مواقع نووية أوكرانية مهددة بالقصف.. وتحذيرات من "كارثة"
أسماء السعداوي
حذّرت أجهزة المخابرات من احتمال تعرُّض مواقع نووية أوكرانية لهجمات روسية قريبًا، وفق آخر تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبدوره، أكد وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف أنه لا أحد يريد حربًا نووية، لكن أسلحة بلاده النووية "على أتمّ استعداد قتالي".
وقال: "لدينا أسلحة سيكون لها -في حالة استعمالها- عواقب خطيرة للغاية على سادة نظام كييف، وهذه الأسلحة متوفرة لدينا وفي حالة جاهزة قتالية تامة".
ودعا وزير الخارجية الأوكراني إلى التدخل لمنع سيناريو "الدولة الإرهابية"، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزمت الصمت، واكتفت الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان بإصدار بيان تحذيري لموسكو.
واشتدت وطأة الهجمات الأوكرانية على مستودعات الذخيرة الروسية خلال الأيام الماضية، كما أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها أسقطت واعترضت أكثر من 100 مسيرات أوكرانية.
ولجأت الجارتان المتناحرتان لاستهداف مواقع الطاقة وتخزين الأسلحة بوصفها وسيلة ضغط للفوز بالحرب التي اندلعت شرارتها في فبراير/شباط (2022).
مواقع نووية أوكرانية في خطر
حذّر وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبها من أن روسيا تستعد لقصف مواقع نووية أوكرانية حساسة قبل حلول فصل الشتاء.
وتحديدًا، قال الوزير، إنه بناءً على معلومات استخباراتية، ستستهدف روسيا مرافق توزيع المياه في المحطات النووية ومحطات نقل الكهرباء الفرعية "الحيوية للتشغيل الآمن" للمحطات.
وإذ اتهم روسيا بابتزاز العالم بأسلحتها النووية، حذّر "سيبها" في سلسلة منشورات عبر حسابه بمنصة "إكس"، رصدتها منصة الطاقة المتخصصة، من أن إلحاق أضرار بمواقع نووية أوكرانية سيولّد احتمالات كبيرة لوقوع حادث نووي له عواقب على مستوى العالم أجمع.
وفي ضوء ذلك التهديد، طالب الوزير المُعيَّن حديثًا المنظمات الدولية والدول التي تحترم ميثاق الأمم المتحدة بالتدخل، مؤكدًا أن أوكرانيا أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) والشركاء الآخرين بالمعلومات.
كما ثمّن قرار الوكالة الذرية بتمديد بعثات المراقبة في العديد من المواقع النووية الأوكرانية، لكنه حثّ أيضًا المنظمة التابعة للأمم المتحدة والدول والمنظمات الأخرى بتسريع تنفيذ الاتفاقيات ذات الصلة، ونشر بعثات دائمة ومعززة في كل المواقع النووية.
كارثة نووية محتملة
تعليقًا على التسريبات الأوكرانية، اتهم رئيس مكتب الرئيس الأوكراني أندريه يرماك روسيا بالإرهاب، محذرًا من كارثة نووية محتملة".
وفي منشور عبر تطبيق تيليغرام، طالبَ يرماك أيضًا الدول العربية والجنوب العالمي بـ"ردّ فعل قاسٍ" على التحضير لسيناريو كارثة نووية محتملة، قائلًا، إنه يجب إيقافه على الفور، وفق تقرير لمنصة "فيرست بوست" (firstpost)، رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
ولم تستجب وكالة الطاقة الذرية لنداءات أوكرانيا الأخيرة على لسان وزير خارجيتها أندري سيبها، لكن المدير العام للوكالة رافائيل غروسي زار الجارتين سابقًا، وهناك حذّر من "الخطر الجسيم للنشاط العسكري قرب المواقع النووية"، مطالبًا البلدين بضبط النفس.
وتلك ليست المرة الأولى التي تتهم فيها أوكرانيا موسكو بالابتزاز النووي، فقد سيطرت قوات روسية على محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية في مارس/آذار من عام 2022.
وفي ذلك الوقت، نفت موسكو أيّ نيّة لديها للتسبب في حادث نووي، لكن البلدين تبادلا الاتهامات مرارًا بشأن استهداف مواقع قريبة من المحطة، وهو ما يُنذر بكارثة نووية محتملة.
تحذير رباعي
أعلنت الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان رفضها الشديد لاحتمالات أو التهديد باستهداف روسيا لمواقع نووية أوكرانية، واصفة ذلك بـ"غير المقبول".
وفي بيان صحفي منشور عبر الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض بتاريخ 21 سبتمبر/أيلول، أكدت الدول الأعضاء فيما يُعرف بالحوار الأمني الرباعي، دعمها للالتزام بالقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك وحدة وسيادة أراضي كل الدول، والحل السلمي للنزاعات.
وجاء في البيان: "نؤكد الحاجة إلى سلام شامل وعادل ودائم بما يتماشى مع القانون الدولي ويتّسق مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
وأشارت الدول لآثار الحرب الدائرة في أوكرانيا بأمن الطاقة وسلاسل الغذاء العالميين وعواقبها الإنسانية المروعة والمأساوية.
موضوعات متعلقة..
- طاقة التكرير في روسيا تفقد 34%.. هجمات أوكرانيا والصيانة أبرز الأسباب
- تعطل مرافق محطة زابوريجيا النووية بعد قصف شديد.. وروسيا تتهم أوكرانيا
- انبعاثات الكربون الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا تصل إلى مستويات قياسية (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- البصمة الكربونية لأكبر شركات الأزياء في العالم.. تعادل انبعاثات المغرب
- منصة عملاقة تضاعف إنتاج أكبر حقل غاز في تركيا.. حجمها يعادل 3 ملاعب كرة قدم
- أطول خط كهرباء بحري في العالم يتجاوز خوف قبرص وخطر تركيا
- حظر تمويل الوقود الأحفوري.. ماذا حققت مناقشات الدول "القلقة" الجديدة؟