حقل السويدية السوري.. قصة 248 مليون برميل نفط تنتظر إعادة التطوير
أحمد بدر
يعدّ حقل السويدية النفطي واحدًا من أهم وأكبر حقول النفط في سوريا، لا سيما أن إنتاجه في مرحلة ما قبل الحرب التي بدأت في عام 2011، كان يغطي نسبة كبيرة من الاستهلاك المحلي، ويوفر كميات توجّهها الدولة إلى قطاعات مهمة.
وبحسب بيانات النفط والغاز لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الحكومة السورية كانت توجّه نسبة من إنتاج الحقل النفطي الواقع في مدينة السويدية، إلى مخازن القوات المسلحة، وكذلك للاستعمال في بعض الصناعات، وقطاع التكرير.
واكتسب حقل السويدية النفطي أهمية كبيرة لدى قطاع الطاقة السوري، خاصة بعد اكتشاف نحو 25 بئرًا تحتوي على كميات ضخمة من الغاز الطبيعي، إلى جانب احتياطياته النفطية الكبيرة التي تخرج معها كميات من الغاز المصاحب.
ويواجه قطاع الطاقة السوري أزمة كبيرة، منذ عام 2011، مع اندلاع الأحداث السياسية في المنطقة العربية التي طالت دمشق، وتفاقمت هذه الأزمة في عام 2013، مع محاولات الجماعات المسلحة السيطرة على حقول النفط والغاز في البلاد.
وللاطّلاع على الملف الخاص بحقول النفط والغاز العربية لدى منصة الطاقة المتخصصة، يمكنكم المتابعة عبر الضغط (هنا)؛ إذ يتضمّن معلومات وبيانات حصرية تغطي قطاعات الاستكشاف والإنتاج والاحتياطيات.
معلومات عن حقل السويدية
يقع حقل السويدية النفطي في مدينة السويدية الواقعة بمنطقة المالكية في محافظة الحسكة السورية، وهو واحد من أهم الحقول النفطية التي اكتُشِفَت في سوريا، ويعدّ من بين الأكبر إنتاجًا قبل الحرب السورية في عام 2011، وفق ما نشرته منصة "أوفشور تكنولوجي".
وإلى جانب الآبار الكبيرة، التي كان إنتاجها يقارب ثلث الإنتاج السوري من النفط الخام قبل الحرب، يضم الحقل عددًا من آبار الغاز الطبيعي، التي تعوّل عليها سوريا للحصول على إمدادات طاقة إضافية تسهم في تشغيل محطات الكهرباء.
واكتُشف حقل السويدية النفطي في محافظة الحسكة للمرة الأولى في عام 1958، إلّا أن أعمال تطويره لم تبدأ إلّا في 1962، قبل أن تتعطل لسنوات بالتزامن مع اندلاع الحرب بين العراق وإيران، إذ إن الحقل يقع على بعد 5 كيلومترات فقط من الحدود العراقية.
وإلى جانب آبار النفط والغاز في الحقل العملاق، توجد محطة حرارية وعددًا من المحطات المتخصصة في تكرير ومعالجة الغاز الطبيعي، وهو ما جعلها هدفًا لعمليات الاستهداف من جانب التحالف الدولي الذي دخل سوريا بعد عام 2011، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
يشار إلى أن حقل السويدية النفطي في سوريا، كان قد تعرَّض في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي 2023 إلى عملية عسكرية تركية استهدفت محطة لمعالجة الغاز وأخرى لتوليد الكهرباء، بقنابل تحملها طائرات مسيرة عن بعد.
احتياطيات حقل السويدية
لم تنشر الجهات الرسمية السورية أيّ بيانات تتعلق باحتياطيات حقل السويدية، سواء من النفط الخام أو الغاز الطبيعي، إلّا أن بعض التقديرات غير الرسمية ذهبت إلى أن الحقل العملاق يضم احتياطيات تُقدَّر بنحو 248.5 مليون برميل (35 مليون طن)، وفق ما نشرته منصة "إنسايكلوبيديا".
وذهبت التقديرات إلى أن الحقل -الذي تراجع حجم إنتاجه من نحو 116 ألف برميل يوميًا قبل عام 2011 إلى أقل من 7 آلاف برميل يوميًا في عام 2023- يمكنه استعادة ما يصل إلى 69% من احتياطياته، وفق بيانات النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في الوقت نفسه، من المتوقع أن يستمر الحقل النفطي العملاق، في حالة عودته إلى طاقته الإنتاجية الكاملة، بالعطاء والإنتاج، حتى نهاية عام 2055، وذلك في حالة تمكُّن الحكومة السورية من تطويره مجددًا ومعالجة آثار العدوان عليه بشكل كامل.
جهود تطوير حقل السويدية
شاركت مصر في جهود تطوير حقل السويدية، وذلك من خلال جمعية المهندسين الاستشاريين "ECG"، التي عملت على زيادة معدل إنتاج النفط والسوائل بالحقل، ونفّذت التصميم الهندسي الأولي والتفاصيل الهندسية لنحو 150 محطة تجميع لآبار النفط، وذلك على 3 مراحل، وفق ما جاء في تقرير نشره موقع الجمعية.
ووضع المهندسون تصاميم لـ3 محطات لفصل الغاز والنفط والماء، بجانب خطوط أنابيب النقل، وعدد من محطات ضخ المياه الضخمة، كما قدّمت الجمعية خدمات استشارية في مجال العمليات والأنابيب والتآكل والرفع المائي والكهرباء والتحكم في الأجهزة والاتصالات والهندسة المدنية والعمارة.
ويهدف مشروع تطوير حقل السويدية إلى إنشاء 3 محطات تجميع ونقل النفط (GTS) مع محطات اختبار عن بعد، بالإضافة إلى جميع شبكات الأنابيب والمرافق اللازمة لفصل النفط عن الماء والغازات المصاحبة، ثم نقل كل منتج لتحسين استعماله.
وبحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة، فقد صُمم المشروع بهدف زيادة معدل إنتاج النفط والسوائل النفطية من التكوين الضخم في حقل السويدية النفطي، ونقلها من 150 بئرًا إنتاجية عبر شبكة من خطوط التدفق إلى محطات التجميع، التي تمر عبر محطات اختبار الآبار البعيدة.
يشار إلى أن حجم إنتاج النفط الخام الإجمالي في سوريا قد تراجع من نحو 385 ألف برميل يوميًا قبل عام 2011، إلى نحو 15 ألف برميل يوميًا بنهاية العام الماضي 2023، وفق ما صرّح به وزير النفط السوري الدكتور فراس قدور، في حوار اختصّ به منصة الطاقة المتخصصة، على هامش مؤتمر الطاقة العربي الثاني عشر، الذي نظّمته "أوابك"، واستضافته قطر في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2023.
نرشح لكم..
- أسعار ألواح الطاقة الشمسية في سوريا.. حلم الكهرباء النظيفة يرتطم بصخرة التكاليف
- بطاريات الطاقة الشمسية في سوريا.. الأنواع والأسعار (تقرير)
- تقارير وملفات خاصة من وحدة أبحاث الطاقة