رئيسيةأسعار النفطنفط

توقعات أسعار النفط في 2025.. و3 قضايا عالمية مؤثرة

الطاقة

تواجه توقعات أسعار النفط في 2025 العديد من التحديات، في مقدّمتها التوترات الجيوسياسية التي قد تهدد بانقطاع الإمدادات، بالتزامن مع مخاوف من تراجع الطلب عالميًا.

وتتوقع شركة فيتول -أكبر شركة نفط مستقلة في العالم- أن تتراوح أسعار النفط بين 70 و80 دولارًا للبرميل خلال العام المقبل (2025)، مع استمرار عدم اليقين بشأن العرض.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة راسل هاردي، في تصريحات تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إن توقعات أسعار النفط العالمية في 2025 قد تستمر على غرار العام الجاري (2024).

وأضاف أن المخاطر الجيوسياسية تخلق حالة من عدم اليقين بشأن الإمدادات، في إشارة إلى 3 قضايا رئيسة، وهي استمرار الحرب في غزة، والصراع بين أوكرانيا وروسيا، وكذلك فوز دونالد ترمب بالانتخابات الأميركية، وهو ما قد يشدد العقوبات على إيران وفنزويلا.

أسعار النفط العالمية

تأثرت توقعات أسعار النفط العالمية أيضًا بخطط تحالف أوبك+ لبدء التخلص التدريجي من تخفيضات الإنتاج الطوعية التي تصل إلى 2.2 مليون برميل يوميًا في عام 2025، وضعف نمو الطلب على النفط في الصين، على الرغم من مخاطر انقطاع الإمدادات في الشرق الأوسط.

واستكمالًا لحديثه عن توقعات أسعار النفط في 2025، قال راسل هاردي، بقمّة فايننشال تايمز للسلع الأساسية في آسيا: "من الواضح أن هناك القليل من القلق بشأن التوازنات لعام 2025، وهذا ما يدفع السوق إلى التراجع اليوم".

الرئيس التنفيذي لشركة فيتول راسل هاردي
الرئيس التنفيذي لشركة فيتول راسل هاردي- الصورة من وكالة رويترز

تحولت أسعار النفط إلى الانخفاض خلال تعاملات اليوم الخميس 7 نوفمبر/تشرين الثاني (2024)، وتراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يناير/كانون الثاني 2025، بنسبة 0.41%، لتصل إلى 74.61 دولارًا للبرميل، بحلول الساعة 10:10 صباحًا بتوقيت غرينتش (01:10 مساءً بتوقيت مكة المكرمة).

ومع ذلك، ما يزال هناك الكثير من التوترات الجيوسياسية، والأشياء المجهولة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حول الصادرات الإيرانية والصادرات الفنزويلية في ظل رئاسة ترمب الجديدة.

وأضاف هاردي: "لذلك أعتقد أنه من السابق لأوانه بعض الشيء استنتاج أن السوق ستواجه فائضًا في المعروض عام 2025"، حسبما ذكرت رويترز.

النفط الإيراني

تشكّل الصين ضغطًا على إمدادات الخام الإيراني الرخيص، الذي يشكّل نحو 13% من واردات أكبر مستورد للنفط في العالم، إذا عزز دونالد ترمب تطبيق العقوبات على طهران بعد عودته رئيسًا للولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني 2025.

وقالت الرئيس التنفيذي لشركة هنجلي للبتروكيماويات، جانيت كونغ، إن هناك -حاليًا- 4 ملايين برميل يوميًا من الطاقة النفطية الفائضة على مستوى العالم، ما يقلل المخاوف بشأن الإمدادات.

وبدلًا من ذلك، تتوقع "كونغ" أن يؤدي نمو الطلب على الوقود في الصين والهند، ثاني وثالث مستهلكَين للنفط في العالم، إلى دفع توقعات أسعار النفط العالمية في عام 2025 للارتفاع.

