طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

شركات الطاقة الشمسية في ألمانيا تسرّح موظفيها خوفًا من تباطؤ الطلب

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • قطاع الطاقة الشمسية في ألمانيا يعاني ركودًا حادًا
  • تعاني شركات الطاقة الشمسية في ألمانيا فيضان واردات الألواح الشمسية الصينية
  • سجلت سعة الطاقة الشمسية المضافة في ألمانيا 14 غيغاواط في 2030
  • اضطر بعض شركات الطاقة الشمسية في ألمانيا إلى غلق أبوابها
  • الطلب على الألواح الشمسية على الأسطح في ألمانيا يعاني ضعفًا حادًا

لجأت شركات الطاقة الشمسية في ألمانيا إلى خفض عمالتها في إطار استجابتها للركود الحاد الحاصل في تلك الصناعة النظيفة، نتيجة هبوط الطلب على الألواح الشمسية على الأسطح في البلاد.

واضطرت العديد من الشركات العاملة في قطاع الطاقة الشمسية إلى التضحية بأعدادٍ كبيرةٍ من موظفيها توفيرًا للنفقات ومواكبة ظروف السوق الحالية.

وتواجه شركات الطاقة الشمسية في ألمانيا مخاطر "فيضان" كاسح لواردات الألواح الكهروضوئية الصينية الرخيصة؛ ما دفع بعض تلك الشركات إلى تقليص إنتاجها أو حتى إغلاق أبوابها نهائيًا.

ووفق تقديرات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) سجلت سعة الطاقة الشمسية المضافة في ألمانيا 14 غيغاواط خلال العام الماضي (2023)، ومثّلت سعة الطاقة الشمسية على أسطح المنازل قرابة نصف السعة الإجمالية المركبة كافة.

وتستهدف الحكومة الوصول بحصة المصادر المتجددة في مزيج الطاقة في ألمانيا إلى 100%، بحلول أواسط العقد المقبل (2035).

خفض الوظائف

على الرغم من الأداء القوي الذي أظهرته على مدار العامين الماضيين، تعاني شركات الطاقة الشمسية في ألمانيا تراجعًا في الطلب، وضعف ظروف السوق؛ ما يدفعها إلى إجراء تخفيضات كبيرة في عمالتها، وفق ما أورده موقع رينيو إيكونومي (RENEW ECONOMY).

وشملت قائمة شركات الطاقة الشمسية في ألمانيا التي خفضت عمالتها شركة زولار (Zolar) الناشئة ومقرّها العاصمة الألمانية برلين، ونظيرتها السويسرية ماير برغر (Meyer Burger)، اللتين نفذتا خفضًا في الوظائف نتيجة تراجع الأعمال والتحولات في الإستراتيجيات المطبقة.

وتخطط زولار العاملة في مجال بيع وتركيب الألواح الشمسية في المنازل، لتسريح قرابة 200 موظف -ما يعادل نصف القوة العاملة بها- نتيجة تراجع الطلب على أنظمة الطاقة الشمسية على الأسطح، وفق ما نشرته صحيفة هاندلسبلات (Handelsblatt) الألمانية.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة زولار جيمي هيوود إن عام 2024 "صعب جدًا"، في تصريحات أدلى بها إلى هاندلسبلات.

وتستهدف زولار التخلص من أنشطتها الخاصة ببيع أنظمة الطاقة الشمسية إلى أرباب المنازل، والتركيز على الخدمات المقدمة إلى الشركات المحلية المتخصصة في تركيب الخلايا الشمسية.

وبالمثل تخفض شركة ماير برغر أعداد موظفيها عالميًا بنحو 200 شخص، من 1050 إلى 850 شخصًا، من بينها وظائف في ألمانيا، بحسب صحيفة تاغس شبيغل.

وقالت الشركة إنها بصدد تبسيط هيكلها المؤسسي بالكامل، وتقليص عدد الموظفين لديها في أوروبا، غير أنها تخطط لتعزيز وجودها في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، تخطط ماير برجر للحفاظ على موقع إنتاج الألواح الشمسية التابع لها في ساكسونيا، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

تركيب ألواح شمسية على الأسطح في ألمانيا
تركيب ألواح شمسية على الأسطح في ألمانيا - الصورة من Shutterstock

غلق كامل

اضطرت العديد من شركات الطاقة الشمسية في أوروبا إلى غلق بعض المصانع التابعة لها جراء الركود الذي طال القطاع الأوسع في أوروبا، الذي تسبّب -كذلك- في ظهور حالات إفلاس بين الشركات في تلك الصناعة الإستراتيجية، بحسب هاندلسبلات.

وتقدمت شركة إيجينسون (Eigensonne)، على سبيل المثال، ومقرّها برلين، بطلب لإشهار إفلاسها في شهر ديسمبر/كانون الأول (2023).

وكان قد جرى الاستحواذ على إيجينسون من قبل شركة أميا إنرجي (Amia Energy) التي أعلنت إفلاسها هي الأخرى في أوائل مايو/أيار الماضي.

وأعلنت شركة إنفولتيك (Envoltec) التي تتخذ من مدينة لايبزيغ الألمانية مقرًا لها، والعاملة في مجال تركيب محطات الطاقة الشمسية، في وقت سابق من العام الحالي (2024)، إفلاسها، وفق متابعات لمنصة الطاقة المتخصصة.

كما أعلنت شركة الطاقة الشمسية إنرسول (Enersol) ومقرّها ولاية بادن فورتمبيرغ جنوب غرب ألمانيا، أنها ستغلق عملياتها في شهر أكتوبر/تشرين الأول (2024)، قائلةً إنه لم يعد بمقدورها التربح من أنشطتها التجارية.

عوامل الركود

يقف عدد من العوامل وراء الركود الذي أثر سلبًا في أنشطة شركات الطاقة الشمسية بألمانيا، في مقدمتها التراجع الحاد في الطلب على تركيبات الألواح الشمسية على أسطح المنازل، في ظل تراجع مخاوف ارتفاع أسعار الكهرباء منذ انتهاء أزمة الطاقة التي عصفت بالبلاد.

كما يُعزى هبوط الطلب على تركيبات الألواح الشمسية في المنازل إلى ارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض القوى الشرائية، بحسب معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وبالنسبة إلى شركات التصنيع الأوروبية فقد أضحى من الصعب عليها مواكبة المنافسة مع نظرائهم العالميين، نتيجة انخفاض أسعار الوحدات الشمسية، لا سيما المصنعة في الصين.

متخصصون يركبون ألواحًا شمسية على الأسطح في ألمانيا

صناعة الطاقة الشمسية في ألمانيا

تستهدف ألمانيا زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 80% بحلول عام 2030، ما يعادل سعة 215 غيغاواط.

وأقرّ البرلمان الألماني "البوندستاغ" مستهدف تركيب ألواح شمسية سعة 215 غيغاواط، بحلول نهاية العقد الحالي (2030)؛ ما يتطلّب مضاعفة معدل التركيب السنوي 3 مرات مقارنةً بعام 2022 المنصرم.

ويعمل القائمون على قطاع الطاقة الشمسية في ألمانيا على إنهاء الاعتماد المفرط على الصين، ودعم الصناعة عبر منح المحطات التي تستعمل مكونات محلية دعمًا حكوميًا.

وخلال الأشهر الأخيرة اقترحت وزارة الاقتصاد تقديم ما أطلقت عليه "مكافأة المرونة" لتحفيز المواطنين على تركيب ألواح شمسية على الأسطح محلية الصنع لتعزيز الطلب، لكن حزب الائتلاف الحاكم بقيادة الحزب الديمقراطي الحر اعترض على الخطة بوصفها تدخلًا "باهظ التكلفة".

كما قُوبلت الخطوة -كذلك- بالرفض من قبل مطوري مشروعات الطاقة الشمسية الذين يعتمدون على الاستيراد من الصين، مبررين موقفهم بأنها ستؤدي إلى حالة من الفوضى داخل السوق، وفق تقرير سابق نشرته رويترز.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق