التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

تحول الطاقة في أستراليا يصطدم بارتفاع التكاليف وتقطّع إمدادات المصادر المتجددة (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • أسعار الكهرباء في أستراليا ارتفعت بأكثر من الثلث في غضون 5 سنوات فقط
  • • في المتوسط توفر مزارع الرياح 26% فقط من قدرتها القصوى خلال مواسم معينة
  • • أستراليا ستحتاج إلى 15 غيغاواط من المحطات العاملة بالغاز لاستقرار الشبكة
  • • تحقيق 82% من الطاقة المتجددة يتطلب توسعًا غير مسبوق لشبكة النقل في أستراليا

يصطدم تحول الطاقة في أستراليا بارتفاع التكاليف وتقطّع إمدادات المصادر المتجددة ومشكلات تخزين الكهرباء وشبكات النقل.

وتسعى الحكومة الأسترالية لتحقيق 82% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، ما يمهّد الطريق لإصلاح جذري لمشهد الطاقة في البلاد، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتستند الخطة، التي تدعمها وعود بتوفير طاقة أنظف وأرخص ثمنًا، إلى نشر سريع لقدرات الرياح والطاقة الشمسية، وتوسعات ضخمة في الشبكة، وحلول تخزين مبتكرة.

ورغم هذه الأهداف الطموحة، تلوح أسئلة مهمة بشأن الموثوقية، والقدرة على تحمُّل التكاليف والجدوى الهندسية لتحول الطاقة في أستراليا.

ارتفاع أسعار الكهرباء في أستراليا

ارتفعت أسعار الكهرباء في أستراليا بأكثر من الثلث في غضون 5 سنوات فقط، دون أيّ علامات على التراجع.

في المقابل، تعثّرت الوعود بأن الطاقة المتجددة ستخفض التكاليف في مواجهة حقائق اقتصاد الشبكة، وتحقّق تحوُّل الطاقة في أستراليا.

وتتطلب مصادر الطاقة المتجددة، على الرغم من خلوُّها من تكاليف الوقود، بُنية تحتية واسعة النطاق للتوليد والتخزين، وهي التكلفة التي تنتقل حتمًا إلى المستهلكين.

الألواح الشمسية في مزرعة بولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية
الألواح الشمسية في مزرعة بولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية - الصورة من صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد

ويشمل متوسط فاتورة الكهرباء حاليًا ما يقرب من 35% للطاقة بالجملة، و10% للنقل، و35% للتوزيع، و10% للرسوم البيئية.

وقد كلّفت هذه الخطط الخضراء وحدها الأستراليين أكثر من 126 مليار دولار منذ عام 2013.

إضافة إلى الضغوط، فإن محطات التوليد العاملة بالفحم -المسؤولة تاريخيًا عن توفير الكهرباء المستقرة ومنخفضة التكلفة- يتوقف تشغيلها بسرعة.

وقد أُغلقت 10 محطات عاملة بالفحم في العقد الماضي، ولم يتبقَّ سوى 15 محطة عاملة، ومن المقرر إغلاق معظمها بحلول عام 2035.

ويطرح استبدال هذه المرافق بالطاقة المتجددة المعتمدة على الطقس تحديًا أساسيًا: ضمان إمدادات الكهرباء المستمرة عندما لا تشرق الشمس ولا تهب الرياح.

تقطُّع طاقة الرياح والطاقة الشمسية

على عكس الفحم والغاز، لا يمكن إرسال مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية عند الطلب.

بدورها، توفر مزارع الرياح، في المتوسط، 26% فقط من قدرتها القصوى خلال مواسم معينة، وتتيح مزارع الطاقة الشمسية -على الرغم من كونها أكثر اتّساقًا- نسبة 30% فقط سنويًا.

في يونيو/حزيران 2023، انخفض توليد طاقة الرياح في سوق الكهرباء الوطنية الأسترالية إلى أقل من 15% من قدرتها القصوى لمدة تصل إلى أسبوع.

وتُظهر مثل هذه السيناريوهات الضعف المتأصل في الشبكة التي تعتمد بشكل كبير على مصادر الطاقة المتقطعة.

في المقابل، توضَع محطات الكهرباء العاملة بالغاز والبطاريات وأنظمة الطاقة الكهرومائية التي تُضَخّ حلولًا احتياطية للتعويض.

ورغم ذلك، تأتي هذه التقنيات مع القيود والتكاليف، ويظل الغاز ضروريًا لسدّ فجوات التوليد، خصوصًا خلال أوقات طويلة من انخفاض الناتج المتجدد.

بحلول عام 2050، تشير التوقعات إلى أن أستراليا ستحتاج إلى 15 غيغاواط من المحطات العاملة بالغاز لاستقرار الشبكة.

لذلك، يتطلب تحقيق الحياد الكربوني الاعتماد بشكل كبير على الوقود الأحفوري في هذه الأثناء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

التخزين وتحول الطاقة في أستراليا

يواجه تخزين الكهرباء في أستراليا، الذي يُروَّج له بصفته المحور الرئيس للتكامل المتجدد، عقبات كبيرة، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتهيمن بطاريات الليثيوم أيون على المشروعات العاملة على نطاق الشبكة، ولكنها تقتصر عادةً على أوقات تفريغ مدّتها 4 ساعات.

وفي حالات الانقطاع الأطول أو "الركود المظلم"، توفر الطاقة الكهرومائية المُضَخَّة تخزينًا أطول، ولكنها مقيّدة جغرافيًا وتتطلب تمويلًا مكثفًا.

وعلى الرغم من هذه الاستثمارات، لا يمكن لأيّ تقنية تخزين أن تغذّي مدينة مثل سيدني في ظل انقطاع الكهرباء لعدّة أيام.

محطة لوي يانغ لتوليد الكهرباء من الفحم بولاية فيكتوريا الأسترالية
محطة لوي يانغ لتوليد الكهرباء من الفحم بولاية فيكتوريا الأسترالية - الصورة من الغارديان البريطانية

وفي ولاية كاليفورنيا الأميركية -وهي سوق مماثلة ذات انتشار متجدد مرتفع-، يمكن للبطاريات العاملة على نطاق الشبكة التعامل مع ذروات المساء، ولكنها تفشل في أثناء النقص المطول.

ولدى تحديد موعد إغلاق آخر محطة نووية في الولاية، مُدِّدَت لضمان طاقة أساسية موثوقة.

وتعكس تحديات أستراليا هذا المأزق، ما يؤكد الصراع العالمي للتوفيق بين طموحات الطاقة المتجددة والقيود التقنية.

شبكة نقل الكهرباء في أستراليا

يتطلب تحقيق 82% من الطاقة المتجددة توسعًا غير مسبوق لشبكة نقل الكهرباء في أستراليا.

وتقدّر هيئة تشغيل سوق الطاقة الأسترالية إيه إي إم أوه (AEMO) أن 10 آلاف كيلومتر من خطوط النقل الجديدة ستكون مطلوبة بحلول عام 2050، ونصفها مطلوب في غضون العقد المقبل.

وشهدت مشروعات مثل هيوملينك - الذي يربط مدينة سيدني بمشروع سنووي 2.0 لتوليد الطاقة الكهرومائية، ارتفاعًا في التكاليف من مليار دولار إلى ما يقرب من 5 مليارات دولار.

وتهدد هذه النفقات، جنبًا إلى جنب مع التأخير والمعارضة البيئية، بعرقلة الجدول الزمني لدمج الطاقة المتجددة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق