تواجه إحدى شركات تصنيع الشاحنات الهيدروجينية أزمة مالية متفاقمة، رصدت تفاصيلها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، إذ تهدد تلك الأزمة بوصول الشركة إلى مرحلة الإفلاس قريبًا.
فقد نجت شركة هايزون الأميركية (Hyzon) من الشطب من بورصة ناسداك، بعد انخفاض سعر سهمها إلى 0.06 دولارات.
وذكر محلل مالي في أغسطس/آب 2024 أن الشركة عرضت نفسها للبيع، ويتبقى على إعلان ذلك 6 أشهر فقط.
وانتهت التداولات على سهم شركة هايزون بارتفاع بنسبة 1.85% في بورصة ناسداك مساء أمس (الأول من أكتوبر/تشرين الأول)، ليسجل سعر السهم 2.48 دولارًا في الساعة 12.59 مساءً بتوقيت غرينتش.
وتواجه مركبات الهيدروجين انخفاضًا في المبيعات بالسوق الأميركية، لتسجل 99 مركبة خلال الربع الثاني، وفي الربع الأول 223 وحدة فقط.
ولا يحمل المراقبون نظرة متفائلة تجاه القطاع في ظل ارتفاع أسعار شراء المركبات وخروج محطات التزود بوقود الهيدروجين من الخدمة وارتفاع سعر الوقود نفسه، وهو ما يمنح بدائل أخرى أفضلية مثل السيارات الكهربائية بسبب النطاق وسرعة الشحن.
أسباب الشطب من البورصة
تنص القواعد المنظمة لعمل بورصة ناسداك على أن يظل سعر سهم الشركات عند مستوى دولار واحد على الأقل لمدة 180 يومًا متوالية.
لكن سعر سهم شركة هايزون واصلَ الانخفاض دون ذلك المستوى على مدار عدّة أشهر، ليصل إلى 0.06 دولارات، وفق بيانات اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وعندما ينخفض سعر السهم لأقل من 0.10 دولارات لمدة 10 أيام متتالية في "ناسداك"، تواجه الشركة خطر الشطب الفوري من البورصة.
وفي حالة "هايزون"، توصلت البورصة إلى أنه يجب شطبها فورًا، وهو ما كان سيجعل من العسير جذب مستثمرين وجمع ما يكفي من رأس المال للاستمرار.
ومؤخرًا، نجحت شركة تصنيع الشاحنات الهيدروجينية رسميًا في الانصياع للوائح الإدراج ببورصة ناسداك بعد ما يُسمى بـ"تجميع الأسهم العكسي" عبر تقليل عدد الأسهم المتداولة بالسوق، وجمع كل 50 سهم في سهم واحد، حسب منصة "هيدروجين إنسايت" (hydrogen insight).
وأدت الخطوة في 11 سبتمبر/أيلول (2024) إلى زيادة مصطنعة لسعر السهم إلى 2.52 دولارًا، لكن السعر الجديد يمثّل انخفاضًا بنسبة 94% بالمقارنة ببداية العام (2024)، عند المقارنة بالأسعار بعد التجميع العكسي للأسهم.
وتلقّت الشركة إخطارًا من لجنة الاستماع في بورصة ناسداك بتاريخ 26 سبتمبر/أيلول يُفيد بأنها (هايزون) عاودت الامتثال لقواعد الإدراج المعمول بها.
وتقضي قواعد بورصة ناسداك للشركات بالاستئناف على قرارات الشطب أمام جلسة استماع، وهو أوقف مؤقتًا قرار شطب هايزون من البورصة لحين عقد جلسة استماع أمام إحدى اللجان، ومنح الشركة بعض الوقت بتنفيذ تجميع الأسهم العكسي.
الخطر قائم
ما زال شبح الإفلاس يطارد شركة الشاحنات الهيدروجينية هايزون التي تتخذ من ولاية إيلينوي مقرًا لها، بسبب الأزمة المالية الحادة التي تتعرض لها.
وخلال النصف الأول من العام الجاري، تكبدت الشركة خسائر بـ85 مليون دولار، وفي الربع الأول وحده سجلت أعلى إيرادات فصلية في تاريخها عند 10 ملايين دولار، في مقابل صفر دولار على أساس سنوي.
ويصل معدل الحرق النقدي (إنفاق الأموال دون تحقيق إيرادات) بها إلى 9.2 مليون دولار شهريًا.
يأتي ذلك في وقت يصل فيه مخزون الاحتياطي النقدي إلى 33 مليون دولار، وهو ما قد يعرّضها لإعلان الإفلاس في غضون أشهر معدودة، ما لم تنجح في جمع المزيد من رأس المال.
ومؤخرًا قررت خفض النفقات التشغيلية والخروج من أسواق أوروبا وأستراليا، مع التركيز على أميركا الشمالية.
وقبل نهاية أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي (2023)، أعلنت الشركة إغلاق مصنعها لإنتاج الشاحنات الهيدروجينية في أوروبا، بعد نزاع استمر 10 أشهر مع شريكتها هولثاوزن (Holthausen).
كما سعت للتركيز على شاحنات جمع القمامة، وهو ما أسفر عن النشر التجريبي التجاري لأولى مجموعات الشاحنات الهيدروجينية لجمع النفايات بالتعاون مع شركة ريمونديس إستراليا (Remondis Australia)، إحدى أكبر شركات إعادة التدوير في العالم.
وفي مايو/أيار (2024)، عرضت بالتعاون مع شركة نيو واي (New Way) أول شاحنات نفايات تعمل بخلايا وقود الهيدروجين في أميركا الشمالية خلال معرض النفايات في لاس فيغاس.
موضوعات متعلقة..
- الشاحنات الهيدروجينية.. هل تجبر أوروبا على التخلص من المركبات الكهربائية؟
- مصنع لإنتاج شاحنات خلايا الوقود الهيدروجينية يُغلق أبوابه في أوروبا
- الشاحنات الكهربائية في أوروبا تتفوق على نظيراتها الهيدروجينية حتى 2040 (دراسة)
اقرأ أيضًا..
- الجزائر تكشف موقف تطوير اكتشاف نفطي احتياطياته 270 مليون برميل
- مدير روساتوم: الضبعة من أكبر المشروعات عالميًا.. وهذه خططنا للجزائر وأفريقيا (حوار)
- مشروع غاز مسال أفريقي يحرز تقدمًا.. احتياطياته 85 تريليون قدم مكعبة
- حقل نفط بحري يصل لمرحلة الاستثمار النهائي.. احتياطياته 750 مليون برميل