يترقب منجم فوسفات أبوطرطور في مصر تنفيذ برنامج طموح من شأنه الاستغلال الأمثل للاحتياطيات الضخمة التي تصل إلى نحو 3 مليارات طن في إطار الخطط الحكومية الرامية إلى تعظيم الاستفادة من الموارد المعدنية.
ووضعت الحكومة، وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) خطة مستقبلية لتطوير قطاع التعدين؛ من أجل زيادة الصادرات إلى 10 مليارات دولار أميركي بحلول عام 2040، من 1.6 مليار دولار حاليًا.
وفي هذا الإطار، استقبل وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، محافظ الوادي الجديد اللواء محمد الزملوط، اليوم الإثنين (30 ديسمبر/كانون الأول 2024)، لبحث سبل التعاون والتكامل لتحقيق الاستغلال الأمثل لثروات خام الفوسفات والخامات التعدينية وتعظيم القيمة المضافة منها.
وتناول اللقاء خطط تطوير منجم فوسفات أبوطرطور والاستغلال الأمثل لاحتياطيات الموارد المعدنية في محافظة الوادي الجديد، ضمن إطار إستراتيجية الوزارة الرامية لتعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية.
التعدين في مصر
أوضح المهندس كريم بدوي أن الوزارة تكثّف جهودها في كل الاتجاهات لتطوير قطاع التعدين في مصر وإحداث نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي من خلال العمل التكاملي على تهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار.
وأشار إلى العمل على تطوير أساليب التعاقدات مع المستثمرين ونماذج استغلال المعادن، إذ اتُّخِذَت خطوات ناجحة في مجال نماذج استغلال معدن الذهب مع كبرى الشركات العالمية، وأن العمل يتقدم بشكل كبير بشأن مشروع قانون تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية، و يُناقَش برلمانيًا.
وأكد كريم بدوى أنه سيقوم بزيارة إلى محافظة الوادي الجديد خلال المدة المقبلة، ترافقه القيادات المسؤولة بقطاع البترول والغاز والثروة المعدنية، للعمل بوتيرة سريعة على التعاون مع المحافظة وسبل استغلال ثرواتها التعدينية ودفع العمل إلى الأمام.
وعملت الحكومة المصرية على إطلاق مشروع تطوير وتحديث قطاع الثروة المعدنية في مارس/آذار 2018، بالاستعانة بأكبر بيوت الخبرة العالمية المتخصصة؛ بهدف رفع مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي للدولة من 0.5% إلى 5% بحلول عام 2030.
ووضع مشروع تحديث القطاع خطة عمل تتضمن 7 محاور رئيسة للاستفادة من ثروات مصر الجيولوجية المتنوعة، والقوى العاملة، وموقع مصر الإستراتيجي، والبنية التحتية التي تمتلكها في مجال النقل والطاقة، مقارنة بمناطق أخرى في أفريقيا.
الفوسفات في مصر
أشار وزير البترول والثروة المعدنية إلى الجهود الجارية لزيادة القيمة المضافة من خام الفوسفات في مصر، ضمن إطار المجموعة الوزارية التنمية الصناعية، والعمل حاليًا على آلية مهمة بشأن الاستغلال الأمثل لخام الفوسفات في عمليات تصنيعية وعدم تصديره خامًا بأيّ شكل، بل منتجًا صناعيًا عالي القيمة.
وشدد الوزير بدوي على أن الحكومة تعمل على آلية لزيادة الاحتياطيات المؤكدة من الفوسفات الخام، خاصة أن مصر تحتلّ مرتبة متقدمة عالميًا بصفتها تاسع دولة على مستوى العالم في الاحتياطي من الفوسفات.
ومن جانبه، أوضح اللواء محمد الزملوط أن محافظة الوادي الجديد زاخرة بالثروات التعدينية، مؤكدًا أهمية تعظيم الاستفادة من منجم فوسفات أبوطرطور بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية وشركة فوسفات مصر المشغّلة للمشروع.
وأضاف الزملوط أن هناك العديد من الجهود والدراسات التي كشفت الفرص والاحتمالات بشأن توافر خامات أكاسيد الحديد والعناصر الأرضية النادرة في نطاق الوادي الجديد بما يتطلب اتخاذ خطوات للتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية خلال المدة المقبلة، لبحث سبل استغلالها.
وأوضح أهمية العمل على تشجيع الاستثمارات التعدينية بالمحافظة، ودعم الاستفادة من منجم فوسفات أبوطرطور، والخامات التعدينية، في توفير قيمة مضافة للاقتصاد وإقامة صناعات تكميلية على الخامات في اطار توجيهات القيادة السياسية بضرورة تعظيم الاستفادة من الثروات المعدنية.
منجم أبوطرطور
يعدّ منجم أبوطرطور أحد أهم مشروعات قطاع التعدين في مصر، ويقع في هضبة أبوطرطور بالصحراء الغربية، يهدف لاستخراج وتركيز خام الفوسفات المكتشف بكميات ضخمة واستغلالها في صناعة الأسمدة والكيماويات الوسيطة، وتلبية الاحتياجات في الداخل والخارج.
ويقع منجم أبوطرطور في منطقة الصحراء الغربية بين واحات الداخلة والخارجة على مسافة 60 كيلومترًا من مدينة الخارجة عاصمة محافظة الوادي.
وتضمَّن التصميم الأساس لمشروع منجم فوسفات أبوطرطور إنشاء منجم ينتج 4.5 مليون طن من الخام الأولي سنويًا، وإنشاء مصنع لتركيز ومعالجة الخام ينتج 2.2 مليون طن ركاز سنويًا على مرحلتين.
ويشغل منجم أبوطرطور مساحة 14 كيلومترًا مربعًا في المخطط الابتدائي، ويتكون من 4 خطوط إنتاج تُعرف بالحوائط الطويلة والطول التصميمي للحائط الواحد 150 مترًا، والطاقة الإنتاجية له تتراوح بين 800 – 850 ألف طن سنويًا.
ويتكون المنجم تحت السطح الأرض من مجمعَين تعدينيَين باستعمال نظام الحائط الطويل، وتُربَط هذه المجمعات بـ3 أنفاق حلقية، بطول يصل ما بين 1100 – 1250 مترًا.
ويعدّ مشروع منجم فوسفات أبوطرطور أكبر منتج ومُصدر للفوسفات على مستوى مصر، وأكبر مورد رئيس لمصانع الأسمدة في مصر.
ويمثّل حجم صادرات شركة الفوسفات المشغّلة لمنجم فوسفات أبوطرطور نحو 70% من الصادرات المصرية سنويًا من الفوسفات، وهو ما يدعم وجودها في السوق العالمية من أجل تعظيم الناتج القومي وزيادة الحصيلة الدولارية.
وعملت إدارة المنجم مؤخرًا على تطوير مشروع نزع الغبار من خام الفوسفات بطاقة استيعابية 30 ألف طن شهريًا، ليتوافق مع المواصفات القياسية للسوق الأوروبية، ويجري حاليًا العمل على دراسات رفع معدلات الإنتاج من الخامات منزوعة الغبار، لتصل إلى 700 ألف طن سنويًا.
وتمتد احتياطيات خام الفوسفات في مصر بالصحراء الغربية من شرق مدينة الخارجة حتى منطقة غرب الواحات الداخلة، وتعدّ منطقة أبوطرطور أهم منطقة تحتوي على احتياطيات ضخمة من خام الفوسفات.
ويتراوح سُمك خام الفوسفات في أبوطرطور بين نصف متر و13 مترًا، ما يجعلها تمتلك أكبر احتياطي الفوسفات في مصر، فبحسب دراسات لهيئة الثروة المعدنية، تُقدَّر كميات الفوسفات المتوفرة في الهضبة بنحو 3 مليارات طن.
وبدأت فكرة مشروع منجم فوسفات أبوطرطور عام 1971، إذ حُفِرت بئر استكشافية بهضبة أبوطرطور، أسفرت عن التوصل إلى وجود كميات كبيرة من الطفلة الزيتية المستعملة في إنتاج النفط مع خامات أخرى اقتصادية كالحجر الجيري والكلوكونايت وكبريتيد الحديد، فضلًا عن الفوسفات.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
- اكتشافات النفط والغاز في 2024.. رواج كبير بـ3 قارات وحضور لدول عربية
- خبير: نقص الغاز في مصر قد يدفع لعودة تخفيف الأحمال خلال صيف 2025
- شحنة غاز مسال عالقة في البحر تبحث عن مشترين منذ 4 أشهر
