مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر.. السعودية تسبق العالم (تقرير)
نوار صبح
- • مشروعات الهيدروجين والأمونيا واسعة النطاق يمكن أن تكون قابلة للتطبيق ومربحة
- • رؤى نيوم يمكن أن تكون نموذجًا لمشروعات أخرى في مرحلة مبكرة قيد الدراسة
- • نيوم تتمتع بمساحة للتحسن بمرور الوقت فيما يتعلق بالكفاءة التشغيلية
- • من المقرر أن يكتمل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في عام 2026
سجّلت شركة نيوم للهيدروجين الأخضر السعودية انطلاقة واسعة النطاق؛ اعتمادًا على إمكانات واعدة، أهمها وفرة مصادر الطاقة المتجددة في موقع العمل.
يأتي ذلك على عكس البدايات المتواضعة لقطاع الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، مثل الأمونيا الخضراء، الذي كان يميل إلى البدء صغيرًا في أماكن مثل أوروبا.
وتشير المؤشرات المبكرة إلى أن هذا النهج يُؤتي ثماره لمشروع التصدير العملاق في المملكة العربية السعودية، بتكلفة 8.4 مليار دولار، وفقًا لتقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
ومن المقرر أن ينتج مشروع نيوم 1.2 مليون طن سنويًا من الأمونيا الخضراء من عام 2026، من نحو 4.4 غيغاواط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية.
أحدث تطورات المشروع
التقت منصة إنرجي إنتليجنس Energy Intelligence المتخصصة بمتابعة أحدث التطورات والاتجاهات في صناعة الطاقة الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، وسام الغامدي، الأسبوع الماضي لمناقشة أحدث تطورات المشروع.
في إشارة إلى رؤى الشركة وقدرتها على أن تكون نموذجًا يُحتذى لمشروعات أخرى في مرحلة مبكرة قيد الدراسة، قال الغامدي: "بالطبع، لا يوجد نموذج مثالي، أو قابل للتكرار تمامًا".
وأضاف: "لن تتمكن أغلب مشروعات الأمونيا الخضراء أو الهيدروجين الأخضر من تكرار نموذج نيوم من كثب، وستحتاج أغلبها إلى إعانات لسنوات عديدة حتى تنجح اقتصاداتها".
وأوضح أن شركة نيوم تتمتع بفرص للتحسن بمرور الوقت فيما يتعلق بالكفاءة التشغيلية، وكما هو الحال مع أي مشروع معقد، فقد تكون هناك بعض الانحرافات في مسار نيوم نحو النجاح على الرغم من البداية القوية.
تجدر الإشارة إلى أن الشركة اتخذت قرار الاستثمار النهائي بشأن المشروع في مايو/أيار 2023، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
توظيف الأساسات بشكل صحيح
قال الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، وسام الغامدي، إن 4 مكونات رئيسة جعلت مشروع نيوم قابلًا للتطبيق اقتصاديًا؛ وهي: موقع متميز، وبناء قدرة الطاقة المتجددة، وإيجاد المشتري المناسب، والتعاون مع المساهمين الداعمين.
وأكد أن "توظيف هذه الجوانب الأساسية بصورة صحيحة من شأنه أن يساعد معظم المشروعات على تحقيق نموذج عمل قوي"، وفق منصة إنرجي إنتليجنس Energy Intelligence.
وأضاف: "لكي نكون منصفين، فإن موقع نيوم بشمسه الساطعة ورياحه النشطة سيكون من المستحيل أن تضاهيه أماكن مثل أوروبا أو شرق آسيا".
وقال الغامدي: "نحن محظوظون بموقع نيوم"، مضيفًا: "لدينا وفرة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الموثوقة"، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأردف: "يمكن القول إن السعودية تُعد المنتج الأقل تكلفة للكهرباء من الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح البرية على مستوى العالم، إذ حقّقت تكلفة موحدة لمقاييس الكهرباء بنحو 10 دولارات لكل ميغاواط/ساعة للطاقة الشمسية الكهروضوئية، ونحو 16 دولارًا لكل ميغاواط/ساعة لطاقة الرياح البرية.
وأشار الغامدي إلى أن "الاستحواذ لمدة 30 عامًا مع شركة إير برودكتس Air Products كان عاملًا رئيسًا" في الوصول إلى الإغلاق المالي.
وتابع: "لدينا مزيج فريد من المساهمين، بما في ذلك شركة أكوا باور Acwa Power، التي تتمتع بخبرة كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، وشركة إير بروداكتس، التي تتمتع بخبرة كبيرة في مجال الغازات الصناعية".
وبيّن أن الشريك الآخر هو مدينة الطاقة السعودية نيوم، المملوكة للحكومة السعودية.
الالتزام بالمواعيد
أكد الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، وسام الغامدي، أن المشروع يسير وفق الجدول الزمني المحدد، ويحقق مراحل مهمة في مختلف المجالات مثل تركيبات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية، ومحطات ربط الشبكة، ومكونات الهيدروجين الرئيسة، مثل المحللات الكهربائية وخزانات التخزين.
ومن المقرر أن يكتمل المشروع في عام 2026 -بافتراض أن كل شيء يسير كما هو مخطط له- ويتسارع بسرعة إلى إنتاج 600 طن يوميًا من الهيدروجين الأخضر، وهو ما يعادل 1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًا.
ومنذ مرحلة التصميم، كان المشروع دائمًا عبارة عن مخطط للأمونيا الخضراء وليس الهيدروجين الأخضر، بسبب الحجم ووظيفة التصدير.
وأوضح الغامدي أن "الشحن الدولي إلى شركة إير بروداكتس في شكل هيدروجين أخضر سيكون أصعب وأكثر تكلفة".
وقال إن "تقنيات شحن الهيدروجين ليست ناضجة بما يكفي على هذا النطاق، لذا فإن الأمونيا الخضراء هي الحل الأمثل".
استعمال التكنولوجيا الموثوقة
اتخذت شركة نيوم قرارًا مبكرًا واعيًا باستعمال التكنولوجيا الموثوقة بدلًا من المغامرة في مجال أقل شهرة.
وسيستعمل مشروع نيوم الرائد أجهزة التحليل الكهربائي القلوية التي توفّرها شركة ثيسن كروب ThyssenKrupp، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وألمح الرئيس التنفيذي لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر، وسام الغامدي، إلى أن "تكنولوجيا التحليل الكهربائي والمورد تم اختيارهما قبل الإغلاق المالي"، مضيفًا أن "هذا يوفر الحجم الذي نحتاج إليه".
في المقابل، سيستعمل المشروع 2.2 غيغاواط من أجهزة التحليل الكهربائي، تغذّيها الكهرباء المتجددة من الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح والبطاريات عند الحاجة.
موضوعات متعلقة..
- بناء أكبر خزانات أمونيا في العالم لمشروع نيوم للهيدروجين الأخضر
- تطورات مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر في السعودية (صور خاصة)
- إصدار أول رخصة في أوكساجون السعودية لشركة نيوم للهيدروجين الأخضر
اقرأ أيضًا..
- حقول النفط والغاز في السعودية.. قصص الاكتشافات والاحتياطيات الضخمة (ملف خاص)
- من يهيمن على سوق توربينات الغاز في العالم؟.. شركة سعودية بقائمة الكبار (تقرير)
- الكهرباء النظيفة تتجاوز 40% من إجمالي التوليد العالمي لأول مرة (تقرير)