امتياز غرب الدلتا البحري في مصر.. احتياطيات غاز ضخمة تنتظر التطوير
وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار
- منطقة غرب الدلتا في البحر الأبيض المتوسط تضم 19 حقلاً للغاز
- استخراج غالبية احتياطيات الغاز الموجودة في منطقة غرب الدلتا
- بدء الإنتاج من آبار جديدة في غرب الدلتا خلال 2024 و2025
- حقل ريفين لديه القدرة على إنتاج 900 مليون قدم مكعبة يوميًا
تنظر مصر إلى امتياز غرب الدلتا البحري، ضمن المكامن الرئيسة التي تأمل البلاد من خلالها في زيادة إنتاج الغاز الطبيعي، والعودة مجددًا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وتعرّضت مصر -مؤخرًا- إلى هبوط ملحوظ في إنتاجها من الغاز الطبيعي، ليسجل خلال النصف الأول من العام الجاري نحو 26.06 مليار متر مكعب، مقابل 30.47 مليار متر مكعب في المدة المقارنة من العام الماضي، أي بمقدار تراجع سنوي 4.41 مليار متر مكعب، وفق أحدث البيانات لدى وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
ويأتي الجزء الأكبر من إنتاج الغاز المصري من منطقة البحر المتوسط بنسبة 62%، تليها دلتا النيل بنسبة 19%، والصحراء الغربية 18%، وفقًا لأرقام حكومية اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.
وتشهد الآونة الأخيرة نشاطًا حكوميًا للعمل على تطوير امتياز غرب الدلتا البحري، وعقد اتفاقيات مع شركات نفط عالمية، ومن المتوقع وضع آبار جديدة على خريطة الإنتاج خلال العامين الجاري والمقبل.
احتياطيات منطقة غرب الدلتا البحرية
تقع حقول الغاز الطبيعي في امتياز غرب الدلتا البحري على بُعد 90 كيلومترًا قبالة سواحل مصر في الجزء الشمالي الغربي من دلتا النيل، وعلى بعد 110 كيلومترات شمال شرق الإسكندرية، ويتراوح عمق الحقول الواقعة في امتياز غرب الدلتا البحري ما بين 300 و1200 متر.
وتُعد شركة البرلس للغاز المشغّل الرئيس للامتياز ويتوزع رأسمالها بين شركة بي جي العالمية (فرع شركة شل في مصر) والهيئة المصرية العامة للبترول.
ولاقى امتياز غرب الدلتا البحري العميق أهمية كبيرة بعد تحقيق 9 اكتشافات للغاز في خلال المدة من 1998 و2002 على يد شركة بي جي البريطانية (قبل الاستحواذ عليها من شل العالمية).
وفي الوقت الحالي، تحتضن منطقة غرب الدلتا للغاز في البحر الأبيض المتوسط 19 حقلًا للغاز، منها 12حقلًا قيد الإنتاج، بحسب بيانات "أوفشور تكنولوجي".
ووفقًا لتقديرات صادرة في عام 2021، اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة، تبلغ الاحتياطيات المتبقية القابلة للاستخراج في امتياز غرب الدلتا البحري العميق نحو 17.59 مليار متر مكعب (621.25 مليار قدم مكعبة) من الغاز، و9.62 مليون برميل نفط، بإجمالي موارد هيدركربونية 113.16 مليون برميل نفط مكافئ.
وتمثّل احتياطيات الغاز في امتياز غرب الدلتا العميق 0.04% من إجمالي الاحتياطيات المتبقية من حقول الغاز التقليدية المنتجة عالميًا.
وجرى استخراج 94.45% من احتياطيات الغاز الموجودة في امتياز غرب الدلتا البحري العميق، إذ وصل إلى ذروة الإنتاج في عام 2007 عند 2.03 مليون قدم مكعبة يوميًا، وفق بيانات "أوفشور تكنولوجي".
ومن المتوقع استمرار حقول المنطقة في الإنتاج حتى تصل إلى حد الجدوى الاقتصادية في عام 2031، ما جعل المنطقة تشهد جهودًا حكومية مكثفة من خلال طروحات جديدة على شركات نفط عالمية لزيادة التنقيب والوصول إلى مكامن جديدة.
وكانت أرقام حكومية صادرة في منتصف يونيو/حزيران 2020، تشير إلى أن احتياطيات 5 حقول واقعة في شمال الإسكندرية وغرب دلتا النيل تشمل "ليبرا- وتورس- وجيزة- وفيوم- وريفين" تقدر بنحو 5 تريليونات قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.
مراحل تطوير امتياز غرب الدلتا البحري
تواصل مصر العمل على تطوير منطقة امتياز غرب الدلتا البحري ضمن خطة توسعة لحفر آبار جديدة، بهدف استكشاف طبقات جديدة حاملة للغاز الطبيعي في حقول الغاز القائمة حاليًا.
وتنفذ الحكومة مشروعًا لتطوير منطقة شمال الإسكندرية وغرب دلتا النيل، ومن بين نتائجها المحققة وضع 9 آبار من حقلي "تورس- وليبرا" على خريطة الإنتاج بمعدل 700 مليون قدم مكعبة غاز يوميًا، منذ مارس/آذار 2017.
كما بدأت الإنتاج من المرحلة الثانية لتطوير حقول "جيزة وفيوم" منذ فبراير/شباط 2019 بمعدلات إنتاج أولية 400 مليون قدم مكعبة يوميًا، ارتفعت إلى 600 مليون قدم مكعبة يوميًا.
ونفذت مصر -أيضًا- المرحلة التاسعة لتطوير حقول البرلس ورشيد الواقعة بالمياه العميقة في امتياز غرب الدلتا البحري.
ونجحت خلال المدة من أكتوبر/تشرين الأول 2018 حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2019 في وضع 5 آبار على خريطة الإنتاج، بمعدل 290 مليون قدم مكعبة غاز يوميًا، و5 آلاف برميل مكثفات يوميًا.
وفي السياق نفسه، تنفّذ مصر في الوقت الراهن المرحلتين الـ10 والـ11 لتطوير منطقة غرب الدلتا البحرية ضمن خططها للإسراع في زيادة إنتاج الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى منطقة شمال شرق العامرية في البحر المتوسط لتنمية كشف غرب مينا الجديد، ومشروع حقل هارمتان العميق.
وتخطط البلاد لبدء الإنتاج من 3 آبار جديدة ضمن المرحلة العاشرة لتطوير منطقة امتياز غرب الدلتا البحري العميق، بمعدل ما بين 150 مليونًا و200 مليون قدم مكعبة يوميًا، قبل نهاية العام الجاري (2024).
جدير بالذكر، تأتي تلك الآبار ضمن اتفاق بين وزارة البترول المصرية وشركتي شل مصر، وبتروناس الماليزية، يتضمن ضخ استثمارات جديدة لتنفيذ المرحلة العاشرة لتطوير منطقة غرب الدلتا البحرية العميقة باستثمارات 222 مليون دولار.
ويرصد الإنفوغرافيك التالي، الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة، وجود آبار غاز جديدة في منطقة امتياز غرب الدلتا البحري تدعم إنتاج مصر:
وكانت وزارة البترول المصرية قد أطلقت بالتعاون مع شركتي شل وبتروناس، المرحلتين 10 و11 من حقول "رشيد والبرلس" الواقعة في منطقة غرب الدلتا البحرية.
وتتضمن حفر 6 آبار تنموية باستثمارات 575 مليون دولار لإضافة 300 مليون قدم مكعبة غاز و500 برميل مكثفات يوميًا.
أبرز حقول امتياز غرب الدلتا البحري
يُعد حقل ريفين ضمن أبرز المكامن المكتشفة في منطقة غرب دلتا النيل البحرية، الذي عثرت عليه شركة النفط البريطانية بي بي عام 2004، ورغم ذلك لم يبدأ الإنتاج منه إلا عام 2021.
ويمتلك حقل ريفين القدرة على إنتاج 900 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز الطبيعي، ولكن يصل إنتاجه في الوقت الراهن إلى 600 مليون قدم مكعبة يوميًا.
وشهد الحقل كذلك تنفيذ مشروعات لتطويره، ومن المتوقع بدء الإنتاج من البئرين (غرب ريفين-4، وغرب ريفين-5) ضمن خطة تنميته بمعدل 200 مليون قدم مكعبة يوميًا خلال الربع الثالث من العام المالي الجاري (2024-2025) بتكلفة استثمارية 200 مليون دولار.
وتحتضن منطقة غرب الدلتا البحرية حقل أبوقير والمكتشف عام 1969 في مياه البحر الأبيض المتوسط، ويمثّل أول حقل غاز بحري في مصر وثاني مكمن للغاز بعد حقل أبوماضي البري.
وتحديدًا، يقع حقل غاز أبوقير في المياه الضحلة لخليج أبوقير شرق الإسكندرية ومصب نهر النيل عند رشيد وغرب منطقة دلتا النيل، ويتكوّن من 3 حقول وهي (أبوقير وشمال أبوقير وغرب أبوقير).
موضوعات متعلقة..
- إنتاج مصر من الغاز ينتظر انتعاشة من آبار جديدة (إنفوغرافيك)
- إنتاج مصر من الغاز الطبيعي ينخفض 4.4 مليار متر مكعب
- عقد جديد لتطوير امتياز غرب الدلتا في مصر.. 17 حقل غاز
اقرأ أيضًا..
- إنتاج البحرين من الغاز الطبيعي يصعد 370 مليون متر مكعب في 6 أشهر
- قصة حقل نفط مصري ينافس حوضًا أميركيًا ضخمًا (صور وفيديو)
- حقل المرجان البحري في السعودية.. 26.5 مليار برميل تغذي العالم
- وزير الطاقة اللبناني يكتب لـ"الطاقة" عن أزمة الكهرباء.. أسباب التفاقم وحل عاجل (مقال)