وقالت كونغ، التي ترأس الذراع التجارية لشركة هنجلي للبتروكيماويات الصينية، إن ضعف الطلب على الوقود وقيود التصدير أدى إلى انخفاض معدلات استعمال التكرير في الصين إلى أقل من 80%، وهو "منخفض للغاية"، وفقًا لمعايير الصناعة.

الطلب على النفط

توقّع الرئيس التنفيذي لشركة فيتول أن ينمو الطلب الصيني على النفط بمقدار 700 ألف برميل يوميًا في عام 2025.

وقال: "إنها ليست قوية مثل العامين أو الثلاثة أعوام الماضية، لكنها لن تكون أبدًا قوية مثل تعافينا من الوباء"، مضيفًا أن نمو الصين في عام 2025 سيكون أكثر طبيعية مما كان عليه في العامين الماضيين.

الطلب على النفط

من جانبه، شدد رئيس الأبحاث العالمية في فيتول جيوفاني سيريو على أن الصين ستواصل القيام بدور مهم في الطلب على النفط عالميًا بسبب تركيزها على البتروكيماويات، حتى مع وصول استهلاك الوقود في قطاع النقل البري إلى ذروته وسط تحول الطاقة.

وقال في قمة فايننشال تايمز للسلع الآسيوية، إن ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم سيواصل إضافة طاقته البتروكيمياوية في السنوات المقبلة، على الرغم من أن معدلات التشغيل في المنشآت من المتوقع أن تنخفض.

وأضاف: "النمو في العام المقبل قادر تمامًا على تلبية الطلب الإجمالي العالمي للمواد البلاستيكية"، موضحًا أنه ليس هناك شك في أن هذا سيكون القوة الدافعة للطلب على النفط في الصين والعالم.

السيارات الكهربائية

لم ينمُ استهلاك النفط في الصين -المحرك العالمي لنمو الطلب العالمي لسنوات- إلّا قليلًا في عام 2024، مع انخفاض استعمال البنزين والديزل مع النمو السريع للسيارات الكهربائية، ومع استبدال الغاز الطبيعي المسال بالديزل وقودًا للشاحنات.

وقال سيريو: "قد تكون وجهة النظر هي أنها قوة دافعة للنفط، أو أنها في الواقع قوة دافعة لذروة الطلب على النفط إلى الحدّ الذي تنجح فيه التقنيات الانتقالية التي نُفِّذَت في الصين".

وأشار إلى أنه من المهم وضع الصين في سياق الطلب على النفط عالميًا، ونعتقد أنها ستستمر في أداء دور مهم وحاسم"، حسبما ذكرت رويترز.

وأوضح سيريو أن الطلب على البنزين في الصين قد بلغ ذروته على الأرجح هذا العام، مع نمو يُقدَّر بنحو 22 ألف برميل يوميًا عام 2024 مقابل 268 ألف برميل يوميًا عام 2023، إذ تجاوزت مبيعات سيارات الطاقة الجديدة السيارات التقليدية لأول مرة.

وأضاف أن وتيرة انخفاض الطلب الصيني على البنزين في السنوات المقبلة تعتمد على تجديد أسطول السيارات، وهو ما قد يكون مدفوعًا بسياسة التحفيز التي تنتهجها بكين.

وقال سيريو، إنه بالنسبة للنقل بالشاحنات، فإن اقتصادات استعمال الغاز الطبيعي المسال مقابل الديزل ستحدد توقعات وقود النقل.

وأضاف أن مبيعات شاحنات الغاز المسال انخفضت في سبتمبر/أيلول بعد تضييق الفجوة السعرية للوقود فائق التبريد مقابل الديزل، إذ أصبح الغاز المسال أكثر تكلفة والديزل أرخص.

وأوضح سيريو أن فيتول أجلت توقعاتها لذروة الطلب على النفط عالميًا إلى ثلاثينات القرن الحالي، بسبب انتعاش أبطأ في السيارات الكهربائية وخفض الالتزامات بالأهداف البيئية.

وأشار إلى أن وقود الطائرات والمواد الأولية البتروكيماوية - غاز النفط المسال والنافثا- ستقود نمو الطلب على النفط عالميًا في السنوات الـ5 المقبلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق