رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

ترمب يهاجم الطاقة المتجددة في ألمانيا.. كيف ردت وزارة الخارجية؟

خالد بدر الدين

تعرّضت الطاقة المتجددة في ألمانيا لهجوم من المرشح الرئاسي في الانتخابات الأميركية دونالد ترمب، خلال مناظرته التلفزيونية الأخيرة مع منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

وهاجم ترمب في المناظرة سياسات المناخ والطاقة المتجددة في أميركا، كما تطرّق إلى ألمانيا مدعيًا فشلها في التحول إلى الطاقة النظيفة واضطرارها للعودة إلى مصادر الطاقة التقليدية ومنها الفحم، بحسب المناظرة التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأثارت تصريحات المرشح الجمهوري المثير للجدل حول سياسات الطاقة المتجددة في ألمانيا، حفيظة حكومة برلين، وردت بصورة فورية، لأن ألمانيا ظلّت محور غضب ترمب في أثناء رئاسته من 2017 إلى 2021، وفقًا لتقارير عالمية رصدتها منصة الطاقة المتخصصة

ونشرت وزارة الخارجية الألمانية على حسابها بمنصة "إكس" تصحيحًا لمزاعم الرئيس الأميركي السابق التي استندت إلى بيانات غير دقيقة حول حصة الفحم ودرجة اعتماد البلاد عليه في مزيج توليد الكهرباء.

ثلثا الكهرباء من الطاقة المتجددة

قالت وزارة الخارجية الألمانية، إن سياسات الطاقة في البلاد تستهدف خفض الاعتماد التدريجي على الوقود الأحفوري منذ أوائل العقد الأول من القرن الـ21، ما أدى إلى زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة الوطني.

وذكرت الوزارة بيانات تفيد بانخفاض حصة الفحم في مزيج توليد الكهرباء من 34% في عام 2022، إلى 20% خلال النصف الأول عام 2024، ما يدل على انخفاض مطرد في الاعتماد على المعدن الأسود الموصوم بيئيًا.

محطات التوليد بالفحم في ألمانيا
أبراج تبريد في محطات توليد بالفحم لدى ألمانيا - الصورة من رويترز

في المقابل، ارتفعت حصة الكهرباء المولدة من الرياح والطاقة الشمسية والكهرومائية إلى 61.5% من مزيج الكهرباء لدى ألمانيا خلال النصف الأول من 2024، مقارنة بنحو 53.3% خلال عام 2023، ما يدحض مزاعم ترمب حول إخفاق سياسات الطاقة المتجددة في ألمانيا.

وعزّزت وزارة الخارجية الألمانية ردودها على ترمب، عبر تأكيدها عدم بناء البلاد أي محطات جديدة للتوليد بالفحم أو الطاقة النووية، بل على العكس من ذلك، تواصل الجهات المختصة إغلاق هذه المحطات بما يتماشى مع التزامات برلين في مجال تحوّل الطاقة، بحسب ما نشره موقع إنرجي نيوز المتخصص (energynews).

إلغاء الفحم نهائيًا في 2038

تخطط برلين لتعزيز الطاقة المتجددة في ألمانيا بالتخلص التام من الفحم بحلول عام 2038، وهو جدول زمني لم يتغير رغم التحديات التي واجهتها البلاد منذ الحرب الروسية الأوكرانية.

كما تهدف برلين، صاحبة أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، إلى تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2045، وأداء دور مركزي في تحديد سياسات الطاقة الأوروبية.

ويهدف رد ألمانيا على مزاعم دونالد ترمب إلى حماية نفوذها داخل الاتحاد الأوروبي ومنع انتشار المعلومات غير الدقيقة التي يمكن أن تضعف موقفها على الساحة الدولية بصفتها رائدة في مجال سياسات المناخ.

ويستند ترمب في خلافاته مع ألمانيا إلى خلفيات العلاقات التاريخية المتوترة بين البلدين بشأن قضايا التجارة والدفاع منذ عام 1917، وهو ما انعكس على أدائه خلال مدة ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021)، إذ ظل ينتقد برلين في مسائل تتعلق بالفوائض التجارية معها ومشاركتها في حلف الناتو.

ترمب ينتقد الطاقة المتجددة في ألمانيا
الرئيس الأميركي السابق والمستشارة الألمانية سابقًا في أثناء ولايته السابقة (2017-2021)

سياسات الطاقة المتجددة في ألمانيا

يُستعمل نموذج تحول الطاقة الألماني، بصفته معيارًا للدول الأوروبية الأخرى، التي تسعى إلى تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري، إذ يمثّل تنويع مصادر الطاقة وزيادة حصة المتجددة منها في ألمانيا، إستراتيجيتين متكاملتين.

وتسعى ألمانيا لإغلاق محطات الطاقة التي تعمل بالفحم والطاقة النووية مع الاستثمار بكثافة في الطاقات المتجددة، في تناقض واضح مع سياسات الطاقة الأميركية، التي ما تزال تستعمل الوقود الأحفوري، كونه أحد المكونات المهمة في مزيج الكهرباء الوطني.

ويبيّن هذا الاختلاف بين برلين وواشنطن أولويات إستراتيجية مختلفة، ففي حين تسعى الولايات المتحدة إلى استغلال احتياطياتها الهائلة من النفط والغاز لضمان استقلالها في مجال الطاقة، تركز برلين على تقليص الانبعاثات الكربونية، والابتكار في مجال الطاقة المتجددة.

ويستمر الجدل حول مصادر الطاقة المتجددة والغاز والفحم في قلب المناقشات السياسية والاقتصادية على جانبي المحيط الأطلسي، وسط مخاوف من أن تؤثر الانتخابات الأميركية في سياسات الطاقة المحلية، وإستراتيجيات الطاقة الأوروبية، في حال فوز المرشح الجمهوري المعادي لسياسات المناخ.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق