الصناعية.

كما نجحت السعودية عام 2023 في إنتاج أول غاز حبيس من حقل جنوب الغوار للغاز غير التقليدي، وتصل قدرة المعالجة إلى 300 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز الخام.

وتعمل المملكة على رفع قدرة المعالجة الإجمالية في المرافق العاملة جنوب الغوار لأكثر من الضعف عبر رفع إنتاج الحقل لـ750 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز قريبًا.

ويأتي ذلك مع مواصلة المملكة اكتشاف المزيد من مكامن الغاز، لتتصدّر الدول العربية العام الماضي، وفقًا لما جاء في حصاد وحدة أبحاث الطاقة، ويرصده الإنفوغرافيك أدناه:

أبرز اكتشافات النفط والغاز في الدول العربية خلال 2024

2- أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين عالميًا

ترى أرامكو أن الهيدروجين أحد العوامل الرئيسة التي ستغيّر قواعد اللعبة في مجال تحول الطاقة، وهو ما يبرز اهتمام المملكة نحو تطوير مشروعات لإنتاج الهيدروجين الأزرق والأخضر.

ومن المخطط استغلال جزء من الغاز المستخرج من حقل الجافورة الضخم لإنتاج الهيدروجين، مع سعي المملكة لتصدير 2.9 مليون طن سنويًا من الهيدروجين بنوعيه بحلول 2030، على أن ترتفع لـ3.5 مليونًا و4 ملايين طن سنويًا بحلول 2035.

وتنفّذ السعودية كذلك مشروعات لتطوير البنية التحتية لإنتاج الهيدروجين الأزرق، ويأتي منها تشغيل منشأة لإنتاج الهيدروجين والبخار والكهرباء في مصفاة جازان بتكلفة استثمارية 12 مليار دولار.

ويشار إلى أن أرامكو نجحت في عام 2020 بشحن 40 طنًا من الأمونيا الزرقاء عالية الجودة إلى اليابان، واستُعملت لإنتاج كهرباء منخفضة الانبعاثات الكربونية، وكانت تلك الخطوة الأولى عالميًا.

كما صدّرت في عام 2022 أول شحنة تجارية من الأمونيا الزرقاء عالميًا، بكمية بلغت 25 ألف طن إلى كوريا الجنوبية، بالتعاون مع شركة سابك للمغذّيات الزراعية.

وفي السياق ذاته، تنفّذ المملكة أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر عالميًا، ومن المخطط بدء تشغيله تجاريًا بحلول 2026، على أن يخصّص كامل إنتاجه للتصدير، وفقًا لما يرصده الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم

3- مشروعات ضخمة في الطاقة المتجددة

شهدت السنوات الأخيرة إطلاق المملكة العديد من مشروعات الطاقة الشمسية ضمن الأكبر عالميًا، في الوقت الذي يصل فيه مستويات الإشعاع الشمسي إلى 3.24 ألف ساعة سنويًا، وهي من بين الأعلى عالميًا، كما تتمتع بسرعة رياح ساحلية تبلغ 6 و8 أمتار في الثانية.

وقفزت قدرة توليد الكهرباء من المصادر المتجددة في السعودية، لتصل إلى 2.689 غيغاواط بنهاية عام 2023، مقابل 0.843 غيغاواط خلال 2022.

ويدعم ذلك مخطط البلاد بالتخلص من استعمال الوقود السائل بمزيج توليد الكهرباء، ليتوزع ما بين 50% للغاز و50% للطاقة المتجددة، إذ تسعى المملكة إنتاج نحو 58.7 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.

ولدى السعودية أكثر من محطة طاقة متجددة عاملة، تتقدمها المرحلة الأولى من محطة سدير للطاقة الشمسية بطاقة 1500 ميغاواط،، وفقًا لما يرصده الإنفوغرافيك التالي:

محطات الطاقة المتجددة في السعودية

وفي الوقت ذاته، تنفّذ المملكة أكثر من محطة ضخمة، ويتقدمها مشروع الشعيبة بطاقة 2.63 غيغاواط، والمتوقع تشغيلها على مرحلتين خلال 2025.

وهناك محطة الرس 2 للطاقة الشمسية بسعة تصل إلى 2 غيغاواط تنفّذها البلاد، بعد أن نجحت شركة أكوا باور السعودية في 2024 بالتشغيل التجاري لمحطة الرس 1 للطاقة الشمسية الكهروضوئية بسعة 700 ميغاواط.

وتشهد المنطقة الوسطى بالمملكة تنفيذ محطة الكهفة للطاقة الشمسية بطاقة 1.42 غيغاواط، بالإضافة إلى تنفيذ محطتَي سعد 1 و 2 للطاقة الشمسية في الرياض، بسعة إجمالية 1.425 غيغاواط.

4 - استكشاف المعادن

رصد حصاد وحدة أبحاث الطاقة لعام 2024 تحركات مكثفة للسعودية، لجذب العديد من الشركات العالمية للبحث عن الثروات التعدينية في باطن أراضيها.

وفازت 3 تحالفات لشركات عالمية العام الماضي بـ3 رخص جديدة ضمن الجولة الرابعة للتنقيب عن المعادن في مواقع بئر عمق وجبل الصهابية وأم حديد، وتحتضن رواسب معدنية من النحاس والزنك والرصاص والفضة.

كما أرست السعودية 6 مواقع تعدينية على شركات من خلال منافسة وُصِفت بأنها الأضخم على مستوى المملكة، باستثمارات تجاوزت 136 مليون ريال (36.25 مليون دولار)، وتحتوي على معادن النحاس، والزنك، والذهب، والرصاص.

ومع بداية العام الجاري، أعلنت السعودية عثورها على مكامن جديدة للذهب والنحاس قابلة للاستخراج بـ3 أماكن تقع بمنطقة شيبان، ولكن الاستكشاف ما يزال في مراحله المبكرة.

وبحسب النتائج التحليلية المتوفر حاليًا، هناك تقاطعات واسعة النطاق لترسبات الذهب في وادي الجو، وترسبات الذهب والنحاس في جبل شيبان، على أعماق ما بين 20 مترًا و200 متر.

كما تشير نتائج الحفر إلى وجود قوي للذهب في منجم منصورة ومسرة، وامتداد عالي الجودة في العمق، إذ تُظهر وجود تقاطعات مهمة لتكوينات معدنية عالية الجودة، على أعماق تصل إلى 220 مترًا.

وتحتضن السعودية العديد من الموارد المعدنية التي تتخطى 50 معدنًا، ومنها الذهب والنحاس والفوسفات والبوكسايت ومعادن الأساس، وكلّها تدخل في صناعة تحول الطاقة والسيارات الكهربائية.

وتخطط المملكة زيادة إجمالي الناتج المحلي لقطاع التعدين إلى 47 مليار دولار بحلول عام 2030، و75 مليار دولار بحلول عام 2035.

وفي الإطار نفسه، تسعى السعودية للاستفادة من احتياطيات اليورانيوم لديها في إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية؛ فبحسب بيانات رسمية، لدى المملكة جبلان يحتويان على العديد من المعادن النادرة، مثل اليورانيوم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. مشروعات الطاقة النظيفة وقطاع التعدين والغاز من حصادة وحدة أبحاث الطاقة
  2. مكامن الغاز غير التقليدي والاكتشافات من أرامكو ووزارة الطاقة السعودية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق