رئيس دايملر يحذر: تكلفة الشاحنات الكهربائية تظل أعلى من نظيراتها بمحركات الاحتراق

دينا قدري

2022-03-28

0 518

حذّر الرئيس التنفيذي لشركة دايملر تراك الألمانية، مارتن دوم، من أن تكلفة الشاحنات الكهربائية "ستكون أعلى دائمًا" من نظيراتها العاملة بمحرك الاحتراق، في ظل التزايد المستمر لأسعار السلع الأساسية أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا.

تأتي تعليقات دوم بعد أن ذكرت شركة دايملر تراك أنها ضاعفت مبيعات الشاحنات والحافلات عديمة الانبعاثات بأكثر من 3 أضعاف في العام الماضي، لتصل إلى إجمالي 712 شاحنة.

ومع ذلك، فإن هذا يمثّل جزءًا بسيطًا من 455 ألف شاحنة وحافلة سلّمتها أكبر شركة لتصنيع الشاحنات في العالم إجمالًا، عام 2021، بحسب ما نقلته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.

دايملر تراك- الشاحنات الكهربائية — الرئيس التنفيذي لـ دايملر تراك، مارتن دوم - أرشيفية

ارتفاع تكلفة الشاحنات الكهربائية

قال دوم -في تصريحات للصحيفة البريطانية-: "إذ كنت تأخذ كامل المحرك، ناقل الحركة والمحور ونظام الخزان والتبريد.. لدينا بحدّ أقصى 25 ألف يورو (27.43 ألف دولار أميركي) من المواد في شاحنة محرك الاحتراق".

وتساءل: "ما مقدار البطارية التي تحصل عليها مقابل 25 ألف يورو (27.43 ألف دولار)؟ حتى لو انخفضت تكاليف البطارية إلى 60 يورو (65.83 دولارًا) لكل كيلوواط/ساعة.. أحتاج إلى 400 كيلوواط/ساعة، من ثم أنا بحاجة إلى 24 ألف يورو (26.33 ألف دولار) فقط لخلايا البطارية في شاحنة واحدة".

وشدد على أن الأمر متروك للحكومات لتعويض الاختلاف، باستخدام أيّ آلية تختارها، قائلًا: "دون أيّ دعم، سيكون سعر الشاحنة الكهربائية دائمًا أعلى من سعر شاحنة محرك الاحتراق".

ارتفاع أسعار المواد الخام

لا يزال طراز دايملر طويل المدى "إي أكتروس" -الذي دخل في سلسلة الإنتاج العام الماضي- يكلف 3 أضعاف سعر شاحنة محرك الاحتراق، ومن غير المرجح أن تضيق هذه الفجوة بشكل كبير في المستقبل القريب.

إذ ارتفعت تكلفة المواد الخام الرئيسة المستخدمة في البطاريات الحديثة بشكلٍ حادّ خلال العام الماضي، بعد أن زاد سعر الكوبالت والليثيوم بأكثر من الضعف، وارتفع النيكل بنسبة 40% تقريبًا، وفقًا لشركة "إي إتش إس ماركت".

نتيجةً لذلك، من المتوقع أن تظل أسعار حزمة البطاريات أعلى من مستوى 100 دولار حتى عام 2024 على الأقلّ، بعد أن انخفضت إلى متوسط 132 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة في عام 2021، وفقًا لمسح أجرته بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.

شاحنات الهيدروجين.. البديل الأرخص

دعا رئيس دايملر تراك -مثل الرؤساء الآخرين في الصناعة- إلى فرض ضريبة على الكربون لتضييق التفاوت في التكلفة بين شاحنات محركات الاحتراق والشاحنات الكهربائية.

وعلى الرغم منذ لك، أكد دوم دعمه جهود الحكومة الألمانية لمساعدة الشركات على التعامل مع تكاليف الديزل المرتفعة.

إذ قال: "علينا رفع السعر بمرور الوقت، يمكننا العيش بـ 2 أو 3 يوروهات للّتر، لكن لا يمكننا العيش إذا حدث ذلك بين عشية وضحاها".

وأضاف أن دايملر تراك يُمكن أن تركّز أكثر على شاحنات الهيدروجين، إذا استمرت تكاليف البطارية في الارتفاع، وظلت السلع شحيحة.

وقال: "في خلية الوقود، لدينا مواد خام نادرة جدًا، ولا نتنافس مع ملايين سيارات الركّاب على المادة نفسها".

كانت إستراتيجية شركة صناعة الشاحنات طويلة الأمد تتمثل في السعي وراء كل من الشاحنات التي تعمل بالبطاريات والشاحنات التي تعمل بالهيدروجين.

مشروع شبكة نقاط الشحن في أوروبا

أشاد دوم بوزير الاقتصاد الألماني، روبرت هابيك، لتوقيعه اتفاقية مع قطر الأسبوع الماضي لتسليم الهيدروجين، وكذلك لتوريد الغاز الطبيعي المسال.

إلّا أنه انتقد سلطات مكافحة الاحتكار في بروكسل؛ لتقاعسها في الموافقة على مشروع مشترك بين دايملر ومنافستيها الرئيستين فولفو وتراتون، لإنفاق 500 مليون يورو (548.62 مليون دولار) على تطوير شبكة من 1700 نقطة شحن للشاحنات في أوروبا.

وقال: "نحن مستعدون لاستثمار الأموال، لدينا شخصية جاهزة لتولّي دور الرئيس التنفيذي، وهي لا تستطيع القيام بذلك؛ لأننا لا نحصل على الموافقة.. كان ينبغي أن يجري ذلك قبل 3 أشهر، كان يجب أن نكون جاهزين، ونعمل بطريقة عملية".

تعارض مع دراسة وزارة الطاقة الأميركية

تتعارض تصريحات دوم مع النتائج التي توصلت إليها دراسة نشرتها مؤخرًا وزارة الطاقة الأميركية، والتي أفادت بأن تكلفة الشاحنات الكهربائية متوسطة وثقيلة الحجم ستكون مماثلة، أو أرخص، من نظيراتها العاملة بالديزل، بحلول عام 2035.

وأوضحت أن ما يقرب من نصف الشاحنات متوسطة وثقيلة الحجم ستكون أرخص في الشراء والتشغيل والصيانة، بوصفها مركبات خالية من الانبعاثات، بحلول عام 2030، مقارنةً المركبات التقليدية العاملة بمحركات الاحتراق.

ونظرًا للتطورات في خلايا الوقود وإنتاج الهيدروجين النظيف، من المتوقع أن تصبح الشاحنات الكهربائية العاملة بخلايا وقود الهيدروجين تنافسية من حيث التكلفة، بالنسبة للشاحنات ثقيلة الحجم التي يزيد مداها عن 500 ميل، بحلول عام 2035.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..