رئيسيةتقارير الغازتقارير الكهرباءغازكهرباء

توليد الكهرباء بالغاز سلاح جنوب أفريقيا للتخلص من محطات الفحم

نوار صبح

تخطط جنوب أفريقيا للتوسع في توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي اعتمادًا على الاستيراد والموارد المحلية، في إطار مساعيها للتخلص من محطات الفحم التي تعدّ المساهم الأكبر في مشكلات التلوث وإيجاد حلول جذرية لانقطاع التيار.

وتمرّ جنوب أفريقيا حاليًا بلحظة محورية في تخطيط الطاقة لديها على المدى الطويل، ما يتطلب بذل جهود مركّزة من جانب القطاع والحكومة لتأمين استقرار الطاقة وتعزيز النمو الاقتصادي، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

ولم يغيّر إنشاء ائتلاف حاكم جديد مؤخرًا، في أعقاب الانتخابات العامة في مايو/أيار 2024، الأولويات الملحّة داخل قطاع الكهرباء، بسبب العديد من القضايا العالقة التي لم تُعالَج بعد.

في المقابل، برز توليد الكهرباء بالغاز الطبيعي بصفته مكونًا أساسيًا في تخلُّص جنوب أفريقيا من الفحم، وهو ما قوبل بترحيب لدى أصحاب المصلحة.

موارد الغاز في جنوب أفريقيا

هناك عوامل عديدة تعرقل وصول جنوب أفريقيا إلى موارد الغاز، بما في ذلك التأخير بالاستفادة من الاكتشافات المحلية، والبنية الأساسية غير الكافية للغاز، وانتهاء عقود طويلة الأجل لاستيراد الغاز عبر خطوط الأنابيب.

وستعتمد وتيرة التوسع بتوليد الكهرباء بالغاز الطبيعي في جنوب أفريقيا إلى حدّ كبير على تحديد حلول الاستيراد الأكثر فعالية من حيث التكلفة، إذ إن العرض المحلي غير كافٍ لتلبية الطلب المتوقع، حسبما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتستند خطط جنوب أفريقيا لإضافة القدرات حتى عام 2030، في المقام الأول، إلى خطة الموارد المتكاملة للبلاد، التي تؤكد أهمية مصادر الطاقة المتجددة.

في توقعاتها طويلة الأجل للكهرباء، تسعى وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights إلى مواءمة الطلب على الكهرباء مع بدائل إمدادات الوقود الموضحة بخطط الطاقة في البلاد.

وتتضمن الحالة الأساسية لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس افتراضات مختلفة فيما يتعلق بالأداء التاريخي لجنوب أفريقيا، والتزامها بأهداف الطاقة النظيفة، والقيود الحالية داخل بُنيتها التحتية.

حاليًا، تهيمن محطات الكهرباء العاملة بالفحم على توليد الكهرباء في جنوب أفريقيا، لكن المشهد يتغير.

وتتمثل الصعوبة المتزايدة في تمويل أصول الفحم الجديدة، إلى جانب أهداف الانبعاثات الكربونية الصارمة والتشريعات المتطورة، التي تشكّل تحديات كبيرة.

مشروع محطة جاسبر للطاقة الشمسية في مقاطعة كيب الشمالية بجنوب أفريقيا
مشروع محطة جاسبر للطاقة الشمسية في مقاطعة كيب الشمالية بجنوب أفريقيا – المصدر: renewable-technology

ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يتوقف الاستثمار في التوليد الجديد الكهرباء من الفحم بعد التشغيل الكامل لمحطتَي الكهرباء كوسيلي Kusile وميدوبي Medupi.

ومن المرجّح أن يشهد مزيج الطاقة المستقبلي استبدال الفحم بزيادة في إضافات الطاقة المتجددة والغاز.

ومن المتوقع أن تضيف جنوب أفريقيا، خلال مدة التخطيط، أكثر من 2 غيغاواط من الطاقة المتجددة سنويًا، وسوف يُدعَم هذا النمو من خلال المشتريات العامة لمشروعات الطاقة المتجددة، وأصول التوليد المدمجة، واتفاقيات شراء الكهرباء المشتركة، ومبادرة شركة إسكوم لإعادة استعمال محطات توليد الكهرباء من الفحم المعطّلة لإنتاج الطاقة المتجددة.

ومن المتوقع أن يؤدي الوصول إلى سوق الغاز المسال العالمية، إلى جانب إنتاج الغاز المحلي المحتمل، إلى تسهيل النمو في سعة الغاز بدءًا من عام 2029، وفقًا لسيناريو الحالة الأساسية لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights.

وسوف يتطلب هذا النمو مزيجًا متوازنًا من واردات الغاز المسال وإمدادات الغاز الإقليمية، إذ من المتوقع أن يشكّل توليد الكهرباء بالغاز نحو ربع مزيج الطاقة بحلول عام 2050.

الإنفوغرافيك التالي من إعداد منصة الطاقة المتخصصة يستعرض توقعات حصص توليد الكهرباء في جنوب أفريقيا حسب مصدر الطاقة:

توقعات حصص توليد الكهرباء في جنوب أفريقيا

الغاز في جنوب أفريقيا

تحدد مسودة خطة الغاز الرئيسة لعام 2024 في جنوب أفريقيا حلولًا مختلفة لإنشاء بنية تحتية طويلة الأجل للكهرباء المولدة بالغاز.

وتؤكد خطة إدارة الغاز الرئيسة ضرورة التخطيط المتكامل للطاقة لإنشاء بنية تحتية مرنة للغاز، مع مراعاة الضبابية في الطلب والتحولات المحتملة إلى وقود أنظف.

وعلى الرغم من تقديرات إجمالي موارد الغاز في جنوب أفريقيا بنحو 52 تريليون قدم مكعبة، فإن العديد من المشروعات ما يزال غير مُجدٍ اقتصاديًا، وتُعدّ الجداول الزمنية لقرار الاستثمار النهائي غير مؤكدة، بسبب نقص البنية التحتية للمعالجة والنقل.

وتزيد حالة الضبابية في تسعير الغاز من تعقيد تطوير المشروع، إذ يتعين وضع خيارات الاستيراد المتعددة والتعرفات القائمة على المسافة في الحسبان ضمن هيكل التكلفة الإجمالي.

ومن بين حقول الغاز الـ15 المكتشفة، هناك 3 مشروعات فقط تُعدّ حاليًا جاهزة للتشغيل في مسودة خطة إدارة الغاز الرئيسة لعام 2024.

ويشير التقدير المحافظ إلى أن قرارات الاستثمار النهائية لهذه المشروعات قد تصدر هذا العام، لكن الجدول الزمني النموذجي من قرار الاستثمار النهائي إلى التشغيل يستغرق من 3 إلى 4 سنوات.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق