رئيسيةأخبار الكهرباءكهرباء

مشروع الربط الكهربائي بين المملكة المتحدة وأيسلندا يقترب من الاستثمار النهائي

سلمى محمود

اقترب مشروع الربط الكهربائي البحري بين المملكة المتحدة وأيسلندا خطوة من قرار الاستثمار النهائي، بعد الاستقرار على التمويلات والاستثمارات المطلوبة لإنشاء خط نقل الكهرباء النظيفة بين البلدين.

ويزداد الإقبال على مصادر الطاقة المتجددة عالميًا لتوليد الكهرباء النظيفة، ومن ثم تعزيز الإمدادات لضمان أمن الطاقة، في حين تحاول المملكة المتحدة تأمين مصادر مختلفة للكهرباء.

وبحسب تفاصيل اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، لا يعدّ مشروع الربط الكهربائي بين المملكة المتحدة وأيسلندا الأول من نوعه، إذ نفّذت المملكة المتحدة في وقت سابق مشروعات ربط لتوفير تيار كهربائي عالي الجهد، من بينها خط "فايكنغ لينك" بالتعاون مع الدنمارك، الذي انطلق في النصف الثاني من العام الماضي (2023).

وتربط خطوط بحرية للكهرباء بين المملكة المتحدة وبلدان عدّة، مثل: فرنسا وهولندا وبلجيكا والنرويج.

تفاصيل المشروع

تخطط شركة أتلانتيك سوبر كونيكشن إنرجي -المعروفة اختصارًا بـ"أيه إس سي"- للبدء في إنشاء خط ي"أتلانتيك سوبر كونيكشن" لتوصيل الكهرباء بين أيسلندا والمملكة المتحدة، بقدرة إجمالية 1.794 غيغاواط، وبطول 708 كيلومترًا، وفقًا للمعلومات التي نشرها موقع أوفشور إنرجي.

سفينة لمد الخطوط البحرية الكهربائية لمشروع الربط بين المملكة المتحدة وأيسلندا
سفينة لمدّ الخطوط البحرية الكهربائية لمشروع الربط بين المملكة المتحدة وأيسلندا - الصورة من موقع أوف شور إنرجي

وتنفّذ المشروع شركة "أتلانتيك سوبر كونيكشن إنرجي" التابعة لمجموعة شركات غلوبال إنتركونيكشن المعروفة اختصارًا بـ(جي أي جي)، ويسهم مشروع الربط البحري بين المملكة المتحدة وأيسلندا في نقل الكهرباء النظيفة بين البلدين، وتعزيز أمن الطاقة بهما.

وتستهدف شركة أتلانتيك استثمارًا أوليًا بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني (39.3 مليون دولار أميركي) لبدء عمليات البناء، على أن تطرح المشروع أمام مساهمين آخرين بحلول الخريف المقبل لجمع تمويلات إضافية.

*(الجنيه الإسترليني =1.31 دولارًا أميركيًا).

وهذه الحزمة الأولية مدعومة من خطاب ضمان بقيمة 3.5 مليار جنيه إسترليني مقدّم من أحد البنوك الاستثمارية.

تمويل البناء

تخطط شركة "أتلانتيك" لجمع 1.2 مليار جنيه إسترليني تحت بند "تمويلات الأسهم" لتنفيذ عملية بناء مشروع الربط الكهربائي البحري بين المملكة المتحدة وأيسلندا.

ومن المستهدف تمويل باقي مراحل البناء للمشروع من خلال اقتراض طويل الأجل؛ إذ طرحت شركة أتلانتيك سندات خضراء في البورصة يُستحق جمعها عام 2056.

ويسهم مشروع الربط البحري بين المملكة المتحدة وأيسلندا في توليد الكهرباء عبر مصادر الطاقة الحرارية والطاقة الكهرومائية لبريطانيا.

كما يعزز الخط توليد الكهرباء من الرياح لتضاف إلى السدود الكهرومائية الأيسلندية القائمة حاليًا، ومن ثم تقليل الاعتماد على الوقود لتشغيل السدود، وإنشاء أنظمة تخزين البطاريات بقدرة 1.5 غيغاواط.

في الوقت نفسه، رأى خبراء أن مشروع الربط بين المملكة المتحدة وأيسلندا ذو جدوى، بعد رسم خرائط مسح قاع البحر بالكامل لتحديد مسار الخط المرتقب.

وأظهرت الخرائط أن الربط مع شبكات الكهرباء في المملكة المتحدة سيكون بالقرب من مدينة هال.

مكاسب حقيقية

يقدّر مسؤولو مجموعة شركات غلوبال إنتركونيكشن مكاسب بقيمة 1.45 مليار دولار تجنيها أيسلندا من مشروع الربط الكهربائي مع المملكة المتحدة، فضلًا عن طرح 660 وظيفة على المدى البعيد.

ومن المتوقع -أيضًا- استثمار 100 مليار كرونة أيسلندية (723.7 مليون دولار) بتعزيز شبكات الكهرباء في أيسلندا.

*(الكرونة الأيسلندية = 0.0072 دولارًا أميركيًا).

ومن المخطط أن يساعد مشروع الربط الكهربائي بين المملكة المتحدة وأيسلندا في معالجة تقلُّب إمدادات الكهرباء الناجمة عن الاعتماد المتزايد على طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتقليل اعتماد المملكة المتحدة على مصادر الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء في ساعات الذروة.

وتعزز هذه الخطوات من أمن الطاقة، وتقلّص الأسعار التي يتحمّلها المستهلكون والشركات.

خط الربط الكهربائي البحري بين بريطانيا والدنمارك
مرافق خط الربط البحري بين بريطانيا والدنمارك - الصورة من stateofgreen

و قدَّر الخبراء حجم الانبعاثات الكربونية التي يمكن تقليلها من مصادر توليد الكهرباء في المملكة المتحدة بعد تنفيذ المشروع بأكثر من 3%، أو ما يعادل 1.1 مليون طن سنويًا.

مشروع متطور

من المقرر أن يُعتمَد على مشروع الربط الكهربائي بين المملكة المتحدة وأيسلندا بصفته أحد أكثر مشروعات الخطوط تطورًا في العالم، حسبما صرّح مسؤولو مجموعة شركات غلوبال إنتركونيكشن.

ورغم إدراج شركة أتلانتيك سوبر كونيكشن مشروع الربط البحري بين المملكة المتحدة وأيسلندا -في عام 2012- ضمن قائمة المشروعات المستهدفة، فإنها بدأت مؤخرًا خطوات للتنفيذ.

وفي شأن متّصل، تخطط المملكة المتحدة لتصبح رائدة في مجال الطاقة النظيفة بحلول عام 2030، إذ تسعى لتنفيذ مشروعات طاقة خضراء، بما في ذلك مشروعات الربط المستهدفة مع البلدان.

وأتمّت شركة سوميتومو إلكتريك اندستريز اليابانية أعمال تركيب خطوط الكهرباء البرية والبحرية، لربط خط "غرين لينك" بين أيرلندا والمملكة المتحدة، على أن تبدأ العمليات التجريبية للخط خلال الأشهر المقبلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق