أول روبوت حفر كهربائي "الدودة الأقوى في العالم".. ما القصة؟
دينا قدري
طوّرت شركة سويسرية ناشئة أول روبوت حفر كهربائي يمكنه توليد الطاقة الحرارية الأرضية، عن طريق تشغيله آليًا بالكامل والحفر تلقائيًا في طبقات مختلفة من الأرض.
ووفق تحديثات قطاع التكنولوجيا لدى منصة الطاقة المتخصصة، يهدف هذا الحفّار الآلي إلى المساعدة في جعل الطاقة المحبوسة داخل الأرض أرخص وأسهل في الاستفادة منها.
ويُطلق على الروبوت الجديد، الذي طوّرته شركة بوروبوتيكس السويسرية (Borobotics)، اسم "الدودة الأقوى في العالم".
وعلى الرغم من إمكاناته الواضحة، فإن الروبوت ما يزال في أيامه الأولى، إذ تعمل الشركة حاليًا على تطوير أول نموذج أولي عملي لها.
وبفضل أول دفعة تمويلية كبيرة لها، تتطلع "بوروبوتيكس" إلى اختبار الروبوت في ظروف حقيقية خلال العام الجاري (2025).
مواصفات أول روبوت حفر كهربائي
تحدَّث المؤسس المشارك لشركة بوروبوتيكس، موريتز بيل، عن أول روبوت حفر كهربائي لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية، قائلًا: إن "الحفر سيصبح ممكنًا في الممتلكات، إذ كان من غير الممكن تصوُّر ذلك اليوم- الحدائق الصغيرة ومواقف السيارات، وربما حتى الطوابق السفلية".
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، يبلغ قُطر الروبوت المدمج -الذي يحفر بسرعة وهدوء عبر الأرض، في مساحات صغيرة نسبيًا- ما بين 6 و8 أمتار مربعة، أي أقل بنسبة 84% من المنافسين.
كما يُلقَّب روبوت الحفر الجديد بـ"غرابوفسكي"، ويُمكن أن يعمل إعداد الحفّار بالكامل آليًا دون تدخُّل بشري، حتى إن رأس الحفر يتضمن أجهزة استشعار يمكنها الكشف باستمرار عن المادة التي يحفر من خلالها؛ ما يسمح للحفّار بتغيير الاتجاه آليًا أو إيقاف الحفر تمامًا إذا اصطدم بشيء مثل خزان مياه أو غاز.
علاوةً على ذلك، يعمل الحفّار بالكهرباء فقط، على عكس النماذج التقليدية التي تعمل بالوقود.
ومع ذلك، وعلى الرغم من مزاياه الواضحة، فإن الحفّار ليس خاليًا من العيوب؛ إذ يُعدّ أقل قوة من الحفّارات الأكبر، كما يميل إلى أن يكون أبطأ، ولا يمكنه الحفر أقصى من عمق 500 متر، بحسب ما أفادت به منصة "ذا نكست ويب" (The Next Web).
لكن بالنسبة لسوق "بوروبوتيكس" المستهدفة، فإن هذا أكثر من كافٍ، كما تقول الشركة.
الطاقة الحرارية الأرضية
تريد شركة "بوروبوتيكس" الاستفادة من سوق الطاقة الحرارية الأرضية الضحلة، بدلًا من سوق الآبار العميقة التقليدية.
وبينما تسعى أغلب الشركات الناشئة في مجال الطاقة الحرارية الأرضية إلى توليد الكهرباء على نطاق واسع من خلال الحفر على عمق عدّة كيلومترات تحت قشرة الأرض، فإن شركة "بوروبوتيكس" تعمل على حفر آبار سطحية.
وقال المؤسس المشارك لشركة بوروبوتيكس، موريتز بيل: "في العديد من الدول الأوروبية، على عمق 250 مترًا، يكون متوسط درجة الحرارة 14 درجة مئوية، هذا مثالي للتدفئة الفعّالة في الشتاء، مع كونه باردًا بدرجة كافية لتبريد المبنى في الصيف".
وتزعم شركة بوروبوتيكس أن الروبوت "غرابوفسكي" فعّال للغاية في استعمال الموارد، ويحتاج إلى الحدّ الأدنى من الصيانة، نظرًا لحجمه الصغير.
وقال بيل -الذي أسّس الشركة في عام 2023-: "يصل فريق صغير إلى الموقع بشاحنة سبرينتر (Sprinter) تحتوي على كل ما هو ضروري للحفر.. ويضبطون الحفّار في نصف يوم، ومن ثم يعمل آليًا".
ويتوقع بيل أن يتمكن شخص أو شخصان من التعامل مع ما يتراوح من 10 مواقع حفر إلى 13 موقعًا في آنٍ واحد.
وإذا كان هذا صحيحًا، فهذا يعني أن شركات الحفر يمكنها تغطية مساحة أكبر في وقت أقل، حتى لو كان "غرابوفسكي" أكثر بطئًا من الحفّارات التي تعمل بالوقود الأحفوري.
الطلب على المضخات الحرارية الأرضية
كما تستهدف شركة "بوروبوتيكس" الاستفادة من الطلب المتزايد على المضخات الحرارية الأرضية، التي عادةً ما تستعمل شبكة من الأنابيب الجوفية لنقل الحرارة من تحت الأرض إلى هيكل أو مبنى على السطح.
وعادةً ما يكون هذا النظام متصلًا بمضخة حرارية مصممة خصوصًا، ويمكن للنظام تسخين المبنى أو تبريده طوال العام، باستعمال الأرض، بدلًا من الهواء، بوصفها بيئة لتبادل الحرارة، وفق ما نقلته منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ" (Interesting Engineering).
وقال الشريك الإداري في شركة أندرغراوند فينتشرز (Underground Ventures)، تورستن كوليند: "إن إمكانات المضخات الحرارية الأرضية لإزالة الكربون من أوروبا كبيرة، ما دامت التكلفة منخفضة".
وأضاف: "في اللحظة التي يحدث فيها ذلك، تصبح السوق مفتوحة".
شركة أندرغراوند فينتشرز الدنماركية هي أول شركة رأس مال مُخاطر في العالم، مخصصة بالكامل لتمويل الشركات الناشئة في مجال تكنولوجيا الطاقة الحرارية الأرضية.
وقد قادت الشركة جولة التمويل الأولي لشركة "بوروبوتيكس" بقيمة 1.38 مليون يورو (1.43 مليون دولار)، التي أُعلِنَت هذا الأسبوع.
وقال كوليند: "تتمتع أوروبا بظروف حرارية أرضية ممتازة، وعلى عكس أميركا، لديها أيضًا تقليد قوي للتدفئة المركزية".
ويعتقد كوليند أن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يدفع المستثمرون وصنّاع السياسات في أوروبا كل شيء في تكنولوجيا الطاقة الحرارية الأرضية.
وأضاف: "على عكس الغاز الطبيعي والفحم، فهي خالية من الوقود الأحفوري.. وعلى عكس الرياح والطاقة الشمسية، فهي تعمل دائمًا.. وعلى عكس الطاقة النووية، فهي حميدة جيوسياسيًا".
موضوعات متعلقة..
- مشروعات الطاقة الحرارية الأرضية.. كيف تسهم صناعة النفط والغاز في خفض التكاليف؟
- الطاقة الحرارية الأرضية قد تلبي 15% من نمو الطلب على الكهرباء بحلول 2050
- قدرة الطاقة الحرارية الأرضية قد ترتفع 92% عالميًا.. و10 دول تقود الزيادة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- التنقيب عن النفط الإيراني يشهد انفراجة.. الأولى من نوعها منذ 5 سنوات
- 6 شحنات غاز مسال أميركية تغير وجهتها خلال أسبوع.. ما السبب؟
- هل نجاح تحول الطاقة مرهون بالربحية؟.. دروس من الهيدروجين والرياح البحرية
- إطلاق ابتكارين لتخزين الكهرباء.. أحدهما محطة محمولة
المصادر:
- أول روبوت حفر كهربائي لتوليد الطاقة الحرارية الأرضية من منصة "ذا نكست ويب".
- معلومات إضافية عن الحفار الكهربائي من منصة "إنترستينغ إنجينيرينغ".
- مواصفات الحفار الكهربائي من الموقع الرسمي لشركة "بوروبوتيكس".