اعتماد وقود الهيدروجين في قطاع الشحن البحري يتطلب استثمارات كبيرة
نوار صبح
- هناك العديد من العوائق التي تحول دون اعتماد الهيدروجين على نطاق واسع.
- الهيدروجين الأخضر أكثر تكلفة حاليًا من المشتق من الوقود الأحفوري.
- المشغّلون البحريون مترددون في تبني الهيدروجين دون بنية تحتية مناسبة.
- دمج الهيدروجين مع البنية التحتية البحرية الحالية يتطلب تعديلات واستثمارات كبيرة.
يمثل اعتماد وقود الهيدروجين في قطاع الشحن البحري على نطاق واسع خطوة مهمة لإزالة الانبعاثات بحلول عام 2050، وفقًا لأهداف المنظمة البحرية الدولية.
لذلك تقف صناعة الشحن العالمية، المسؤولة عن نحو 3% من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي، عند نقطة تحول حاسمة.
وستحتاج التقنيات والوقود ومصادر الطاقة، التي لا تنتج غازات الاحتباس الحراري أو تقترب منها، إلى أن تمثل 5% على الأقل، وُيفضل 10%، من الطاقة المستعملة في الشحن الدولي بحلول عام 2030، حسب مقال اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
في المقابل، تقدم أنواع الوقود النظيف المختلفة؛ بما في ذلك الأمونيا والميثانول والوقود الحيوي والوقود الاصطناعي والهيدروجين وتقنية البطاريات الكهربائية، خيارات قابلة للتطبيق، ولكل منها مزاياها وتحدياتها الخاصة.
الميزة المثالية للهيدروجين
تبرز ميزة وقود الهيدروجين المثالية حيث لا تكون البطاريات وحدها مناسبة، مثل سفن الشحن الداخلية أو الساحلية، وسفن الإمداد والخدمة لحقول النفط والغاز البحرية، ومزارع الرياح، وعبّارات الركاب.
وأصبح وقود الهيدروجين، بما يتمتع به من إمكانات واعدة في مجال إزالة الكربون، يشكل حلًا رئيسًا، إلا أن هناك العديد من العوائق التي تحول دون اعتماده على نطاق واسع.
جاء ذلك في مقال نشرته منصة أوفشور إنرجي (Offshore Energy) المتخصصة بتحول الطاقة والحلول المستدامة، للمدير الإداري لدى شركة هكساغون بوروس ماريتايم Hexagon Purus Maritime، المورد النرويجي لتقنيات الطاقة النظيفة، روبرت هاوغن.
وأوضح روبرت هاوغن أن جهودًا متضافرة تُبذل للتغلب على هذه التحديات؛ ما يجعل الهيدروجين فرصة هائلة لقطاع النقل البحري.
عوامل تبنّي وقود الهيدروجين
تؤدي العوامل الاقتصادية والسوقية دورًا مهمًا في تبني وقود الهيدروجين، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
وقال المدير الإداري لدى شركة هكساغون بوروس ماريتايم النرويجية روبرت هاوغن: "تُعد تكاليف الإنتاج المرتفعة ومتطلبات رأس المال والتوافر المحدود لجزيئات الهيدروجين الأخضر وفارق السعر عن الوقود الأحفوري من العوائق الأساسية".
ويُعد الهيدروجين الأخضر، الذي يُنتج عن طريق التحليل الكهربائي باستعمال الطاقة المتجددة، أكثر تكلفة حاليًا من الهيدروجين المشتق من الوقود الأحفوري.
وأفادت شركة الأبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس BloombergNEF بأن الهيدروجين الرمادي، المشتق من الغاز الطبيعي أو الميثان، يكلف إنتاجه من 0.98 إلى 2.93 دولارًا للكيلوغرام، في حين يمكن أن يكلف الهيدروجين الأخضر من 4.5 إلى 12 دولارًا للكيلوغرام.
ويُظهر تحليل الشركة أنه بحلول عام 2030، قد يكون إنتاج الهيدروجين الأخضر في المصانع الجديدة أرخص بنسبة تصل إلى 18% من الاستمرار في تشغيل مصانع الهيدروجين الرمادي الحالية في الاقتصادات الرئيسة مثل البرازيل والصين والهند.
وتفيد توقعات تحول الطاقة لدى جمعية التصنيف النرويجية دي إن في DNV لعام 2023 بأنه بالنسبة للمشروعات التي تستعمل إمدادات الكهرباء المتجددة في الموقع، يمكن أن تنخفض التكلفة المستوية للهيدروجين الأخضر إلى 2 دولار للكيلوغرام بحلول عام 2030.
يأتي ذلك على خلفية التخفيضات الهائلة في تكلفة معدات الرياح والطاقة الشمسية والتحليل الكهربائي، حسب المدير الإداري لدى شركة هكساغون بوروس ماريتايم النرويجية روبرت هاوغن.
ولمعالجة هذه التحديات الاقتصادية، بدأت السياسات الحكومية، بما في ذلك الإعفاءات الضريبية والإعانات، في إتاحة الفرص للجميع.
ويشكل قانون خفض التضخم في الولايات المتحدة وبنك الهيدروجين في الاتحاد الأوروبي مثالين على المبادرات الرامية إلى خفض التكاليف وتعزيز تبني وقود الهيدروجين الأخضر.
البنية التحتية للهيدروجين
تمثل مشكلة "تحديد الأولويات" في البنية التحتية للهيدروجين عقبة كبيرة أخرى.
بدورهم، فإن المشغّلين البحريين مترددون في تبني وقود الهيدروجين دون بنية تحتية مناسبة، والموردون لا يستثمرون في البنية التحتية دون ضمان الطلب.
وأشار المدير الإداري لدى شركة هكساغون بوروس ماريتايم النرويجية روبرت هاوغن، إلى أن دمج وقود الهيدروجين مع البنية التحتية البحرية الحالية يتطلب تعديلات واستثمارات كبيرة.
وأوضح أن العديد من المواني الأوروبية تُعد رائدة في مشروعات البنية التحتية للهيدروجين، حيث إن ميناء روتردام يُنشئ محطة لاستيراد الهيدروجين، في حين يُطَوِّر ميناء أنتويرب البنيةَ التحتية لاستيراد الهيدروجين والخدمات اللوجستية.
بدورها، تدير مجموعة أوشن هايواي كلستر Ocean Hyway Cluster في النرويج مشروع هاي إنفرا HyInfra، الذي يُركِّز على وقود الهيدروجين المضغوط والسائل والأمونيا.
ويهدف هذا المشروع إلى تقليل الضبابية والمخاطر من خلال رسم خرائط الطلب المستقبلي، واستكشاف سلاسل القيمة، ومعالجة عدم اليقين الفني ولوائح السلامة.
على صعيد آخر، تُعد السلامة أمرًا حيويًا لتبني الهيدروجين، القابل للاشتعال بدرجة كبيرة، ومن ثَم فإن منع التسربات وإدارة المخاطر أمر بالغ الأهمية، وتُنَفَّذ تدابير ومعايير السلامة المحسنة لضمان السلامة.
في الوقت الحالي، هناك نقص في المعايير واللوائح الدولية الشاملة لاستعمال وقود الهيدروجين في قطاع الشحن البحري. والجهود جارية لتطوير هذه المعايير؛ ما يُسهِّل تبني الهيدروجين بصورة أكثر أمانًا وكفاءة.
اقرأ أيضًا..
- كيف يعوض العراق وقازاخستان الزيادات الإنتاجية فوق حصص أوبك+؟
- أنس الحجي: تقرير إكسون موبيل غير واقعي.. وتوقعات "السيارات الكهربائية" مستحيلة
- أول مفاعل اندماج نووي في العالم تطلقه اليابان بحلول 2034