نجحت إحدى الدول العربية في إنتاج الصلب باستعمال الهيدروجين الأخضر، في خطوة من شأنها أن تدعم الجهود العالمية لخفض الانبعاثات في واحدة من أكبر الصناعات استهلاكًا للطاقة.
وأعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، الشركة الرائدة عالميَا في مجال الطاقة النظيفة، ومجموعة "إمستيل" (أكبر شركة مُدرجة لتصنيع الحديد ومواد البناء في الإمارات)، النجاحَ في استكمال تطوير المشروع التجريبي لإنتاج الصلب المستدام باستعمال الهيدروجين الأخضر.
ويعدّ المشروع التجريبي في أبوظبي، وفق بيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الذي يستعمل الهيدروجين الأخضر لاختزال خام الحديد، وهي خطوة أساسية في عملية إنتاج الصلب.
ودخل المشروع التجريبي حاليًا مرحلة التشغيل الكامل، وبدأ في إنتاج الصلب المستدام بنجاح، في خطوة من شأنها دعم أهداف الإمارات لتصبح مركزاً رئيسًا لإنتاج الهيدروجين والصلب المستدام.
واعتُمِد الهيدروجين الأخضر الذي ينتجه المشروع من قبل مختبرات "أ ڤانس"، وهي الجهة المعتمدة من قبل المؤسسة الدولية لمراقبة المعايير، بالتوافق مع مواصفات آيزو 19870 للهيدروجين الصادرة مؤخرًا، كما تمّ التحقق من صحة بيانات الشهادة من قبل شركة "بيرو ڤيريتاس"، التي توفر خدمات مستقلة لأطراف ثالثة لاختبار المنتجات وفحصها وإصدار شهاداتها.
الصلب الأخضر
يعدّ إنتاج الصلب من أهم الصناعات في الإمارات، إلّا أنه من القطاعات كثيفة الانبعاثات التي يصعب الحدّ منها، إذ تسهم صناعة الصلب بما يتراوح بين 7% و8% من انبعاثات الكربون في العالم.
ويشكّل الحدّ من الانبعاثات الكربونية في قطاع إنتاج الصلب مسارًا أساسيَا للمضي نحو تحقيق الحياد الكربوني في المستقبل.
ويمثّل ارتفاع الطلب العالمي على الصلب الأخضر المستدام فرصة لتعزيز نمو قطاع الصلب الإماراتي، إذ تطمح الدولة إلى أن تكون مركزًا رئيسًا لإنتاج الصلب المستدام، وتدعم مبادرة "الشهادات الخضراء" -التي أطلقتها وزارة الطاقة والبنية التحتية في شهر يوليو/تموز الماضي- استعمالَ مواد البناء المستدامة، ومن بينها الحديد والصلب.
وتؤكد الشراكة بين "مصدر" و"إمستيل" أهمية دور الهيدروجين الأخضر في إزالة الكربون من مختلف مراحل سلسلة القيمة العالمية لإنتاج الصلب، كما تعكس حرص قطاعَي الطاقة النظيفة والصناعات الثقيلة في الإمارات على التعاون لاتخاذ إجراءات عاجلة تسهم في تسريع وتيرة التحول بمجال الطاقة.
إنتاج الصلب باستعمال الهيدروجين الأخضر
قال الرئيس التنفيذي لشركة "مصدر" محمد جميل الرمحي: "يأتي المشروع تتويجًا لشراكتنا مع مجموعة "إمستيل"، التي أفضت إلى حل مبتكر لإنتاج الصلب باستعمال الهيدروجين الأخضر.
وأضاف: "تعدّ إزالة الكربون من القطاعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها عاملًا حيويًا ومهمًا يدعم تحقيق اتفاق الإمارات الذي تمّ التوصل إليه خلال قمة المناخ (COP28)، كما يشكّل الهيدروجين الأخضر ركيزة أساسية تدعم الجهود المحلية والعالمية لتحقيق أهداف الحياد المناخي، ونحن فخورون بالإسهام بدور رائد في هذا المجال".
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة "إمستيل"، المهندس سعيد غمران الرميثي: "إننا ملتزمون بمواصلة دورنا بدعم إزالة الكربون في قطاع الصلب بما يتماشى مع استراتيجية الإمارات للحياد الكربوني بحلول 2050، إذ أسفرت الجهود عن تحقيق نتائج مثمرة تمثّلت في زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة إلى أكثر من 80% في 2023.
وأضاف أن شركته تعدّ أول شركة لصناعة الحديد في العالم تلتقِط انبعاثاتها الكربونية، لتصبح انبعاثات عملياتها أقل بنسبة 45% من المتوسط العالمي، "وتشكّل الشراكة مع مصدر خطوة مهمة في إطار مساعينا المشتركة لإزالة الكربون من القطاع الذي يصعب تخفيف انبعاثاته وسلسلة التوريد بالكامل".
ويتماشى المشروع التجريبي مع السياسة العامة للهيدروجين منخفض الكربون في أبوظبي، التي من المتوقع أن تسهم بدور كبير في تعزيز تكنولوجيا الهيدروجين منخفض الكربون بصفته مصدرًا للطاقة النظيفة في المستقبل، ما يشكّل نقلة نوعية نحو ضمان النمو الاقتصادي وتعزيز الاستدامة وأمن الطاقة، وتشكّل خطوة إستراتيجية نحو بناء مستقبل مستدام.
وتأتي السياسة انسجامًا مع إستراتيجية الإمارات الوطنية للهيدروجين التي تهدف إلى ترسيخ مكانة الدولة بصفتها منتجًا عالميًا رائدًا للهيدروجين منخفض الانبعاثات بحلول عام 2031.
يُذكر أن شركة "مصدر" قد تأسست في عام 2006، لتسهم بدور رئيس في ترسيخ المكانة الرائدة عالميًا لدولة الإمارات في مجالَي الاستدامة والعمل المناخي، وتطوّر مشروعات، ولديها شراكات استثمارية في أكثر من 40 دولة حول العالم، مع تطلعات إلى تعزيز القدرة الإنتاجية لمحفظة مشروعاتها في قطاع الطاقة المتجددة لتصل إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030، كما تستهدف الشركة إنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر أو مشتقاته سنويًا ضمن مشروعاتها في الدولة وحول العالم خلال عقد من الزمن.
ولدى مجموعة "إمستيل" -ومقرّها أبوظبي- إرث كبير يمتد لأكثر من ربع قرن، وتلتزم بتقديم منتجات وخدمات وحلول تسهم في بناء عالم أفضل، كما تدعم الجهود العالمية لتعزيز الاستدامة من خلال بناء سلسلة إمدادات منخفضة الكربون بالتعاون مع شركائها.
موضوعات متعلقة..
- حقول النفط والغاز في الإمارات.. أرقام الاحتياطيات والإنتاج (ملف خاص)
- المحيربي: قطاع الطاقة المتجددة في الإمارات تغلّب على كل التحديات (خاص)
اقرأ أيضًا..
- مشروعات طاقة الرياح في الصحراء الغربية بالمغرب.. خريطة بالأرقام
- وحدة أبحاث الطاقة: صادرات الغاز المسال تتعافى عالميًا.. ومصر تتحول للاستيراد
- العراق يوقع عقود التنقيب عن النفط والغاز بصيغتها النهائية.. وتأكيد مهم لـ"أوبك+"