جذب بديل قناة السويس ناقلات الغاز المسال الروسية للتهرب من العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بعد غزو أوكرانيا في مطلع عام 2022.
وأظهرت بيانات تتبع السفن لشركة "إل إس إي جي" (LSEG)، تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اليوم الخميس 19 سبتمبر/أيلول (2024)، أن ناقلة تحمل شحنة من مشروع أركتيك 2 مرّت عبر طريق بحر الشمال، واقتربت من مركز للغاز.
وشوهدت الناقلة "إيفرست إنرجي" (Everest Energy)، التي خضعت لعقوبات أميركية الشهر الماضي، على بعد نحو 100 كيلومتر (نحو 50 ميلا بحريًا) من منصة التخزين العائمة "كورياك"، الواقعة في أقصى شرق روسيا، لكن لم تُكشَف الوجهة النهائية للشحنة.
وتُستعمل منصة التخزين "كورياك" في نقل الغاز المسال من الناقلات الجليدية إلى الناقلات التقليدية لخفض تكاليف النقل.
ورغم العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على موسكو، أظهرت بيانات تتبع السفن مؤخرًا تحميل العديد من الشحنات من مشروع أركتيك 2 عبر بديل قناة السويس، إذ تواصل روسيا العثور على مشترين لصادراتها المربحة من النفط والغاز.
محطة أركتيك 2
تعدّ أركتيك 2 أكبر محطة عاز مسال في روسيا، بطاقة إنتاجية قصوى تبلغ 19.8 مليون طن سنويًا، وتديرها شركة نوفاتك الروسية "Novatek"، بنسبة 60% من الأسهم، وفقًا لـ"رويترز".
في أغسطس/آب (2024)، بدأت المحطة تصدير الغاز المسال من خلال أسطول الظل، الذي يضم ناقلات مجهولة الهوية تُخفي موقعها الدقيق خلال الإبحار، للإفلات من العقوبات.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية وبيانات تتبع السفن أن 3 ناقلات، منها "إيفرست إنرجي"، حمّلت شحنات من المحطة، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضحت بيانات تتبُّع السفن أن الناقلة إيفرست إنرجي، التي خضعت لعقوبات أميركية في أغسطس/أب الماضي، كانت قد حمّلت شحنة من محطة أركتيك 2، وتحركت في طريقها إلى آسيا عبر بديل قناة السويس، في الأسبوع الأول من سبتمبر/أيلول الجاري.
وخُزِّنَت الشحنة التي حمّلتها الناقلة إيفرست في منصة التخزين العائمة "سام"، في حين لم تعثر شحنتا الناقلتين الأُخريين على مشترين، وظلّتا في المياه الروسية أو الأوروبية، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
يصل عمر الناقلة إيفرست إنرجي إلى 21 عامًا، ولا تتوافر بها التجهيزات الكافية، ما يُشير إلى أخطار محتملة تُصاحب مرورها في المياه المجمّدة عبر طريق بحر الشمال.
وبالإضافة إلى العقوبات الأميركية، ألغى مكتب تسجيل السفن الدولية في بالاو ترخيص الناقلة إيفرست إنرجي، إلى جانب سفينتي آسيا إنرجي وبايونير.
وتواجه السفن صعوبة في المرور في بديل قناة السويس من منطقة مورمانسك شمالي روسيا، بالقرب من الحدود مع النرويج إلى مضيق بيرنغ بالقرب من ألاسكا.
بديل قناة السويس
يربط طريق بحر الشمال أوروبا مع منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويهدف إلى اختصار المسافة بينهما بنسبة 50%، بالمقارنة مع ممرات الشحن العالمية الأخرى.
ويبلغ طول بديل قناة السويس نحو 5 آلاف و600 كيلومتر، ويمرّ في 4 بحار متفرعة من المحيط المتجمد في الشمال، ويبدأ مساره من الحدود الروسية النرويجية عند مضيق "كارا" بين بحر بارنتس وبحر كارا، وينتهي عند مضيق بيرنغ، الواصل بين ولاية ألاسكا الأميركية وقارة آسيا، ويربط المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الهادئ، وفق بيانات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ويوضح الإنفو غرافيك أدناه -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أبرز المعلومات عن طريق بحر الشمال الجديد، بديل قناة السويس:
ويعمل بديل قناة السويس منذ 5 سنوات، وشهد زيادة حركة الشحن بنسبة 73% بين عامي 2018 و2022، إذ أصبح ممرًا إستراتيجيًا للهند، ويشهد الطريق حاليًا استثمارات ضخمة، إذ تعهدت روسيا بإنفاق 2 تريليون رويل (21.6 مليار دولار) خلال 13 عامًا لتطويره.
ويواجه طريق بحر الشمال تحديات طبيعية كبيرة تتمثل في الجليد الكثيف خلال فصل الشتاء، ما يعوق حركة السفن ويهدد باصطدامها بالجبال الثلجية.
موضوعات متعلقة..
- شحنة غامضة من النفط الروسي تتفادى البحر الأحمر.. ما علاقة مصر؟
- هل يعزز طريق بحر الشمال الروسي نقل النفط والغاز بين موسكو ونيودلهي؟ (تقرير)
- الغاز المسال الروسي في مرمى عقوبات أوروبية جديدة على الكرملين
اقرأ أيضًا..
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع إلى 782 مليون متر مكعب
- وكالة الطاقة الدولية تحذر من عجز إمدادات الكهرباء في أوكرانيا.. وتحدد 10 إجراءات فورية
- قدرة الطاقة الشمسية العالمية قد ترتفع 593 غيغاواط بقيادة 5 دول (تقرير)
