تتواصل مساعي زيادة صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا، بالتزامن مع توجه القارة العجوز لإبرام صفقات جديدة لتأمين الإمدادات، ولا سيما مع قرب حلول فصل الشتاء.
وتصدر أذربيجان الغاز إلى 8 دول في أوروبا، ولديها اتفاق لمضاعفة صادراتها بحلول عام 2027، وتجري محادثات لزيادة صادراتها إلى 3 دول أوروبية أخرى، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وخلال مشاركته بمنتدى أمبروسيتي في تشيرنوبيو في إيطاليا، كشف الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، عن إجراء بلاده مفاوضات مع مشترين جدد محتملين لم يُسمهم، وفقًا لـ"بلومبرغ".
وتُعد إيطاليا أكبر مشترٍ للغاز الأذربيجاني في أوروبا، أما الدول الأخرى فهي اليونان وبلغاريا ورومانيا والمجر وصربيا وسلوفينيا وكرواتيا، وقد بدأت تلقي الإمدادات هذا الأسبوع.
وقال علييف إن روسيا وأوكرانيا اتصلتا به لتسهيل نقل الغاز عبر أوكرانيا إلى أوروبا عند انتهاء الاتفاق الذي يسمح للغاز الروسي بعبور أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، في ديسمبر/كانون الأول المقبل.
بدائل الغاز الروسي
تعمل أوروبا جاهدة على إبرام صفقات غاز جديدة لتعزيز الإمدادات بعد انخفاض التدفقات من روسيا في عام 2022، التي قد تتقلّص بشكل أكبر في نهاية العام الحالي، عند انتهاء الصفقة التي تسمح للغاز الروسي بعبور أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وطلب الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا من أذربيجان تسهيل المناقشات مع روسيا بشأن صفقة نقل الغاز التي من المقرر أن تنتهي في نهاية هذا العام، وفقًا لـ"رويترز".
وتواصل دول أوروبية، مثل النمسا وسلوفاكيا، استقبال الغاز الروسي عبر خط الأنابيب الذي يعبر أوكرانيا، رغم محاولات الاتحاد الأوروبي التوقف عن الاعتماد على الغاز الروسي.
وقد يُمثل استبدال الإمدادات الروسية والاعتماد على الغاز من دولة أخرى -مثل أذربيجان أو تركيا- أحد الحلول الممكنة التي من شأنها السماح لأوكرانيا بمواصلة تلقي رسوم العبور مقابل استعمال شبكتها، وتمكين أوروبا من مواصلة الحصول على الغاز.
وفي يوليو/تموز الماضي، كشف الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، عن أن بلاده تجري محادثات لإرسال الغاز من أذربيجان إلى الاتحاد الأوروبي، قائلًا: "إن الاتفاق على استبدال إمدادات أذربيجانية والاعتماد على الغاز الروسي هو أحد المقترحات التي تُنَاقَش في الوقت الحالي".
وشدد زيلينسكي على أنه لن يسمح لروسيا بالاستفادة من إرسال الغاز عبر خطوط الأنابيب في بلده.
وخلال عام 2023، بلغت صادرات الغاز الأذربيجاني 24 مليار متر مكعب، نصفها إلى أوروبا، وفق بيانات وزارة الطاقة الأذربيجانية.
ومن المتوقع أن تبلغ صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا، العام الحالي، نحو 13 مليار متر مكعب هذا العام.
طريق الغاز
أبدى الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الجمعة 6 سبتمبر/أيلول 2024، تفاؤله بإمكان تحقيق انفراجة في المحادثات بين روسيا وأوكرانيا بشأن استمرار تدفق الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى عدة دول أوروبية.
وأضاف علييف: "نعتقد أن هناك أساسًا لتحقيق اختراق، ولكن ربما يكون من السابق لأوانه أن أدخل في الكثير من التفاصيل".
وتابع: "نريد فقط دعم تلك الدول، وأوكرانيا أيضًا؛ لأن توقف العبور يعني أن نظام توزيع الغاز في أوكرانيا سوف يُصاب بالشلل تمامًا".
وأكد الرئيس الأذربيجاني أن بلده تؤدّي دورًا رئيسًا في أمن الطاقة بالاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن 7 من الدول الـ10 التي تعتمد على شبكة خطوط أنابيب ممر الغاز الجنوبي لإمداداتها من الغاز هي أعضاء في الاتحاد.
وواصل: "ربما لهذا السبب وصفت المفوضية الأوروبية أذربيجان بأنها مورد الغاز لعموم أوروبا، وكذلك شريك موثوق به".
صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا
في أول 7 أشهر من عام 2024، قفزت صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا بنسبة 13.6%.
وفي المدة من يناير/كانون الثاني إلى نهاية يوليو/تموز (2024)، ارتفع إنتاج الغاز الطبيعي في أذربيجان بنسبة 5%، ليصل إلى نحو 29.5 مليار متر مكعب.
وبلغت صادرات الغاز الأذربيجاني إلى الخارج نحو 14.7 مليار متر مكعب خلال أول 7 أشهر من العام الجاري، بزيادة نسبتها 5.7%، مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي (2023).
وخلال المدة من يناير/كانون الثاني إلى نهاية يوليو/تموز من العام الجاري، بلغت صادرات الغاز الأذربيجاني إلى تركيا نحو 5.8 مليار متر مكعب، ونحو 7.5 مليار متر مكعب إلى أوروبا و1.4 مليار متر مكعب إلى جورجيا.
موضوعات متعلقة..
- صادرات الغاز الأذربيجاني إلى أوروبا ترتفع 13.6% في 7 أشهر
- إمدادات النفط والغاز الروسيين إلى أوروبا مرهونة باعتبارات جيوسياسية معقدة (مقال)
- إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا توشك على التوقف.. وهذه خيارات أوروبا
اقرأ أيضًا..
- خطط مصر لاستيراد 20 شحنة في الشتاء تصعد بأسعار الغاز الأوروبية
- قطاع الطاقة الشمسية في أميركا يتلقى صدمة.. شركة جديدة تشهر إفلاسها
- إنتاج النفط في قازاخستان قد يهبط 400 ألف برميل يوميًا بسبب صيانة "كاشاجان"
