رئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

أسعار الرياح البحرية في المملكة المتحدة ترتفع 58% بأحدث العطاءات

سلمى محمود

تواجه مشروعات طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة تحديًا جديدًا في ضوء زيادة أسعارها؛ ما يرفع التكلفة النهائية للحياد الكربوني في قطاع الكهرباء بحلول عام 2030.

وبحسب التفاصيل لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أُعلنت الجولة السادسة لعطاءات الطاقة المتجددة في بريطانيا مؤخرًا، التي تضمنت طرح مشروعات لطاقة الرياح البحرية، بعدما غابت عن الجولة الخامسة.

وارتفعت أسعار الكهرباء المولدة من طاقة الرياح البحرية إلى 82 جنيهًا إسترلينيًا (107.42 دولارًا أميركيًا) لكل ميغاواط/ساعة، بموجب اتفاق عقود الفروقات (CfDs) بين الحكومة والشركات المنفّذة لمشروعات الطاقة المتجددة بالبلاد.

*(الجنيه الإسترليني = 1.31 دولارًا أميركيًا).

ووفق هذا النظام من العقود، يُحدد سعر معين للكهرباء خلال عطاءات مشروعات الطاقة المتجددة، وحال انخفاض الأسعار عن السعر المحدد تغطي الحكومة الفروقات، ولكن إذا ارتفعت الأسعار مستقبلًا تدفع الشركات الفارق للحكومة.

ويرى خبراء أن هذه الارتفاعات تكلّف الأسر البريطانية ما يصل إلى 180 مليون جنيهًا إسترلينيًا سنويًا.

وبموجب العطاء الأخير، سيوفر 131 مشروعًا جديدًا (يشمل: طاقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة المد والجزر) -بقدرة 10 غيغاواط- الكهرباء لنحو 11 مليون منزل وشركة.

ارتفاع الأسعار

ارتفعت أسعار الكهرباء المولدة من مشروعات طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة في العطاء الحالي بنسبة 58%، مقارنة بآخر عطاء طُرِح، وتضمَّن تلك المشروعات.

وتسهم الأسعار الجديدة في زيادة فواتير الكهرباء التي ستدفعها الأسر البريطانية، وفق تقرير لمنظمة نت زيرو ووتش (Net Zero Watch).

وترى المنظمة المعنية بمواجهة السياسات الحكومية غير المدروسة لمعالجة تداعيات تغير المناخ، أن أسعار مشروعات الطاقة المتجددة، ومن بينها طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة، ستقفز في النهاية بتكلفة خطة الحكومة للحياد الكربوني في مشروعات توليد الكهرباء بحلول عام 2030.

ويبلغ حجم القدرات الإجمالية لمشروعات طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة حاليًا نحو 3.4 غيغاواط، في ضوء المزايا السعرية التي تقدّمها الحكومة وفق اتفاق "العقود مقابل الفروقات".

ثغرات قانونية

تتضمن الإجراءات المرنة التي تتخذها الحكومة البريطانية في تحديد أسعار عقود مشروعات طاقة الرياح في المملكة المتحدة ضمن اتفاق العقود مقابل الفروقات ثغرة مكلفة للأسر البريطانية.

مشروع لطاقة الرياح البحرية في بريطانيا
مشروع لطاقة الرياح البحرية في بريطانيا-الصورة من cleanenergywire

وتمثلت الثغرة في إمكان تحويل الشركات المنفّذة لمشروعات طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة 25% من العقود القديمة إلى العطاء الذي عُقِد مؤخرًا، للاستفادة من الارتفاعات السعرية.

ويشار إلى أن 1.6 غيغاواط من القدرة الإجمالية لشبكات توليد الكهرباء من مشروعات طاقة الرياح في المملكة المتحدة استفادت من هذه الثغرة في الوقت الحالي.

وفي الوقت نفسه، تكبدت وزارة الطاقة البريطانية نحو 647 مليون جنيهًا إسترلينيًا لصالح شركة نفّذت مزرعة رياح واحدة فقط، نتيجة تأخُّر تنفيذ اتفاق العقود مقابل الفروقات المتفق عليه بين الجانبين.

وخصصت وزارة الطاقة ميزانية إجمالية بقيمة 1.555 مليار جنيهًا إسترلينيًا، لصالح عقود مشروعات الطاقة المتجددة التي طُرِحَت في ضوء الجولة الأخيرة للعطاء، والتي تعدّ الأكبر من نوعها لتلك العقود.

ويضمن هذا الاتجاه زيادة القدرات الإجمالية التي تسهم بها مشروعات الطاقة المتجددة بشبكات توليد الكهرباء في المملكة المتحدة.

هدف غير واقعي

خلصت نتائج العطاء الأخير إلى أن تكلفة التوسع في مصادر الطاقة المتجددة -ومن بينها مشروعات طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة- ترتفع بدلًا من اتجاهها للتراجع، وفقًا لتقرير منظمة "نت زيرو ووتش".

وانتقد مدير المنظمة أندرو مونتفورد، المنظومة التي تتبعها الحكومة حاليًا في ضوء اتفاق العقود مقابل الفروقات، مشيرًا إلى أنها لم تنفّذ مشروعات لطاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة بأسعار منخفضة.

خط نقل وتوزيع الكهرباء في بريطانيا
خط نقل وتوزيع الكهرباء في بريطانيا - الصورة من WIRED‏

وترى المنظمة أن هدف حزب العمال لتحقيق الحياد الكربوني في قطاع الكهرباء بحلول عام 2030 غير قابل للتطبيق، بناءً على توقعات شركة أورورا لأبحاث الطاقة التي أعلنتها قبل عقد الانتخابات البريطانية مؤخرًا.

وأشار مونتفورد إلى أن حزب العمال استعمل أرقامًا متفائلة بشأن التكلفة التي ستتكبدها البلاد للتوسع في مصادر الطاقة المتجددة، ومن بينها مشروعات طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة.

وأضاف أن المستهدفات التي حددتها الحكومة لتحقيق الحياد الكربوني مرتفعة التكلفة، وغير عملية أو قابلة للتطبيق، وفقًا لقوله.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق