التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةرئيسيةسلايدر الرئيسيةغازوحدة أبحاث الطاقة

توقعات بتسارع نمو قدرة إعادة التغويز العالمية في 2024 (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - حسين فاروق

شهدت قدرة إعادة التغويز العالمية ارتفاعًا ملحوظًا منذ عام 2022، مع توقعات استمرار تسارع النمو على مدى السنوات المقبلة، بالنظر إلى أهمية الغاز بوصفه وقودًا انتقاليًا نحو الطاقة المتجددة.

وتشير التقديرات إلى أن القدرة العالمية على استيراد الغاز المسال ستشهد معدل نمو سنوي مركب بنسبة 7.7% بين عامي 2022 و2024، لتصل إلى 1.4 تريليون متر مكعب تقريبًا، مقابل معدل نمو 4.8% خلال المدة بين 2019 و2021، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ومنذ عام 2022، شُوهدت أكبر التغييرات في كل من قارتي آسيا وأوروبا، اللتين تعدان أكبر مستوردي الغاز الطبيعي المسال عالميًا، وتمثلان أكثر من 80% من قدرة إعادة التغويز العالمية، التي تعني تحويل الغاز المسال إلى غاز طبيعي صالح للاستهلاك المباشر.

ومن المتوقع أن يبلغ معدل النمو السنوي المركب لسعة إعادة التغويز في آسيا بين عامي 2022 و2024 بنسبة 6.3%، مقابل 14.4% في أوروبا خلال المدة نفسها.

قدرة إعادة التغويز في آسيا

يُعزى نمو قدرة إعادة التغويز في آسيا إلى الصين والهند، حيث تلبي الواردات الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي، ما دفع إلى بناء قدرات إسالة في مناطق أخرى مثل الولايات المتحدة، التي تهدف إلى تلبية الطلب في الأسواق الآسيوية والأوروبية، بحسب أحدث تقرير سنوي صادر عن الاتحاد الدولي للغاز.

ودعّمت الصين جهودها للانتقال إلى مصادر طاقة أنظف وتقليل اعتمادها على الفحم وزيادة التوجه نحو استعمال الغاز الطبيعي من خلال بناء محطات إعادة التغويز.

وفي الوقت نفسه، تساعد إضافات قدرة إعادة التغويز في الهند على تحقيق هدفها المتمثل في زيادة حصة الغاز الطبيعي بمزيج الطاقة إلى 15% بحلول 2030، مقارنةً بنسبة 6.7% الحالية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

التحول عن الغاز الروسي يدعم السعة في أوروبا

يمكن أن يُعزى التوسع السريع في قدرة إعادة التغويز في أوروبا إلى التحول بعيدًا عن الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، وهو اتجاه اكتسب زخمًا في أعقاب حرب أوكرانيا المندلعة عام 2022.

وكانت أوروبا تعتمد كثيرًا على الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب لتلبية احتياجاتها من الطاقة، الذي كان يمثّل 40% من واردات القارة من الغاز، قبل نشوب الحرب الروسية الأوكرانية.

صادرات الغاز الروسي و أسعار الغاز في أوروبا
خطوط أنابيب لنقل الغاز - الصورة من روكويل أتومشن

ومع تصاعد الصراع الروسي الأوكراني، شهدت أوروبا تحولًا ملحوظًا نحو زيادة الاعتماد على واردات الغاز المسال، خاصة من الولايات المتحدة.

وكان حجم التوسع وسرعته في البنية التحتية لإعادة التغويز غير مسبوقين، مع سرعة نشر المحطات البرية والوحدات العائمة، حتى في البلدان التي لم تكن لديها محطات للغاز المسال، مثل ألمانيا.

أكبر الإضافات في أوروبا

من المتوقع أن تتوسع قدرة إعادة التغويز في أوروبا، لتصل إلى 283 مليار متر مكعب، خلال عام 2024، ما يمثّل زيادة بنسبة 15.3% على أساس سنوي.

وتُعد ألمانيا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا أكبر الدول إسهامًا في تعزيز البنية التحتية لإعادة التغويز في القارة العجوز.

ومع نهاية 2024، من المتوقع أن تطلق ألمانيا 3 محطات لإعادة التغويز، تجعلها تُسهم في إضافة 25 مليار متر مكعب من القدرة.

وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة "هويغ غانيت" في ميناء برونسبوتل بألمانيا
وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة "هويغ غانيت" في ألمانيا – الصورة من رويترز

وفي الوقت نفسه، من المتوقع أن تتضاعف قدرة استيراد الغاز المسال في هولندا، بإضافة ما يصل إلى 12 مليار متر مكعب، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي السنوات القليلة الأخيرة، شهدت قدرة إعادة التغويز الأوروبية ارتفاعًا متسارعًا، بعد 10 سنوات من النمو البطيء، لتبلغ 210 مليارات متر مكعب بنهاية عام 2021.

وبعد عامين فقط، وصلت سعة إعادة التغويز الإجمالية في أوروبا إلى 245 مليار متر مكعب، بمعدل نمو سنوي مركب 8%، ما يمثّل تسارعًا كبيرًا عن المعدل البالغ 2.3% بين عامي 2011 و2020.

الفائض يلبّي ارتفاع الطلب

يوفّر الفائض في قدرة إعادة التغويز العالمية ضمانة حاسمة أمام الطلب غير المتوقع في أوقات الذروة، ما يسمح باستجابة مرنة لأنماط العرض والطلب المتغيرة، وتعزيز أمن الطاقة.

وارتفعت معدلات استعمال بعض محطات إعادة التغويز العالمية لتصل إلى طاقتها القصوى، خلال ذروة أزمة الطاقة، فقد كانت البنية التحتية محدودة.

فعلى سبيل المثال، بلغ معدل تشغيل محطات إعادة التغويز في فرنسا 108% في 2022، وهو أعلى مستوى يصل له، إذ اعتمدت البلاد على الغاز المسال بديلًا للغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق