من المتوقع أن يشهد أنبوب الغاز الجزائري النيجيري تطورات جديدة خلال الساعات المقبلة، وذلك مع تصدره أولوية المحادثات بين وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب ونظيره النيجري صحابي عومارو.
وبحسب بيان حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن الوزير النيجري يجري زيارة إلى الجزائر، بداية من اليوم السبت 28 سبتمبر/أيلول (2024)، على رأس وفد من المسؤولين وقيادات الوزارة الأولى، ومن قطاع المحروقات في بلاده، والشركة الوطنية للبترول "سونيديب" (SONIDEP).
ومن المقرر أن يناقش الطرفان، خلال زيارة عمل الوفد النيجري إلى الجزائر، مستجدات مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، بالإضافة إلى التعاون في عدد من القضايا والملفات المتصلة بقطاع الطاقة بين البلدين.
وكان وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، قد بحث في مارس/آذار الماضي 2024، خلال مؤتمر استضافته بلاده، مع نظيريه النيجيري والنيجري إعادة العمل بمشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، بعد توقّفه بسبب اضطرابات أمنية في النيجر.
برنامج الزيارة
تأتي زيارة وزير النفط النيجري في إطار بحث سبل تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات الطاقة، لا سيما المحروقات، وذلك في أعقاب زيارة وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، إلى جمهورية النيجر يومي 6 و7 أغسطس/آب 2024، وفق بيان وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية.
ومن المقرر أن يتضمّن برنامج زيارة وزير النفط النيجري العديد من اللقاءات، بالإضافة إلى زيارات لعدد من مواقع الإنتاج، للاستفادة من الخبرات الجزائرية، وبحث تنويع أوجه التعاون بين الجانبين؛ ليشمل قطاع تكرير النفط وقطاع البتروكيماويات.
كما ستجري خلال الزيارة مناقشة تنفيذ برامج تعاون خليجية، واستكمال المشروعات التنموية المشتركة، أهمها مشروع البحث والاستكشاف لشركة سوناطراك ومشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء (TSGP)
أنبوب الغاز العابر للصحراء
يُعد أنبوب الغاز الجزائري النيجيري أحد أهم المشروعات الإستراتيجية في أفريقيا، إذ يبلغ طوله نحو 4 آلاف و128 كيلومترًا، أُنجِزت منها قرابة 2200 كيلومتر.
ويمتد الأنبوب من مدينة واري في جنوب نيجيريا عبر النيجر إلى مركز توزيع الغاز بمنطقة حاسي الرمل في الجزائر، وتصل ميزانيته إلى أكثر من 13 مليار دولار.
ويستهدف المشروع نقل نحو 30 مليار متر مكعب سنويًا من الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر الجزائر، ويحظى المشروع بدعم كبير من البنك الأفريقي للتنمية والاتحاد، وتُعوّل عليه القارة العجوز التي تسعى إلى الاستغناء عن الغاز الروسي.
وفي 22 سبتمبر/أيلول 2021، قال وزير النفط النيجيري إن أبوجا ستبدأ إنشاء أنبوب النفط العابر للصحراء، مُضيفًا أنه التقى عددًا من الشركات والدول الأوروبية للحصول على التمويلات اللازمة للمشروع.
في 18 فبراير/شباط 2022، جرى إعلان الموافقة على خريطة طريق لأنبوب الغاز من قِبل ممثلي البلدان التي سيمُرّ عبرها الأنبوب إلى أوروبا، وهي النيجر والجزائر ونيجيريا.
وفي يوليو/تموز 2022، وقعت الجزائر مذكرة تفاهم مع نيجيريا والنيجر لإنجاز دراسة الجدوى وتعميق الدراسات لإنجاز مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء.
تطورات متواصلة في المشروع
في سبتمبر/أيلول 2022، أعلن القائمون على المشروع العملاق البحث عن مصادر تمويل في مصر وإيطاليا.
وخلال مشاركته في مؤتمر "غازتك" الذي انعقد في مدينة ميلانو الإيطالية، في سبتمبر/أيلول 2022، قال وزير النفط النيجيري، تيمبري سيلفا، إن أمن أوروبا يتطلب حصولها على بدائل للغاز الوارد من روسيا، وإن نيجيريا ستتخذ قرارًا قريبًا جدًا، بشأن استثمارات البنية التحتية لخطّ أنابيب تصدير الغاز إلى القارة العجوز
وفي مارس/آذار (2024)، بحث وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب، خلال الدورة السابعة لمنتدى الدول المصدرة في الغاز، التي استضافتها الجزائر، مع نظيريه النيجيري والنيجري إعادة العمل بمشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، بعد توقّفه إثر الاضطرابات الأمنية في النيجر.
وأكد عرقاب موافقة جميع الأطراف على استئناف مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري، الذي يمتد على مسافة 4 آلاف كيلو متر من أبوجا حتى السواحل الجزائرية، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
أُنجز في مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء -حتى مارس/آذار الماضي- في نيجيريا حتى منطقة كامو، ولم يتبقَّ منه سوى 100 كيلومتر للوصول إلى حدود النيجر، وفي الجزائر حتى منطقة أهنات، وتتبقى 700 كيلومتر إلى الحدود مع النيجر.
وتتبقى من مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء 700 كيلومتر من جهة الجزائر، بالإضافة إلى 1000 كيلومتر تمثّل شريط النيجر، و100 كيلومتر في نيجيريا، بإجمالي 1800 كيلومتر لإنجاز المشروع.
موضوعات متعلقة..
- أنبوب الغاز الجزائري النيجيري.. هل يفشل بسبب انقلاب النيجر ومشكلات التمويل؟ (تقرير)
- الرئيس تبون عن مشروع أنبوب الغاز الجزائري النيجيري: عمل أفريقي عملاق
- مسؤول: أنبوب الغاز الجزائري النيجيري يحظى بدعم "التنمية الأفريقي"
اقرأ أيضًا..
- خزان الغاز المسال في حقل تندرارة المغربي يتقدم خطوة بالبناء
- حصة الطاقة المتجددة في الهند قد ترتفع إلى 35% من مزيج الكهرباء بحلول 2030
- تدشين أكبر محطة كهرباء في أوغندا