أسعار الكهرباء في كاليفورنيا تؤرّق سكان الولاية مع انتشار التقنيات النظيفة
محطات الكهرباء الافتراضية قد تكون حلًا
خالد بدر الدين
يشتكي السكان من ارتفاع أسعار الكهرباء في كاليفورنيا، بسبب سياسات تحول الطاقة التي أدت إلى زيادة الطلب على الكهرباء وزيادة الفواتير بصورة مستمرة.
وأدى انتشار السيارات الكهربائية وأنظمة التسخين بالمضخات الحرارية وغيرها من التقنيات النظيفة، إلى زيادة الطلب على الكهرباء بولاية كاليفورنيا، ما انعكس على الفواتير التي صارت تزعج السكان، وفق تقارير تتابعها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ويبحث المشرعون عن طرق لخفض أسعار الكهرباء في كاليفورنيا، عبر تقليص تكاليف التوسع في شبكة الكهرباء بالولاية من خلال الاستفادة من تقنيات الطاقة المتجددة التي يستعملها عملاء المرافق.
وأنهت الولاية جلساتها التشريعية في أغسطس/آب 2024، دون تمرير قوانين مقترحة لمعالجة ارتفاع أسعار الكهرباء لعملاء ثلاث شركات كهرباء رئيسة تخدم 75% من سكان الولاية.
ولم يتمكّن المشرعون -أيضًا- من تمرير العديد من مشروعات القوانين التي تهدف إلى تعزيز الدور الذي يمكن أن تؤديه أنظمة الطاقة المتجددة، مثل المحطات الشمسية والمركبات الكهربائية والمضخات الحرارية الكهربائية وسخانات المياه، في موازنة الكهرباء المتاحة على الشبكة.
محطات الكهرباء الافتراضية الحل
ترى شركة براتيل غروب (Brattle Group) الاستشارية، أن محطات الكهرباء الافتراضية يمكنها أن تُسهم في ضبط توازن الشبكة وقت الذروة، ما قد يمثّل حلًا لصناع السياسات في الولاية يجنّبهم تكلفة التوسع في بنية الشبكة، وذلك بجانب إسهامها في أسعار الكهرباء في كاليفورنيا.
وتعمل محطات الكهرباء الافتراضية (VPPs) من خلال ربط عدة مصادر طاقة موزعة صغيرة الحجم متصلة على شبكة افتراضية، مثل الطاقة الشمسية الموزعة على الأسطح والبطاريات المنزلية وأجهزة تنظيم الحرارة الذكية.
وتستطيع هذه المحطات تنسيق الطلب بين هذه التقنيات المستقلة عن بُعد للاستجابة إلى احتياجات الشبكة وقت الذورة، ما يجعلها أحد الحلول المطروحة في المناطق التي تعاني من ازدحام الشبكات وارتفاع الطلب على الكهرباء، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ويمكن لهذه المحطات أن تساعد في تنسيق الطلب الخاص بالمركبات الكهربائية والأجهزة الكهربائية الأخرى في كاليفورنيا، عبر السحب من الشبكة في بعض الأوقات، أو الاعتماد على أنظمة الطاقة الشمسية والبطاريات المملوكة للعملاء في أوقات أخرى.
وترى "براتيل غروب" أن محطات الكهرباء الافتراضية يمكنها توفير أكثر من 15% من ذروة الطلب على الشبكة بالولاية عند استعمال موارد الطاقة الموزعة لتقليص الطلب قليلًا عند الذروة، ما يوفّر نحو 550 مليون دولار سنويًا بحلول عام 2035، ويدعم أسعار الكهرباء في كاليفورنيا.
ويمكن لهذا المبلغ أن يتوجه مباشرة إلى العملاء، ما يمكنهم من شراء السيارات الكهربائية والمضخات الحرارية الكهربائية، وهما من التقنيات الضرورية، التي يتعيّن امتلاكها بسرعة لتحقيق الأهداف المناخية في كاليفورنيا.
المرافق العامة لا تفضّل المحطات الافتراضية
يحذر إدسون بيريز، الذي يقود المشاركة التشريعية والسياسية لمجموعة أدفانسيد إنرجي يونايتد التجارية (Advanced Energy United)، من تحديات القدرة على تحمل التكاليف، وأنها قد تستغرق سنوات، كما يمكن أن تتفاقم بسبب موجات الحر وحرائق الغابات، ما يهدد باستمرار ارتفاع أسعار الكهرباء في كاليفورنيا لسنوات مقبلة.
ويطالب بيريز باتخاذ خطوات حاسمة من الآن، مثل تحسين شبكة الكهرباء الحالية، وتعظيم فاعلية تكلفة تحديثات الشبكة الأساسية، والاستفادة الكاملة من التقنيات المتاحة مثل موارد الطاقة المتجددة الموزعة.
ويجب على حكومة الولاية تطبيق سياسات لتشجيع تعاون المرافق مع العملاء، لتحقيق فوائد الشبكة من تقنيات موارد الطاقة المتجددة الموزعة، لكبح أسعار الكهرباء في كاليفورنيا، وإلا فإن المرافق ستبني ببساطة بنية تحتية مركزية مكلفة لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء.
ولا تفضل المرافق العامة، التي تتحمّل مسؤولية الفشل في مواكبة الطلب المتزايد على الكهرباء، استعمال محطات الكهرباء الافتراضية، لأن لديها حوافز واضحة لتخفيض احتمالات استعمالها بوصفها أداة لتوفير المال، إذ تحقق معدلات ربح مضمونة على الاستثمارات الرأسمالية في بناء الشبكات أو توسيعها على سبيل المثال.
تقييد برامج الولاية
كانت قوانين كاليفورنيا تدعو منذ أكثر من 10 سنوات لإنشاء برامج تكافئ العملاء على قيم الكهرباء التي توفرها الألواح الشمسية والبطاريات الاحتياطية، وبعض الأجهزة الكهربائية التي يمكن التحكم فيها عن بُعد مثل منظمات الحرارة الذكية وسخانات المياه.
وعطّلت الهيئات التنظيمية والمرافق هذه البرامج، كما حددت لجنة الطاقة في كاليفورنيا هدفًا في عام 2023 يتمثل في تحقيق 7 غيغاواط من مرونة التحميل من الموارد المملوكة للعملاء بحلول عام 2030، بحسب ما جاء في تقرير نشره موقع إنرجي نيوز (Energy News).
وتوقف عدد من البرامج التي أطلقتها لجنة كاليفورنيا للمرافق العامة (CPUC) على مدار العقد الماضي بسبب الهياكل المعقدة للغاية، أو خُفضت ميزانياتها، أو أُلغيت بسبب المخاوف من ضعف فاعليتها من حيث التكلفة، ما أسهم في ارتفاع أسعار الكهرباء في كاليفورنيا.
وتزعم لجنة كاليفورنيا للمرافق العامة ومشغل النظام المستقل في كاليفورنيا (CAISO)، المسؤول عن إدارة شبكة النقل وأسواق الطاقة، أن هذه البرامج فشلت في الأداء كما وعدت، وأن الاعتماد عليها أكثر قد يؤدي إلى تآكل موثوقية الشبكة، بدلًا من تحسينها.
وفي الوقت نفسه، تتعرّض سياسات الولاية، التي تشجع الناس على شراء موارد الطاقة الموزعة الأخرى، خاصة المركبات الكهربائية والمضخات الحرارية، للتهديد بسبب ارتفاع أسعار الكهرباء في كاليفورنيا، ما يؤدي إلى تآكل مزايا التخلي عن الوقود الأحفوري.
موضوعات متعلقة..
- الطاقة الشمسية ترفع أسعار كهرباء كاليفورنيا.. وخفض الدعم يدفع للإفلاس
- صراع حول الطاقة الشمسية المنزلية في كاليفورنيا
- هبوط استهلاك الكهرباء في كاليفورنيا استجابة لنداءات خفض الطلب (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- توقعات مزيج الطاقة العالمي في 2050.. الوقود الأحفوري يسيطر رغم تراجع حصته
- معادن الطاقة المتجددة في 5 دول أفريقية تحت سيطرة الصين (تقرير)
- الاحتباس الحراري يهدد أوروبا بشتاء قارس.. أمطار وفيضانات كارثية
- إعصار هيلين يقطع الكهرباء عن 1.3 مليون منزل في فلوريدا.. ويُغلق مطارات